فوائد سورة النساء الروحانية

فوائد سورة النساء الروحانية تحث كثير من الأشخاص على المداومة عليها، وقراءتها، وكذا تدبر معانيها، ذلك أن للسورة من الأفضال والمقاصد والأهداف، ما يجعل التالي لها، والمتدبر معانيها يحصل له من العلم والتفقه في الدين، ما لا يحصل عليه من سواها، وعبر موقع الملك.. نوافيكم بعضًا من تلك الفوائد والأهداف التي تتضمنها السورة.

فوائد سورة النساء الروحانية

تشتمل سورة النساء على العديد من الفوائد، لما تشتمل عليه من مقاصد وأهداف، وكذا ما تشتمل عليه من أحكام شرعية، لاسيما فيما يتعلق بالمواريث وإيتاء الحقوق، من تلك الفوائد التي يحصل عليها التالي والمتدبر لها.

  • أبرز الفوائد التي تتضمنها السورة هو توحيد الله عز وجل، وإفراده بالوحدانية، كذلك التأكيد على أن التقوى أساس قبول العمل.
  • فيها تصحيح للعقيدة: وإنقاذ لها من كل انحراف، أو غلو وتفريط؛ وذلك من خلال بيان حقيقة المسيح عيسى بن مريم، وأنه عبد الله ورسوله، كما أقامت الحجة على النصارى، وأبطلت عقيدتهم، وكذا بها إثبات الوحدانية لله سبحانه، وأن محمدًا عبده ورسوله، هذا يبرز فوائد سورة النساء الروحانية بوضوح.
  • العناية بجانب بناء الأسرة: كونها أساس المجتمع السليم والقوي، من خلال تنظيم المجتمع المسلم، وتطهيره من الفواحش، مع فتح باب التوبة لمن شاء أن يتوب، ويتطهر
  • حذرت المؤمنين من عدم التساهل في حقوق الأرحام، واليتامى من النساء والرجال، كما نهت عن أكل أموال الناس بالباطل، والقيام بين الناس بالعدل.
  • التحذير من المنافقين: وكل الفئات التي تؤثر سلبًا على المجتمع المسلم لأجل تقويض أركانه، تلك واحدة من أهم فوائد سورة النساء الروحانية.
  • بينت أهمية الجهاد في سبيل الله، وبينت مقصده، كما ذمّت كل من يتقاعس عن الجهاد، ما دام قادرًا على القيام بأعبائه.
  • بيان أن أحكام الشرع لا يقصد منها إدخال المشقة والعنت على المسلمين: وإنما إرشادهم إلى الطريق السليم، والنهج الأصوب، وخففت عنهم كثير من الأحكام الشاقة.
  • استهدفت مقصد بناء الدولة الإسلامية على أسس متينة: من خلال التأكيد على ضرورة أداء الأمانات إلى أهلها، والحث على العدل في الحكم بين الناس وتنظيم العلاقات الدولية، والتحاكم إلى شرع الله في شؤون الحياة كافة، ويظهر جليًا في قوله تعالى: “فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”
  • قصدت بيان أن النجاة في الآخرة منوط بالإيمان والعمل، ليس فقط بالانتساب إلى الدين، واتباع رسول، يظهر هذا جليًا في قوله سبحانه: “لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا” [النساء:123].
  • إقامة الحجة على نبوة خاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ومدى صحتها، بكونه أُوحي إليه كما أوحي إلى غيره من المرسلين، وكونه بُعِثَ إلى الناس أجمعين، ودعوتهم إلى الإيمان برب العالمين.

اقرأ أيضًا: دعاء سورة يس لتسخير القلوب

فوائد سورة النساء الروحانية من التجارب

علاوة على ما تضمنته السورة من موضوعات ومقاصد، وما حوته من فوائد، نقل البعض العديد من الفوائد الروحانية، والتي لامسوها عبر قراءتها.

  • يقول البعض أن قراءتها في المنزل تحمي أهله من أن يسكنها غيرهم لمدة 40 يومًا.
  • كما أنها تبث في النفس طمأنينة وأمانًا، لاسيما في نفوس النساء، كونها تحدثت عنهم، وبينت كثير من حقوقهم، وأمرت بعدم إكراههن.
  • كونها سببًا في تصحيح فطرة الإنسان، وتوجيهه نحو الفطرة الصحيحة، والعقيدة السليمة.
  • بث الأمان في قلب المؤمن، بعدما يعلم أن الأمر بيد الله وحده، وأنه لا سلطة للكافر على المسلم.

فضل قراءة سورة النساء

معلوم أن سورة القرآن كلها لها من الفضل والمكانة ما يحصل به الثواب لتاليها، والمتدبر لمعانيها، بيد أنه توجد بعض السور التي فضلت عن غيرها ببعض الأفضال، وكان هذا التخصيص مأخوذ من أدلة شرعية.

من ذلك ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: مَن أخَذ السَّبْعَ الأُولَ من القرآن، فهو حَبرٌ.”

كما روى عن عبدِ الله بن مَسعودٍ رضِي اللهُ عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال على المنبر: اقرأْ عليَّ القرآنَ، فقلت: يا رسولَ الله، أقرأُ عليك وعليك أُنْزِل؟! قال: إنِّي أَشتهي أن أسمعَه من غيري…

… قال: فقرأتُ عليه سورةَ النِّساء حتى بلغتُ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا [النساء: 41- 42] رفعتُ رأسي، أو غمزني رجلٌ إلى جنبي- وفي رواية: بيده- فرفعتُ رأسي، فنظرْتُ إليه فرأيتُ عينيهِ تسيلُ.”

كما روى واثلةَ بن الأسقعِ رضِي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أُعطِيت مكانَ التوراة السَّبْعَ الطِّوالَ…”

كذلك روي عن عبدِ اللهِ بن مَسعودٍ رضِي اللهُ عنه، قال: “إنَّ في النِّساء لخمسَ آياتٍ، ما يسرُّني بهنَّ الدُّنيا وما فيها، وقد علِمتُ أنَّ العلماء إذا مرُّوا بها يعرفونها: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا [النساء: 31]، وقوله: إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء: 40] …

…وقوله: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء: 48]، وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا [النساء: 64]، وقوله: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء: 110].”

كل تلك الأدلة والأحاديث إنما تدلل على فضل السورة وأهميتها، وأنها يحصل بها لقارئها ومتدبر معانيها العلم والتفقه، لما تحتوي عليه من أحكام، وما تضمنته من موضوعات هامة للمجتمع ككل.

اقرأ أيضًا: السورة التي تزيد من جمال الوجه

موضوعات سورة النساء

تظهر جليًا فوائد سورة النساء الروحانية من خلال ما اشتملت عليه من موضوعات متعددة، اهتمت بالحديث عنها لأهميتها، كان العلم بها وتدبرها أثرًا إيجابيًا في نهل ما بها من فوائد.

  • كل ما يتعلّق بالمال: من ذلك تحريم السورة أكل أموالِ الناس بالباطل، الدعوة إلى الإنفاق في سبيل الله، والنهي عن البُخل.
  • حقوق الأيتام والسفهاء: وكيف التعامُل مع أموالِهم، وتلك من أهم الموضوعات التي تظهر في فوائد سورة النساء الروحانية.
  • الحديث عن أهلِ الكتاب: وبيان ما عليه من ضلال، وما حلّ عليهم من غضب، كما تناولَت دعوتَهم إلى الدِّين الحقِّ، وأمرهم بترك ما هم عليه من ضلال، وغلو.
  • الحديثُ عن المنافقين: وفضح أمرهم، وبيان كثير من أعمالهم، وتصرُّفاتهم، كما بينت عقوبتهم، وجزائهم، ومكانهم في الآخرة، وكونهم في الدر الأسفل من النار.
  • الحديثَ عن المرأة: ففصّلت الكثيرَ من أحكامها، كما بينت العديد من حقوقِها، وأكثرت الحديث في هذا الجانب.
  • الحديث عن العداوة اللامتناهية بين الشيطانِ بني آدمَ، وكيف أن الشيطان توعد بإضلالهم.
  • الحث على عمَل الخير، والتحلي بالأخلاق الفاضلة: مثل أداء الأمانات، والحثّ على الإحسانِ للخَلْق، وأوصت بالأقربين وحسن رعايتهم، من الوالدينِ والأقارب والجيرانِ، ومنها: العدل، وأداء الشَّهادة لله كما هي، ومراعاة المحتاجين، والإحسانِ إليهم.
  • الحثُّ على الإيمانِ بالله ورُسله وكُتُبِه واليومِ الآخِر: والحديث عن توحيد العبادة، وبيانُ خطورةِ الشِّركِ، وكذا الأمر بتقوى الله عز وجلّ، والتمسُّك بدِينه والاعتصام به.
  • تنظيم الكثير من العلاقات القائمة بين الرجُل والمرأة: من بينها القِوامة، وحق المرأة في الكرامة الإنسانية، والمهر والميراث، إباحة النِّكاح والتعدُّد للرجل، وحُرمة عَضْل النساء، إلى غير ذلك.

تحدثت عن الحُكم في الإسلام، ووجوبُ الطاعةِ لله والرسولِ وأُولي الأمر، وبيان أن المرجع الوحيد حال التنازع هو شَرعَ الله.

  • بينت كثير من الأحكام الفقهية وبيان يسر الدين الحنيف: ومدى تخفيف الله عز وجل عن عباده، ومراعاة ضَعفهم، ظهر جليًا في أحكام المواريث، ووجوب الاغتسال من الجَنابة لمن أراد الصلاة، وغير ذلك من الأحكام الفقهية التي بيّنتها السورة.
  • الأمْرُ بالقتال في سبيل الله: لإعلاء كلمته، ولنُصرة المستضعَفين من المؤمنينَ، كما بينت ما أعده الله من جزيل الثواب والفضل والمنزلة لمن يقتل في سبيله في سبيل الله، وبينت كذلك بعضَ الأحكام التي يحتاج لها المقاتل؛ من ذلك القصر للصلاة، وكيفية التعامُل مع من يُلقِي السلام، وأحكام صلاة الخوف، وغيرها.

تعد سورة النساء واحدة من أفضل سور القرآن، وذلك لما تحتوي عليه من دروس وأحكام تظهر جليًا، كما أن فوائد سورة النساء الروحانية، تتجلى في مقاصد السورة وأهدافها، وسميت بالنساء، لحديثها عن كثير من أحكام النساء.

قد يعجبك أيضًا
شاركنا بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.