موضوع تعبير عن الوطن

موضوع تعبير عن الوطن مؤثر جدًا، حيث إن هناك من يجهل قيمة الوطن، فهو المكان الذي ينشأ فيه الإنسان، ويتمتع بالحقوق والواجبات فيه، كما أنه يوفر الحماية اللازمة له، ويرتبط الإنسان بشكل غريزي وفطري بموطنه؛ لذلك من خلال موقع الملك نقدم لكم موضوع تعبير عن الوطن.

موضوع تعبير عن الوطن

لا يقتصر مفهوم الوطن على قطعة الأرض التي يعيش عليها الإنسان منذ ولادته حتى موته، بل هو عبارة عن الذكريات والعادات والتقاليد التي يتربى عليها الأبناء، وهو الدين الذي كبرنا عليه.

كما أنه مهما يبتعد المرء عن موطنه الأصلي يظل يحن له ويُريد الرجوع إليه مرة أخرى، مهما مر من الوقت عليه خارج بلاده يبقى الحنين والانتماء داخل الفرد، ولا تتأثر مشاعره بفترة غربته مهما طالت.

خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من وطنه الأصلي مكة وذهب إلى المدينة المنورة، وكان هذا من أكثر المواقف المحزنة التي مرت عليه، وقال ابن عباس أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:ما أطيبَكِ من بلَدٍ وأحبَّكِ إلَيَّ، ولولا أنَّ قومِي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرَكِ” (رواه الألباني).

يعتبر الوطن هو المكان الذي تتكون فيه ذكريات الطفولة، ويعنى حنان الأمهات على أطفالها، ويجعلنا نشعر بالأمان بالقرب من آبائنا، وهو المكان الذي يحتضن أحلامنا الطفولية وأهدافنا التي نطمح إلى تحقيقها، يعد الوطن هو الدفء الذي ينعم به طفل صغير يرغب في الحب والاهتمام.

اقرأ أيضًا: قصيدة عن الوطن قصيرة للأطفال

ما هو الوطن؟

يمكن القول إنه الأرض التي يولد عليها المرء ويعيش طفولته فيها ويحلم لتحقيق مستقبل باهر له بداخل تلك البقعة، ويتأثر بالعوامل البيئية فيه مثل درجة الحرارة والجو الشائع بالمكان، والتأثر بالعادات والتقاليد التابعة لكل أرض وتنفرد بها بمفردها.

كذلك يمكن تعريف مصطلح الوطن على أنه مكان جغرافي يشغل حيز من كوكب الأرض الذي يعيش عليه البشر، وذلك بهدف تحقيق التعمير وتقديم خدمة تخص المصلحة العامة، ويجتمع فيه الناس على مبدأ واحد وعرق واحد أيضًا.

لا يتمكن الإنسان من العيش دون الانتماء إلى وطن محدد، ويتفاعل مع الوسط المحيط به الذين يشبهونه إلى حد كبير، حيث إن كل فرد يقدم خدمة لا يتم الاستغناء عنها، مثل حماية الوطن وتوفير المأكل والمسكن.

أهمية الوطن

استكمالًا لحديثنا حول موضوع تعبير عن الوطن، الجدير بالذكر هو وجود أهمية كبيرة للوطن، والتي يجب الاطلاع عليها والدراية الكاملة بها، حيث إنه يوجد عدد كبير من الأشخاص يعتقدون أنه من السهل اتخاذ بلد آخر موطن لهم غير موطنهم الأصلي.

لكن الوطن ليس عبارة عن بعض التراب والأشجار والبيوت، إنما هو ذاكرة المرء نفسها، وهو يعنى البيت المليء بالحب والدفء والعائلة، وهو رمز للأطعمة الساخنة التي تصنعها الجدة بكل حب في فصل الشتاء، ويجتمع الأحفاد حولها لتناوله وهو ساخن.

هل يمكن القول إن الوطن هو الذي يضمنا أم نحن الذين نضمه؟ ومن يحمي الآخر هل نحن نحميه أم هو يحمينا؟ حيث إن الوطن هو المكان الذي يضمنا جميعًا وهي علاقة حب وعطاء متبادلة، ويحمينا من أية ظروف قاسية ويضعنا تحت جناحيه.

كذلك نحن أيضًا نضمه ونسعى إلى تحقيق الأمان والراحة فيه، وندافع عنه حتى آخر نفس في أجسادنا؛ وذلك لأننا ندين له بأرواحنا وبأفضل المعاني، ونقول عن حب الوطن:

وطني الذي رُبِّيتُ تحت سمائه

ووهبتهُ فني نجومَ سمائِه

ورضعتُ من أزهاره وسكرتُ من

أسماره وشربتُ من أضوائه

من ليس بَعدِ له سوى حِّبي له

حبَّاً تشرَّد كاليتيمِ التائه

من عنده الخبزُ القفارُ ولائمٌ

وولائمُ الأرواح ملءُ رُوائهِ

من طالما غنيتُ في أفيائه

اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن حرب أكتوبر

واجبنا نحو الوطن

في إطار حديثنا حول موضوع تعبير عن الوطن، يتواجد حب الوطن داخل كل مرء بصورة غريزية وفطرية غير متحكم بها، ومن يخرج ليعيش بعيد عن موطنه الأصلي يذوق مرارة الغربة، ويشتاق إلى وطنه وذكريات طفولته الجميلة التي يملأها الحب والحنان والدفء.

في حالة كبر الأبناء في مكان غير وطنهم الأصلي، لا يكبر بداخلهم حب أو انتماء إلى هذه البقعة من الأرض، ولا يكنون أية مشاعر إيجابية تجاه هذا الوطن، عند تذوق كل مغترب مرارة البعد عن وطنه ويعرف قيمته بشكل جيد.

عند قول أحد الأشخاص شيئًا ما سيئًا عن وطنه أمامه، هل يدافع عنه أم يصمت ولا يتحدث بأي كلمة؟ وذلك لأنه لم يكبر فيه ولا يشعر بأي انتماء إليه، فلن يأخذ الموضوع على محمل الجد، ويمكن أن يُزيد في الكلام الغير جيد أيضًا.

يحتاج الوطن إلى رجال شجعان يقدرون معنى الوطن ويضعونه على أكتافهم، وفي وقت الشدة يقفون على أرضهم ويحمونها من غزو أي عدو، مثل احتياج الأم لأبنائها عندما تكبر في العُمر وتُريد منهم حمايتها ومساعدتها على مواجهة قسوة الحياة في هذا العُمر.

لكن بالطبع يوجد فرق كبير بين الابن البار بوالديه الذي يعلم كيفية احتواء والدته في ضعفها وقلة حيلتها ويقدر ما قامت به من أجله عندما كان صغيرًا، وبين الابن العاق الذي لا ينفع في أي شيء ويجعل والدته تلجأ إلى مساعدة غيره ويترك يديها ولا تجد من يساندها ويدعمها على مواجهة هذه الحياة القاسية.

يعد هذا الذي يحدث عند تربية الأبناء بعيد عن وطنهم الأصلي وعدم شعورهم بالانتماء إليه، ولا يتأثرون بأي شيء يُقال عنه، ولا يشغلون بالهم في التفكير فيما يحدث به ويمر عليه من أزمات وظروف صعبة.

أحاديث شريفة لموضوع تعبير عن الوطن

هناك بعض الأحاديث التي ورد فيها حب الوطن، والتي يمكن أن يستخدمها الطلاب أثناء كتابة موضوع تعبير عن الوطن، نوضحها من خلال ما يلي:

  • عن أبي ذر – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: إنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أرْضًا يُذْكَرُ فيها القِيراطُ، فاسْتَوْصُوا بأَهْلِها خَيْرًا، فإنَّ لهمْ ذِمَّةً ورَحِمًا” (رواه مسلم).
  • عن السيدة عائشة – رضي الله عنها – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “تُرْبَةُ أَرْضِنا، ورِيقَةُ بَعْضِنا، يَشْفَى سقيمُنا بإذن ربنا” (رواه البخاري).
  • عن السيدة عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “اللَّهمَّ حبِّبْ إلينا المدينةَ كحُبِّنا مكَّةَ أو أشَدَّ” (رواه البخاري ومسلم).

اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن المعالم التاريخية

أبيات شعرية عن الوطن

استكمالًا لحديثنا حول موضوع تعبير عن الوطن، نذكر بعض الأبيات الشعرية التي جاءت تتحدث عن الوطن، والتي منها ما يلي:

قال الشاعر أحمد مخيمر:

وَطَني وَصِبَايَ وَأَحْلامي…

وطَـني وهَوَايَ وأيَّـامي

ورِضـا أُمِّي وحَنـانُ أبي…

وخُطَى وَلَدِي عندَ اللَّعِبِ

يخطُو برجاءٍ بَسَّامِ

قال أيضًا الشاعر أحمد مخيمر عن الوطن:

دَمِ الأَحْرارِ سأُرْوِيهِ…

وبِماضي العَزْمِ سأَبْنِيهِ

وأُشَيِّدُهُ وَطَنًا نَضْرَا…

وأُقَـدِّمُهُ لاِبْني حُرَّا

فَيَصُونُ حِماهُ ويَفْدِيهِ…

بِإِبـاءٍ فيـهِ وإِقْـدامِ

قال الشاعر أحمد محرم عن الوطن:

أُمُّ العُلومِ والفنونْ … ساد بنوها الأوّلونْ

وكما كانوا نكونْإنّا عليها قائمونْ

نرعى العهود والذِّمَمْ

لا يستطيع أي أحد أن يشعر بمعنى الوطن، سوى من خرج منه وتذوق عذاب الغربة ووحدتها، والذي حُرم من كافة النعيم الموجود في أرضه ووطنه، ويطمح الجميع بالتقدم بوطنهم وجعله أفضل وأسمى وطن موجود على الأرض.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا