فوائد سورة مريم الروحانية

فوائد سورة مريم الروحانية عديدة، ويمكن الشفاء بها من آلام الروح والجسد، وهذا ما يشير إلى عظمة الله في خلقه، فالقرآن خلق ممن خلق الله، وهي من السور التي توضح قدرة الله ومشيئته التي إذا حلت لم يحبسها حابس، ومعجزته في أمته مريم سيدة نساء أهل الجنة، وهذا ما يوضحه موقع الملك.

فوائد سورة مريم الروحانية

لسورة مريم الفوائد العظيمة لما فيها من تعلية لمكانة سيدة نساء أهل الجنة السيدة مريم ابنة عمران، ولأنها تحكي قصة ميلاد النبوة لعيسى عليه أفضل الصلاة والسلام.

لا تقوم السورة على رفع مكانة المسلم فحسب، بل إنها تجل من قدره وتعينه على مغالبة نفسه وهواه، مثلها مثل آيات القرآن الكريم، ولكن على وجه الخصوص بشكل أكبر.

تتحدث السورة عن الكثير من المقاصد والمواعظ التي يمكن أن يلقاها المسلم لتسري عنه، وتجعل اليقين في قلبه أن الأمر كله لله، وأن الله قادرٌ على أن يغير الأحوال من حال إلى حال فقط إن قال للشيء كن فيكون.

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”.

فليس قراءة سورة مريم وحدها تعطي الحسنات والثواب لقارئها، بل كل حرف ينساب من فم المسلم يتلو به القرآن، رفعه الله به درجة في الجنة، وحط عنه من خطاياه، ونجاه من المعاصي والآثام.

من المهم أيضًا عند ذكر فوائد سورة مريم الروحانية أن يعلم المسلم منَّا أن الله تعالى يرزق العبد ويرفع من مكانته لتصديقيه وإيمانه، ولأنه اتبع رضوان الله، وحرص على قراءة وتدبر كلام الله.

كما أن في سورة مريم الكثير من الأمور التي يمكن أن يقف المرء منها عندها، ويتفكر في ملكوت السماوات والأرض ليعلم أن الله حق، وأن الآخرة هي دار القرار.

اقرأ أيضًا: دعاء سورة يس لتسخير القلوب

حوار جعفر بن أبي طالب مع النجاشي

كانت لسورة مريم الفضل الكبير في استمالة قلب النجاشي عندما هاجر المسلمون الأوائل إلى الحبشة هربًا من مكة وبطش أهلها، وقد أعان الله صاحبة رسوله الكريم والمسلمين وقتها على الهرب منهم واللجوء إلى النجاشي الذي تلقاهم بطارقته بصدر رحب وآمنوا بنبيهم الذي ابتعثه الله من بعد عيسى وموسى.

في حوار مع جعفر بن أبي طالب يمكن أن نرى كيف رق النجاشي وعلم أن الرسول حقٌ وأن الكلام الذي أُنزل عليه ما هو بقول شاعر بل قول رب العالمين.

في سيرة ابن هشام ت السقا (1/ 333)

عندما جاء المسلمون إلى الحبشة يطلبون العون والمساندة من النجاشي كلمه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وأخبره وعدد عليه ما أنعم الله عليهم به من الإسلام:

“……فعدد عليه أمور الإسلام- فصدقناه وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به من الله، فعبدنا الله وحده، فلم نشرك به شيئا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا، وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث.

 فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك.

فقال له النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ فقال له جعفر: نعم، فقال له النجاشي: فاقرأه علي، فقرأ عليه صدرا من: «كهيعص 19: 1» .

فبكى النجاشي حتى اخضلت لحيته، وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم، حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال (لهم) النجاشي: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا، فلا والله لا أسلمهم إليكما، ولا يكادون”

مقاصد قراءة سورة مريم

هناك الكثير من فوائد سورة مريم الروحانية والفضائل؛ وذلك لأنها كانت صدٌ وترفيع لمكانة السيدة مريم، والتكذيب عما قالوه اليهود وبني إسرائيل من قول شنيع في حقها، فأنزل الله سورة مريم لتكون حجة عليهم، وإتيان لحق مريم ونبيه عيسى عليه الصلاة والسلام.

تتحدث الآيات بشكل قويم عن ثلاث مقاصد أساسية هن الحديث عن وحدانية الله وتنزه عن أن يكون له ولد، ولم يذكر الله ذلك في سورة مريم فحسب، بل هناك الكثير من المواضع والسور في القرآن الكريم التي تتحدث وتستفيض في وحدانية الله.

من الأمور الأخرى التي تحدثت عنها السورة هي إثبات البعث يوم القيامة، وأن الله يبعث عباده مرة أخرى، ويحاسب كل من كان على الأرض، ويدخل الجنة من أثاب، والنار لمن بغى.

استفاضت السورة في العديد من الآيات عن بعض الأنبياء والمرسلين مثل عيسى وزكريا وإبراهيم وموسى وإسماعيل وإدريس، كلها ترد الشبهات عن الأنبياء مما بغى بها بنو إسرائيل بهتاتنًا وكفرًا على نبيه ورسله ممن ابتعثهم إليهم.

اقرأ أيضًا: كم استغرق نزول سورة البقرة

فضل سورة مريم على القارئ

يمكن تعميم الفائدة للمسلم الذي يقرأ القرآن كله ويتقرب إلى الله إليه، ويمكن للمسلم أن يقوم بقراءة بعض من آي الله بهدف أن يصرف الله عنه ما ألم به، أو يبارك له فيما أعطى.

يجزي الله عباده على كل ما قد يقوموا به من أجل التقرب إلى الله، وعلى قدر النية يجزي الله به عبده، فمن أراد بالقرآن دنيا أعطاه الله منها، ومن أراد به آخره، جزاه الله.

لم تكن سورة مريم عزاءً لأمنا مريم فحسب، ولكن كانت تسرية للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم لمّا كذب به قومه وهو الحق الحق من ربهم، ولكنهم استكبروا وعتوا عن أمر ربهم، ولذلك أنزل الله على النبي العدنان سورة مريم والتي كانت من السور الأول، التي أنزلها الله على عبده.

على غرار ذكر فوائد سورة مريم الروحانية فهي تساعد في التأمل والتدبر في ملكوت الله، ومعرفة أن الأمر كله بيد الله، حرفيًا لا مجاز فيه، وأن الله قادرٌ على أن يبعث العذاب لمن بغى، أو أن يرخي رحمته لمن آمن وعمل صالحًا، فأي الفريقين تبتغي أن تكون فيه؟

من يحرص على قراءة آيات القرآن الكريم، فإن الله يفتح له من أبواب الرزق ما لم يكن يعلم، ويعينه على الخير ويساعده على أن يكون عونًا لمن غيره من المسلمين، ويجعله سببًا لقضاء حاجات الغير.

إن الله قد أنزل على عبد محمد صلى الله عليه وسلم القرآن، ليكون تسرية لنبيه، ونجدة لنا فيما نخاف ونحذر، لإن وجدت نفسك في أي مأزق لا تجد له حلًا كل ما عليك إلا أن تتوضأ وتفتح المصحف لتقرأ ما يسر الله لك من أيات، ستجد ضالتك فيها، وهي ما أخبرنا به النبي الكريم في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة.

من خلال معرفة فوائد سورة مريم الروحانية يمكن للمرء أن يلتزم بقراءة السور التي لها المعاني الكبيرة أو التي تساعده على الشفاء من الجروح النفسية والجسدية كسورة البقرة ومريم وغيرهما.