فن الرد على تلقيح الكلام

فن الرد على تلقيح الكلام يرغب في تعلمه الكثيرون، لا سيما إن كانوا من الشخصيات الخجولة التي تقع في مواقف حرجة ولا تتمكن من الرد عليها، خصوصًا وأن الشخص الذي يسعى إلى تلقيح الكلام يكون شخصية منعدمة الذوق والأخلاق، إلا أنه توجد العديد من الطرق لإيصال الرد المناسب لمثل هؤلاء الأشخاص، وعبر موقع الملك نتعرف على فنون الرد.

فن الرد على تلقيح الكلام

يتمثل فن الرد على تلقيح الكلام في كيفية إيصال الرد المناسب للشخص الذي يلقح بحديثه دون الوقوع في أي خطأ يثبت على الطرف الآخر، والجدير بالتوضيح هو أن هذا الرد يجب أن يكون وافيًا من شأنه أن يُسكت صاحب التلقيح.

1- تجاهل المتحدث عن عمد

يعد أسلوب التجاهل حلًا للكثير من المشاكل التي قد نتعرض لها بشكل يومي، ويعتبر التجاهل واحد من أفضل طرق التعامل مع تلقيح الكلام، خصوصًا وأن من يلقح بالكلام يكون غرضه الأول والأخير هو استفزاز الطرف الثاني.

التبسم أو الضحك أثناء سماع تلقيح الكلام عليك ومواصلة العمل أو الحديث يجعل صاحب الكلام يشعر بالضيق، لاسيما وأنه قد تأكد من أنه لا يعنيك بتاتًا، مما يشعره بالاستفزاز والضيق بشدة.

الجدير بالذكر هو أن صاحب التلقيح سيكون محقًا تمامًا في شعوره بالحقد والكره تجاهك، وذلك لما قد سببته لها من مشاعر سلبية خصوصًا وأنه قد أتعب نفسه في تحضير الحديث الذي سيلقيه عليك أو ليخلق الموقف المناسب الذي يتسنى له الوضع فيه بالتلقيح، حيث إنه قد خطط ودبر لتقابل أنت كل جهوده باللامبالاة والضحك والتجاهل.

يجب مراعاة أن التجاهل يعد هو الحل الأمثل في أغلب الأحيان، لاسيما وأنه سلوك إيجابي من شأنه أن يحفظ صاحبه من الوقوع في خطأ أو نشوب أي شجار بينه وبين الطرف الأخر.

هذا بالإضافة إلى أنه يكسب الشخص إمكانية المواصلة وألا يؤثر عليه شيء سلبي أو يمنعه من إكمال ما كان يقوم به سواء كان عمل أو حديث أو أيًا يكن.

نجد أن صاحب التلقيح بعد مرة أو اثنين سيمتنع عن تلقيح الكلام عليك، وذلك لأنه سيكون قد تأكد من أنه لا يعني شيئًا لك، بالإضافة إلا أنه لا يستفيد سوى إحراج نفسه فقط وأن كل ذلك دون طائل أو فائدة.

اقرأ أيضًا: كيف أخلي صديقتي تندم أنها تركتني

2- الاعتزاز بالنفس والتظاهر بالغرور

على الرغم من كون أن الغرور يعد واحد من الصفات السيئة إلا أنه في هذه الحالة فن الرد على تلقيح الكلام، خصوصًا وأن المرء لا يجب أن يكون مغرورًا ليرد على ملقح الكلام وإنما يكفيه أن يتظاهر بأنه مغرور ومتكبر، ويأتي ذلك من ثقة الشخص في نفسه واعتزازه بها.

حينما يلقح شخص ما عليك بالحديث يمكنك البدء في رفع رأسك للأعلى والنظر في عينيه باستهزاء وكأنك تخبره بأنه نعم صحيح أكمل حديثك أخبرنا، مع التصرف بأي شكل من أشكال التكبر والغرور.

بالتالي سيشعر الطرف الأخر بدرجة كبيرة من الإحراج ودنو الشأن بجانبك وأنه قد استصغر نفسه.

فإنه لو لم يمتنع صاحب التلقيح عن هذا الفعل بعد هذا الموقف وتعمد تكراره مرة أخرى، فيجب عليك تكرار نفس رد الفعل مرة ثانية مع الاستهزاء منه بالنظرات والضحكات، فمرة تلو الأخرى لن يجرؤ على تكرار فعلته معك مرة ثانية.

كما هو معروف حول الكبر بأنه فعل خاطئ، إلا أن المكابرة مع أهل الكبر ليس بشيء خاطئ حاله كحال الغرور معهم وليس في المطلق، حيث إن هذه الأفعال في هذه المواقف أشبه بوسائل الدفاع عن النفس، وليس بسبب كون أن هذا الشخص يتسم بالكبر أو الغرور.

3- الرد بشكل لبق

في بعض الأحيان قد يكون الشخص صاحب التلقيح لا يمتلك الكرامة أو الحياء والتربية الكافية التي تجعله يعود عن خطئه ويتوقف عن عملية التلقيح، وهنا يأتي دور الرد عليه باللسان، إلا أنه حينها سيكون الطرف الثاني مجبرًا على اختيار الرد المناسب والصحيح الدقيق الذي من شأنه أن يسكته.

يمكن أن يكون الرد مثل التلميح إلى أحد العيوب التي يملكها صاحب التلقيح ويتسم بها، إلا أن التلميح يجب أن يكون بطريقة ذكية كي لا يؤخذ وكأنه تلقيح، ولهذا يحتاج المتحدث حينها إلى الابتسام أو التحدث بشكل بشوش وأن يكون عبثي في حديثه، وهذا يسمى بالخبث المرغوب.

الشخص الذي يلقح بالكلام سيفهم بأن هذا الحديث يدور حوله وأن الشخص الذي كان يلقح عليه يعرف كافة عيوبه وسماته الخبيثة، فسوف يسكت خشية منه من أن يقوم الطرف الثاني بالتلقيح عليه أو إحراجه وسط الناس.

التعامل مع التلقيح بشكل مباشر ومشافهة يكون في حالة لو كان من يلقح بالحديث شخص عزيز على قلبك سواء كان حبيب أو قريب أو صديق، فهنا يكون الحل الأفضل هو المواجهة ومعرفة سبب فعل ذلك لحل المشكلة بدلًا من أن تتفاقم وتؤول إلى الخصام.

اقرأ أيضًا: كلام مقصود لشخص تكرهه

حكم الرد على تلقيح الكلام في الإسلام

لم يترك لنا الدين باب الاجتهاد في الكثير من الأمور، وبديهيًا فإن التلقيح يعتبر من الأفعال المسيئة وطالما هو كذلك فإن ليس بحلال.

الجدير بالتوضيح هو أنك قد تحتاج إلى معرفة حكم التلقيح في حالة مواجهة أو الرد مشافهة على من يلقح الكلام، وذلك كي تتمكن من الرد عليه بشكل سليم ودقيق سواء من الناحية الدينية أو الاجتماعية.

  • يقول الشيخ عبد القادر الطويل عضو لجنة الفتاوى الإلكترونية بمقر مركز الأزهر العالمي للفتوى حول التلقيح بالحديث بأنه شيء محرم وذلك بسبب دخول التلقيح تحت بند الغيبة وفقًا لقول الله تعالى:
    • وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا“.
    • وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ“.
  • أوضح الشيخ عبد القادر الطويل بأن اللمز هو ما يعرف في وقتنا الحالي بالتلقيح بالكلام، فحينما يقوم الإنسان باللمز أو التلقيح فإنما يسيء إلى نفسه في المقام الأول قبل الشخص الأخر، وهذا غير جائز شرعًا.
  • يشير الشيخ الطويل بأن الحل الأمثل لو وقع أي خلاف بين شخصين بأن يذهب الشخص المتضرر أو متضايق إلى الطرف الآخر ويعاتبه.

يوجد العديد من الحلول للتعامل مع تلقيح الكلام، لاسيما وأن الشخص الذي يقوم بالتلقيح يتسم بغياب الذوق والكرامة وعزة النفس والتربية، فهذا الفعل لا ينتمي لا للدين ولا للتربية السليمة.

قد يعجبك أيضًا
شاركنا بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.