آيات وأحاديث عن التسامح

آيات وأحاديث عن التسامح والعفو يستفاد منها المسلمون ويتعلمون دروسًا عن فضل الصفح والرحمة، وأهميتها في الحياة، وما أعظم العفو عند المقدرة، وأن من أجمل ما يتمتع به الإنسان هو القلب النقي المتسامح الذي لا يحمل كُره أو ضغينة، وسوف نتعرف من خلال موقع الملك، على مجموعة من أعظم الآيات والأحاديث عن التسامح من خلال السطور القادمة.

آيات وأحاديث عن التسامح

آيات وأحاديث عن التسامح والعفو يمكن للمسلم الاقتداء بها في مواقف عديدة في حياته، فهي من الصفات الحميدة التي يجب أن يتحلى بها كل شخصٍ منا، وهذا لأنها تساعد على إحياء الإنسان حياة كريمة خالية من الحقد والكره، بالإضافة إلى أن هذه الصفات حثنا الله تعالى والرسول -صلى الله عليه وسلم- بالاتسام بها، لذا سوف نعرض لكم الآن أحاديث عن التسامح والعفو من خلال الآتي:

1- الحديث الأول عن التسامح

عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت للنبيِ -صلى الله عليه وسلَّمَ-: (هلْ أتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كانَ أشَدَّ مِن يَومِ أُحُدٍ، قالَ: لقَدْ لَقِيتُ مِن قَوْمِكِ ما لَقِيتُ، وكانَ أشَدَّ ما لَقِيتُ منهمْ يَومَ العَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي علَى ابْنِ عبدِ يا لِيلَ بنِ عبدِ كُلالٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إلى ما أرَدْتُ، فانْطَلَقْتُ وأنا مَهْمُومٌ علَى وجْهِي، فَلَمْ أسْتَفِقْ إلَّا وأنا بقَرْنِ الثَّعالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فإذا أنا بسَحابَةٍ قدْ أظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فإذا فيها جِبْرِيلُ فَنادانِي..

فقالَ: إنَّ اللَّهَ قدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وما رَدُّوا عَلَيْكَ، وقدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم، فَنادانِي مَلَكُ الجِبالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، فقالَ، ذلكَ فِيما شِئْتَ، إنْ شِئْتَ أنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْنِ؟ فقالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ، لا يُشْرِكُ به شيئًا).

تروي أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها سألت سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-  إذا كان قد فات يومًا عليه أصعب من يوم أُحد، وسبب تحديدها ليوم أحد لأنه كان يومًا عصيبًا على النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ حيث تجمع قوم قريش حتى يغزوه، وينتقمون لمن قُتل منهم يوم بدر.

فأجابها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقصة رحلته إلى الطائف، وكيف قام بدعوة أهل قريش في مكة، ولم يستمعون له، وقد قرر الذهاب لدعوة أهل الطائف فوجد أنهم أشد سفهًا من قوم قريش، وقد قاموا بإيذائه بشدة، حتى أنه خرج من بينهم حزينًا منهكًا.

بعد أن استفاق الرسول -صلى الله عليه وسلم- من هذه الرحلة استقر في مكان يسمى “قرن الثعالب”، ولقا في هذا المكان سحابة، ورأى فيها سيدنا جبريل -عليه السلام-، وأعلمه أن الله -سبحانه وتعالى- أرسل له ملك الجبال حتى يأمره الرسول (ص) فقال له الملك: “إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين” يعني الجبلين الذين يحيطون بمكة على أهلها.

فظهرت ملامح النبوة الكريمة والرحمة والعفو، فأجاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال له أنه تمنى من الله أن يخرج منهم من يعبده وحده لا شريك له، وكان هذا الحديث ضمن أعظم الأحاديث عن التسامح.

اقرأ أيضًا: تعبير عن مزايا التسامح في بناء المجتمعات ورقيها

2- الحديث الثاني عن فضل العفو

ضمن عرض آيات وأحاديث عن التسامح سوف نستعرض اليوم حديث نبوي عن فضل العفو، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: (جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ اللهِ، كم نعفو عن الخادمِ؟ فصمَتَ، ثم أعادَ عليه الكلامَ، فصَمَتَ، فلما كان في الثالثةِ قال: اعفُوا عنه في كل يومٍ سبعين مرةً).

لقد أوضح هذا الحديث أن هناك رجل جاء للنبي -صلى الله عليه وسلم- وسأله عن كم مرة يعفو عن خادمة إذا أخطأ في أمرٍ ما، فصمت النبي (ص)، ولم يجبه، ولما عاد نفس السؤال 3 مرات، وأخيرًا أجاب الرسول (ص) عليه بأن يسامحه ويعفو عنه 70 مرة، وفي هذا الحديث حث لكل مسلم على العفو والتسامح الدائم.

3- الحديث الثالث عن عظمة خلق النبي وتسامحه

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (كَأَنِّي أنْظُرُ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الأنْبِيَاءِ، ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فأدْمَوْهُ، وهو يَمْسَحُ الدَّمَ عن وجْهِهِ ويقولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فإنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ).

يقال إن هذا الحديث قد قاله سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في يوم أُحد بعد أن تم جرحه وشج وجهه كي يقوم بمواساة الصحابة -عليهم رضوان الله- ويآزرهم في هذا الوقت العصيب، فقد ذُكر في مثل هذا الوقت أنه قد وقع على نبي آخر غيره، فأخذ يسمح الدماء عن وجهه الكريم، ويدعو الله أن يغفر لقومه، ويطلب الهداية لهم وقد سامحهم، وذلك يشير إلى عظمة خُلق الأنبياء، وتسامحهم.

4- الحديث الرابع عن العفو والصفح

خلال ذكر آيات وأحاديث عن التسامح سوف نتعرف على حديث نبوي شريف عن أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: (ما خُيِّرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ أمْرَيْنِ إلَّا أخَذَ أيْسَرَهُمَا، ما لَمْ يَكُنْ إثْمًا، فإنْ كانَ إثْمًا كانَ أبْعَدَ النَّاسِ منه، وما انْتَقَمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِنَفْسِهِ إلَّا أنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بهَا).

يوضح الحديث السابق أخلاق نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فهو كان ييسر الأمر، ويختار الأسهل دائمًا ما لم يكن محرمًا أو غير مستحب، وكان يتسم بالعفو والصفح عن أي شخص تعرض له بالأذى، كما أنه لا يفعل أي شيء حرمه الله -عز وجل- فكان لا يتهاون في حق الله ونصرة دينه.

اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الأخلاق

5-الحديث الخامس العفو عن الظالم

من خلال طرح آيات وأحاديث عن التسامح سوف نتعرف على حديث نبوي شريف رواه عُقبةَ بنِ عامرٍ -رضي اللهُ عنه- قال: لقيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فقال لي: (يا عُقبةُ! صِلْ مَن قطعَك، وأعطِ مَن حرمَك، واعفُ عمَّنْ ظلمَكَ).

في إطار آيات وأحاديث عن التسامح نجد أن هذا الحديث النبوي الشريف فيه عدة توجيهات هامة من نبينا الكريم أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- التي يحثنا من خلاله بالتحلي بأفضل الصفات التي ذكرها في الحديث، وأهمها وأن يستمر بالعطاء والكرم، وأن يكون دائم التسامح حتى عن الظالم.

6- الحديث السادس عن العفو عمن أساء إليك

عن أنس -رضي الله عنه- قال: (كُنْتُ أَمْشِي مع رَسولِ للهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَعليه رِدَاءٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فأدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَجَبَذَهُ برِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، نَظَرْتُ إلى صَفْحَةِ عُنُقِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَقَدْ أَثَّرَتْ بهَا حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ، مِن شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ مُرْ لي مِن مَالِ اللهِ الذي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إلَيْهِ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ له بعَطَاءٍ)، صحيح مسلم خلاصة حكم المحدث: صحيح

يمكن لنا أن نتعلم من رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- في هذا الموقف التسامح والعفو بالرغم من الإساءة، وذلك لأن رد الإساءة بالحسنة والفعل الطيب يعطي درسًا للمُسيء لا ينساه أبدًا، وهذا ما فعله النبي.

7- الحديث السابع عن التسامح

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (ما ضَرَبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ شيئًا قَطُّ بيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إلَّا أَنْ يُجَاهِدَ في سَبيلِ اللهِ، وَما نِيلَ منه شيءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِن صَاحِبِهِ، إلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شيءٌ مِن مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)، صحيح مسلم خلاصة حكم المحدث، حديث صحيح.

هذا الحديث يشير إلى أخلاق رسولنا الكريم مع سائر الكائنات الحية، لا خادمًا أو امرأة، فقد كان رحيمًا متسامحًا ويعفو عمن ظلمه، ولا يقدر على انتهاك أي محرمات، ويجب على كل مسلم التحلي بهذه الصفات الكريمة، التي تساعد على جعل النفوس مطمئنة وساكنة لأبعد الحدود.

اقرأ أيضًا: مزايا التسامح في بناء المجتمعات ورقيها

8- الحديث الثامن الدين أساسه التسامح

في ظل عرض آيات وأحاديث عن التسامح سوف نذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بُعِثتُ بالحنيفيةِ السمحةِ) خلاصة حكم المحدث: صحيح.

نجد في هذا الحديث أن رسولنا الكريم قام بربط خلق التسامح والعفو بأصل الدين الإسلامي، وقد جعل هذه الصفة، من الصفات الكريمة التي ذكرها في العديد من أحاديثه الشريفة، كما أنه يحمل رسالة سمحة تيسر على الناس أمورهم، حتى لا تميل قلوبهم إلى الباطل.

كما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- طوال حياته كان يدعو إلى العفو واليُسر في أغلب الامور، وهذا حتى يخفف عن أمته.

9- الحديث التاسع عن العفو من محاسن الأخلاق

قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (أنا زعيمٌ ببيتٍ في رَبَضِ الجنَّةِ لمن ترك المِراءَ وإن كان مُحقًّا وأنا زعيمٌ ببيتٍ في وسطِ الجنَّةِ لمن ترك الكذبَ وإن كان مازحًا وأنا زعيمٌ ببيتٍ في أعلى الجنَّةِ لمن حسُن خلُقُه).

في إطار عرض آيات وأحاديث عن التسامح نرى أن هذا الحديث يدعو إلى العفو وعدم الجدال حتى وإن كنت على حق، فهو يحمل صورة من صور التسامح، وهي سماحة الحديث والنقاش، حيث قامت الشريعة الإسلامية بحثنا على إظهار هذه الصفة الكريمة خلال الحوار مع الآخرين.

كمل بين لنا الرسول-صلى الله عليه وسلم- فضل هذا الأمر وثوابه عند الله، فقد تعهد ببناء بيت في الجنة لمن تنازل عن الجدال وترك الأمر لله.

اقرأ أيضًا: الرد على أحسن الله عزاكم

آيات قرآنية عن التسامح

إلى جانب عرض آيات وأحاديث عن التسامح والعفو سوف نذكر لكم بعض الآيات القرآنية التي وردت عن فضل التعامل بتسامح، وهذه الآيات تؤكد على أهمية هذه الصفة، إليكم هذه الآيات فيما يأتي:

  • قال تعالى: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)، الآية رقم ٤٨ من سورة الشورى.

  • قال تعالى: (والْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، الآية رقم (134) من سورة آل عمران.

  • قال تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، الآية رقم (22) من سورة النور.

  • قال تعالى: (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ)، الآية رقم (85) من سورة الحجر.

  • قال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)، الآية رقم (199) من سورة الأعراف.

  • قوله تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، الآية رقم (34) من سورة ص.

  • قال تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) سورة فصلت الآية الكريمة رقم [34].

  • قال الله تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، سورة البقرة الآية رقم [١٠٩].

  • سورة آل عمران: قال الله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).

  • قال الله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ). [سورة آل عمران آية 159]

  • قال الله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [سورة المائدة رقم الآية ١٣].

  • قال الله تعالى: (قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، [سورة يوسف الآيتين رقم ٩٧- ٩٨].

  • قال الله تعالى: (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، [سورة النور الآية رقم 22].
  • قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)، [سورة الشورى الآية ٣٧].

أقوال السلف والعلماء في العفو والتسامح

في ظل ذكر آيات وأحاديث عن التسامح سوف نتعرف على بعض الأحاديث عن مواقف تدل على تسامح السلف الصالح والصحابة -رضي الله عنهم-، وعن أهمية العفو والصفح في أقوال عديدة لهم، وسوف نذكر أبرز هذه الأقوال فيما يلي:

  • قال الفضيل بن عياض: “إذا أتاك رجلٌ يشكو إليك رجلًا، فقل: يا أخي، اعفُ عنه؛ فإنَّ العفو أقرب للتقوى، فإن قال: لا يحتمِل قلبي العفوَ، ولكن أنتصر كما أمرَني الله عزَّ وجل فقل له: إن كنتَ تُحسِن أن تنتَصِر، وإلا فارجع إلى باب العفو؛ فإنه باب واسع، فإنَّه مَن عفَا وأصلحَ فأجره على الله، وصاحِبُ العفو ينام على فراشه بالليل، وصاحب الانتصار يقلِّب الأمور؛ لأن الفُتُوَّة هي العفوُ عن الإخوان“.
  • قال الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنهما- قال: “لو أنَّ رجلًا شتَمني في أذني هذه، واعتذر في أذني الأخرَى، لقبِلتُ عذرَه”، فهنا يشير إلى مدى تسامحه ونيته الحسنة، وأنه يجب على الجميع أن يتسم بهذه الصفة الجيدة.
  • عن عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- قال: “أحبُّ الأمور إلى الله ثلاثة: العفو في القدرة، والقصد في الجدة، والرفق في العبادة، وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة”، أما عن هذا الحديث فإنه يدل على أن العفو عند المقدرة من أعظم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم.

قصص عن تسامح النبي -صلى الله عليه وسلم-

إلى جانب ذكر آيات وأحاديث عن التسامح والصفح سوف نتعرف على قصص قصيرة من السيرة النبوية الشريفة عن التسامح والعفو، والتي يتم الاستفادة منها وتعلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يقدر على رد الإيذاء، ولكنه فضل أن يعفو، إليكم هذه القصص فيما يأتي:

 قصة فتح مكة

تعتبر قصة فتح مكة من أقوى القصص التي تدل على تسامح الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهذا عند دخوله إلى مكة في الصباح بعد هجرته منها ليلًا، بعد قيامه بتحطيم كل الأصنام، وقد ظل أهل مكة يتطلعون إلى الرسول (ص) منتظرين عقابه لهم عما فعلوه به وبأصحابه، وما بدر منهم تجاهه من سخرية وإيذاء لا يُحتمل.

لكن قد قام الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمسامحتهم، وذلك عكس ما كانوا يتوقعون تمامًا، حيث قال لهم: “ما تظنون أني فاعل بكم؟ قال أهل مكة: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم، فقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء”.

بعد ذلك عاد الأمان والطمأنينة إلى أهل مكة، وبدأت تتوالى الجماعات إلى النبي العربي -صلى الله عليه وسلم- حتى تبايعه على الإسلام، حيث لا يوجد شيء أفضل من العفو والتسامح عند المقدرة، ولقد ظهرت هنا قدرة الرسول الكريم على التسامح في هذا الأمر.

اقرأ أيضًا: تعبير عن التسامح مقدمة عرض خاتمة

فضائل التسامح والصفح

في إطار طرح آيات وأحاديث عن التسامح والعفو سوف نستعرض معًا فضل التسامح والصفح بين الناس، وكيف يعود على الشخص والمجتمع بالأثر الطيب، وذلك لأنه العفو من مكارم الأخلاق، ودليل على القوة وليس الضعف، فالضعيف هو الذي يجعل غضبه يتحكم به، إليكم هذه الفضائل فيما يلي:

  • أخذ مرتبة التقوى: قال الله تعالى: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُم) [سورة البقرة من الآية الكريمة – 237]، كما يجعل الله -سبحانه وتعالى- التسامح والصفح صفة من صفات المتقين التي يجب أن يتحلى بها المسلمون.
    فقال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين)، [سورة آل عمران : 133 – 134].
  • الحفاظ على الصحة العامة للإنسان: إن الكراهية والحقد، الأمر الذي يرجع على الجسم بالتعب والألم، فهو يؤدى إلى إرهاق العقل بالتفكير، ويدمي القلب، الأمر الذي يؤثر على شهية للطعام، وإصابة المرء باضطرابات في النوم، وهذه كلها أمور لها أثر سلبي على الجسد، لذا يجب على الشخص التصرف بتسامح تجاه الآخرين.
  • اتباع أوامر الله سبحانه وتعالى: إن عفو الإنسان وتسامحه عن شخص أساء له يعد امتثال لأوامر الله تعالى وطاعةً له، وهذا لأنها تعتبر رحمة بالشخص المسيء، ورأفة بضعفه واعترافه بخطئه، وهذا الذي أمرنا الله تعالى به.
  • نشر المحبة بين الناس: إن التحلي بالعفو والرحمة تجعل الجرائم والفساد ينتهي من المجتمعات، وذلك لأن الكراهية والانتقام يتسببان في انحدار الأخلاق.
  • تحسين أخلاق الأُناس السيئين وتغييرهم للأحسن: حيث إن كثرة التسامح مع الأشخاص السيئين يجعلهم يشعرون بمدى خطأهم، كما أن تصرف الشخص المساء إليه بتسامح يجعلهم يتغيرون إلى الأفضل.
  • يؤدي التسامح إلى السلام النفسي: إن العفو والتسامح يجعل الشخص يحصل على السلام النفسي والراحة، ويشعر الشخص بالرضا عن نفسه، وعما حوله، دون أن يحمل أي كراهية لأحد أو ضغينة.

توجد آيات وأحاديث عن التسامح متعددة لا حصر لها، وكذلك هنالك قصص عن الأنبياء تدل على مدى تسامحهم، لذا يجب التحلي بهذه الصفة الحميدة في المواقف التي تستدعي المسامحة.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا