فوائد سورة هود الروحانية

فوائد سورة هود الروحانية كثيرة، وقد اتضح للأمة الإسلامية العديد من الإرشادات والضوابط التي يجب على العبد الالتزام بها، وذلك من خلال سرد السورة للعديد من صور الأمم السابقة والتي قد هلكت بسبب كفرها وطغيانها في الأرض ونكرانها لوحدانية الله عز وجل، بالإضافة إلى سرد سورة هود للعديد من أهوال يوم البعث، وعبر موقع الملك نتعرف على أهم فوائد السورة.

فوائد سورة هود الروحانية

تكثر فوائد سورة هود الروحانية التي يحصل عليها العبد من قراءته لسورة هود، ولهذا فإنها من السور التي يستحب الحفاظ على قراءتها بشكل يومي.

  • تعد سورة هود من السور التي ييسر الله حوائج العباد بقراءتها، فيمكن للعبد أن تتحقق أمانيه ويتقبل الله أدعيته بسبب قراءته لسورة هود.
  • تساعد سورة هود قارئها على كسب شعور الأمان والثقة، وذلك من خلال تقوية قلبه بذكر الله وقربه منه.
  • الجدير بالذكر هو أن العديد من الفقهاء يقولون بأنه يمكن قراءة سورة هود على الماء وشربه على مدار أسبوع دون انقطاع، وسيستيقظ العبد في نهاية الأسبوع وهو يشعر بقوة قلبه وشجاعته، بالإضافة إلى تخلصه من أي أمراض كان يعاني منها وكانت تؤثر عليه.
  • من فضائل سورة هو كسب الحسنات، حيث إن شأنها حال كل سور القرآن الكريم، فقراءة كل حرف بحسنة والحسنة بعشرة أمثالها ويضاعف الله لمن يشاء بغير حساب.

اقرأ أيضًا: دعاء سورة يس لتسخير القلوب

أحاديث نبوية تؤكد فوائد سورة هود

يقال بأن قارئ سورة هود والمحافظ عليه يحفظه الله من الغرق، وذلك بفضل

الآية رقم 41، والمقصود هو قصة سيدنا نوح مع ابنه الذي رفض أن يركب اليم

معه وأن يؤمن بالله، وذلك بقوله تعالى “وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا

وَمُرْسَاهَا ۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ”.

سورة هود من أهم السور التي تعود بالرزق على قارئها بكثرة، حيث إنها تزيد

رزقه وتكرمه بالبركة في حياته ورزقه، وذلك من خلال تكرار قوله تعالى في

سورة هود وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا

وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ“.

قال الإمام الصادق رضي الله عنه وأرضاه العديد من الأقاويل حول سورة هود

ومن أهمها التالية “من كتب هذه السورة على رق ظبي ويأخذها معه أعطاه اللّه

قوة ونصرًا، ولو حاربه مائة رجل لانتصر عليهم وغلبهم وإن صاح بهم انهزموا،

وكل من رآه يخاف منه”.

من قرأ سورة هود في كل جمعة بعثه اللّه تعالى يوم القيامة في زمرة النبيين،

ولم تعرف له خطيئة عملها يوم القيامة“.

من قرأها أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بنوح وكذب به

وبهود وصالح وشعيب ولوط وإبراهيم وموسى عليهم السّلام وكان يوم القيامة

من السعداء“.

الجدير بالذكر هو أن سورة هود من السور التي ينبغي على العباد الاتعاظ بها،

فنجد بأن رسول الله المُبشر بالجنة والمعصم من الخطأ قد قال عنها بأنها قد

شيبته:

يروي عبد الله بن عباس عن رسول الله قائلًا “قالَ أبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ: يا

رسولَ اللَّهِ قد شِبتَ، قالَ: شيَّبتني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتَسَاءَلُونَ،

وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ“.

رسول الله صل الله عليه وسلم هو خير خلق الله وأشرفهم وكان ذلك هو تأثير

سورة هود عليه، وكان هو الصادق الأمين الذي يخاف الله في كل صغيرة قبل

الكبيرة في حياته، فماذا يجب أن تفعل بنا سورة هود؟

تنص سورة هود على هلاك الكثير من الأمم السابقة التي رفضت دخول الدين

وعصت ربها وكفرت به وفقد حقّ عليهم عذاب ربهم الأليم، بالإضافة إلى شمل

سورة هود للعديد من أهوال يوم القيامة والذي سيكون أصعب يوم يمر على الـ 72

أمة قبل البعث.

اقرأ أيضًا: كم استغرق نزول سورة البقرة

فوائد سورة هود الروحانية يوم الجمعة

سورة هود لها الكثير من الفوائد الروحانية وخصوصًا لو كانت يوم الجمعة، فالمعروف والمنتشر هو أنه يفترض قراءة سورة الكهف قبل وجوب الآذان يوم الجمعة.

  • يقول الشيخ أبو محمد بن زر الرازي بأن الحسين بن الحسن العاطري قد حدثهم عن قول الأشعث عن قول حزم بأنه قد سمع أبا عمران الجوني يقول بأنه قد سمع أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال بأن نقرأ سورة هود يوم الجمعة.
  • يبعث الله المؤمنين الذين يحافظون على قراءة سورة هود وخصوصًا يوم الجمعة مع الرسل والأنبياء، حتى أن حسابه يكون خفيفًا يسيرًا عليه.
  • روي واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة عن رسول الله صل الله عليه وسلم قائلًا “أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ” وهو حديث صحيح صححه الألباني.

مواعظ سورة هود

فوائد سورة هود الروحانية كثيرة لا سيما وأنها مليئة بالكثير الدروس والمقاصد التي أدت إلى أن يشيب رأس رسول الله صل الله عليه وسلم.

كما أنها تحتوي على الكثير من القصص التي تدل على أهوال وعذاب الله وقدرته في عباده إلا أنها كذلك تحتوي على آيات الرحمة والمغفرة.

  • تتمثل أولى مواعظ سورة هود في التركيز على العقيدة الإسلامية والتي تقر بأن القرآن أو الكتاب الذي أُنزل على سيدنا هود هو الحق من ربه، بالإضافة إلى أنه لم يكذب على قومه أو يفتري عليهم فهو نبي ورسول الله وقد صدق رسالته، والتي كانت تدعوا الناس إلى تجنب دخول النار والسعي للدخول للجنة من خلال الإيمان بالله والتوحيد بألوهيته وربانيته.
  • إن سورة هود قد حملت على عاتقها سرد حركة العقيدة الإسلامية على مر الأجيال، وبناءً على هذا فقد سردت السورة العديد من قصص الأمم الغابرة السابقة.
  • تسرد قصص الأمم السابقة كيف انتهى بهم المطاف بسبب عنادهم وكفرهم وتمسكهم بعبادات آبائهم وأهلهم الأولين كما لو كانوا يعقلون شيئًا أو يفقهون، وقد أوضح الله في كتابه في سورة هود بأنه قد قصّ هذه العبر المواعظ على رسول الله كي يثبت قلبه وفؤاده، فقد قال في الآية رقم 120 وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ“.
  • إن تثبيت قلب رسول الله من هذه القصص والمواعظ يأتي من خلال تأكد من أن الله سينصره على أعدائه كما قد نصر الرسل والأنبياء من قبله، وذلك مهما طال الزمان واشتدت عليه المخاطر والهموم، إلا أن في النهاية سيأتي نصر الله وعزته.
  • يختم الله تعالى سورة هود ببعض الآيات التي تكون أشبه بالمنهج الذي يجب أن يسير عليه رسول الله وكافة المسلمين في حياتهم، وخصوصًا حينما يكونوا الفئة المستضعفة والمظلومة، وذلك كي يأتيهم نصر الله تعالى:
  • فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ“.
  • هذه الآيات تدعو رسول الله والمسلمين إلى الاستقامة لوجه الله على طريقه المستقيم، وطالما قد استقمنا في طريقه فلا يجوز أن نتعجز على غيره، ومن ثم يجب على المسلمين إقامة الصلاة في النهار وفي الليل، فهناك مسلمين مستضعفين وهناك مسلمين يُقتّلون كل يوم، إلا أنهم صابرون وسيأتيهم نصر الله تعالى.
  • تأتي أفضل المواعظ في سورة هود هي قصة سيدنا نوح عليه السلام مع ابنه، حيث إن الله قد ذكر أنبيائه ورسله في هذه السورة وفقًا للترتيب الزمني لهم، وكان نبي الله نوح هو أولهم وكانت قصته عجيبة.
  • ظل سيدنا نوح يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين، وقد كان قومه مصرًا وموقنًا بآلهة أباءهم، فلم يؤمن منهم إلا قليل، حتى أمره الله بأن يبني الفلك الذي سيحمله هو ومن آمن معه ومن كل زوجين اثنين من الحيوانات.
  • ضمن الكافرين الذين هلكوا في هذا الطوفان العظيم كان ابنه، وحينما نادى سيدنا نوح ربه كي ينقذ له ابنه الذي لم يؤمن به، رد عليه الله قائلًا بأنه ليس من أهله وإنما هو عمل غير صالح فلا تسأل عما ليس لك به علم، وهذا أحد أهم مظاهر عدل الله ومساواته بين جميع خلقه، فمن هلك هذا كان ابنه نبيه والذي كان واحد من أولي العزم من الرسل.

فوائد سورة هود الروحانية متعددة، ولهذا ننصح بتلاوتها بشكل دائم ويفضل يوميًا، بالإضافة إلى قراءتها يوم الجمعة بعد قراءة سورة الكهف؛ كي يحصل العبد على فضائلها وأجرها الكبير يوم القيامة.

قد يعجبك أيضًا
شاركنا بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.