المهدي المنتظر في صحيح البخاري

المهدي المنتظر في صحيح البخاري يستند إليه لمعرفة المعلومات الصحيحة، قد أشار الله -سبحانه وتعالى- إلى المهدي المنتظر، فهو الذي يأتي ليقلب موازين الحياة وينشر الخير ويقود المؤمنين من الخلق، كما أكد على وجوده أيضًا الرسول –صلى الله عليه وسلم- ودل عليه في أحاديث كثيرة ونستعرض ذلك فيما أتى في صحيح البخاري من خلال موقع الملك.

المهدي المنتظر في صحيح البخاري

المهدي المنتظر هو رجل ذو أخلاق حميدة، يُبعث إلى الناس في نهاية الزمان وبعد فترة من فساد الأرض وانتشار الفواحش فيها، ويعيش لعدة سنوات لينشر في الأرض الخير والصلاح والعدل ويدعو الناس إلى الهداية والتقوى.

قد ورد في صحيح البخاري ما يدل على صحة ظهور المهدي من أحاديث حيث:

  • قال جابر بن عبد الله –رضى الله عنه- “لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُونَ علَى الحَقِّ ظاهِرِينَ إلى يَومِ القِيامَةِ، قالَ: فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فيَقولُ أمِيرُهُمْ: تَعالَ صَلِّ لَنا، فيَقولُ: لا، إنَّ بَعْضَكُمْ علَى بَعْضٍ أُمَراءُ تَكْرِمَةَ اللهِ هذِه الأُمَّةَ”.
  • عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً، أو ثمان، يعني حججاً”.
  • روت أم سلمة أم المؤمنين عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:المهديُّ من عِتْرَتِي من ولَدِ فاطمةَ”.

اقرأ أيضًا: كيف أتوب من ذنب متكرر

تسمية المهدي المنتظر

المهدي المنتظر في صحيح البخاري له صفات عديدة من خلالها نستطيع معرفة ما يأتي به من خير للأجمعين، وقد ورد ما يخص تسمية المهدي بهذا الاسم في الأحاديث، ويتضح ذلك فيما يلي:

  • يعتقد البعض أن هناك تطابق بين اسم الرسول –صلى الله عليه وسلم- واسم المهدي المنتظر، كما يوجد تطابق بين اسم والد النبي –عليه السلام- واسم والد المهدي المنتظر.
  • لكن على خلاف رأي الأغلبية الذين يقولون إن هناك اختلاف في الأسماء، ولم يكون اسم المهدي مماثلًا لاسم النبي -عليه الصلاة والسلام- مؤكدين ذلك خلال تمسكهم بما استدلوا عليه من معلومة ذكرت في حديث شريف،

حيث قال –صلى الله عليه وسلم-: لو لم يبقَ منَ الدُّنيا إلَّا يومٌ لطوَّلَ اللَّهُ ذلِكَ اليومَ حتَّى يَبعثَ فيهِ رجلًا منِّي – أو من أَهْلِ بيتي – يواطئُ اسمُهُ اسمي، واسمُ أبيهِ اسمُ أبي يملأُ الأرضَ قِسطًا وعدلًا، كما ملئت ظُلمًا وجَورًا”.

  • سمي بذلك الاسم تبعًا لما لقبه به الرسول –عليه الصلاة والسلام-، حيث قام الرسول بتسميته بالمهدي.
  • كان لصحابة الرسول منزلة خاصة لديه، وخصوصًا الخلفاء الراشدين الذين قاموا بتسمية المهدى مع الرسول –صلى الله عليه وسلم- دون غيرهم من الناس.
  • في العصور الحديثة التي ظهر فيها العلماء والأئمة الذين عملوا على إضافة اسمًا أو لقبًا آخر للمهدي، حيث لقبوه بالمهدي المنتظر، دلالة من ذلك الاسم على انتظار الناس الكثير من أجل قدومه حيث سيأتي في نهاية الزمان، كما أن اسم المهدي يدل على التوفيق والصلاح.
  • ترجع أصول المهدي المنتظر إلى الرسول –صلى الله عليه وسلم- حيث كان المهدي من عائلة السيدة فاطمة الزهراء –رضي الله عنها- وينتمي لنسبها، حيث روت أم سلمة أم المؤمنين عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:المهديُّ من عِتْرَتِي من ولَدِ فاطمةَ”.

اقرأ أيضًا: حكم لبس السلاسل للرجال

سمات المهدي المنتظر

إن هداية الناس في الأرض والعمل على إصلاحها ونشر الخير والأعمال الصالحة هي من سمات المهدي المنتظر، وعن عليّ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة”، أي أن المهدي يعمل على الإصلاح في كل ليلة تمضي عليه منذ ظهوره.

إن من صفات المهدي هو العدل وإقامة العدالة والاستقرار بين الناس ودفع الظلم والقهر، فكما عاش الناس فترات ظلم واستعباد سيعيشون أيضًا فترات مليئة بالعدل والخير، ودليل على ذلك قول أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “المهدي مني؛ أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يملك سبع سنين”.

ظهور المهدي وعلامات الساعة

هناك علامات وردت عن ظهور المهدي المنتظر في صحيح البخاري، ومنها الآتي:

  • اختلف الكثير من العلماء حول ميعاد وجود المهدي وهل له صلة بقرب يوم القيامة وعلامات الساعة أم لا، ففريق منهم اتفق مع فكرة ترابط ظهور علامات الساعة مع ظهور وتواجد المهدي.
  • الفريق الآخر اتفق على عدم وجود ترابط ولا وجود علاقة بين ظهور المهدي وقيام علامات الساعة، وكان الرسول هو الفيصل بين العلماء، حيث أكد في العديد من الأحاديث بوجود علاقة قوية بين ظهور المهدي وعلامات الساعة، أي أن ذلك يعني بأن المهدي من علامات قيام الساعة.
  • أشار الرسول –صلى الله عليه وسلم- على وجود دلائل صغيرة تؤكد على قرب ظهور المهدي.
  • كل ما فيه فساد للمجتمع من شرب خمر، وفعل الفواحش كالزنا والقتل، وانتشار الجريمة والجهل، وفتنة الناس والوقيعة بينهم، وهدم المساجد والبعد عن عبادة الله وصالح الأعمال، وانتشار الظلم والقهر وغياب العدالة التي تكون موجودة قبل ظهوره.
  • ظهور المهدي المنتظر له علاقة وثيقة بظهور علامات الساعة الكبرى، وبالتالي فقد ينتج عن ظهور المهدي المنتظر دلائل تشير لقرب قيام الساعة، ومنها نزول -عيسى بن مريم عليه السلام- فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:

لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُونَ علَى الحَقِّ ظاهِرِينَ إلى يَومِ القِيامَةِ، قالَ: فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فيَقولُ أمِيرُهُمْ: تَعالَ صَلِّ لَنا، فيَقولُ: لا، إنَّ بَعْضَكُمْ علَى بَعْضٍ أُمَراءُ تَكْرِمَةَ اللهِ هذِه الأُمَّةَ”.

اقرأ أيضًا: كيفية صلاة الاستخارة للزواج من شخص معين

مكان ظهور المهدي

ظهور مكان المهدي المنتظر كالآتي:

  • يقال إن المهدي المنتظر له مكانين للظهور من خلالهم، الأولى وهي الكعبة حيث يقوم المهدي المنتظر بإعلان وجوده عندها.
  • الثانية هو النجف الأشر ظهر الكوفة، وهذا المكان يميل إليه البعض لما له من دليل ظهر في الأحاديث الشريفة.

المهدي المنتظر في صحيح البخاري له دلائل عديدة توضح أهمية وصدق وجوده في نهاية الزمان، وأوضحت تلك الدلائل والأحاديث الصفات التي يتحلى بها المهدي المنتظر وما سيفعله من تغير جيد إيجابي لصالح البشرية.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا