حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة

حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة لم يخالف الفطرة الإنسانية، ويعد الاستتار عن أعين الناس عند قضاء الحاجة من الفطرة السليمة للأشخاص وهي من الآداب التي علمنا إياها النبي -صلى الله عليه وسلم- فيجب أن يتحلى بها كل شخص ومن خلال موقع الملك سنتعرف أكثر على حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة.

حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة

قضاء الحاجة هي عملية طبيعية تحدث لكل البشر وهي التبول أو التغوط ومن آداب قضاء الحاجة البعد عن أعين الناس واستخدام اليد اليسرى في الاستنجاء، ومن الأمور الواجبة على كل مسلم أن يبتعد عن أعين الناس عند قضاء حاجته وذلك لستر العورة حتى لا يتأذى أحد بها كما أمرنا الله -تعالى- وهكذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.

أوضح لنا النبي -صلى الله عليه وسلم وجوب التواري عن الناس عند قضاء الحاجة ودليل على ذلك ما رواه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال (أَرْدَفَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ خَلْفَهُ. فأسَرَّ إلَيَّ حَدِيثًا لا أُحَدِّثُ به أحَدًا مِنَ النَّاسِ وكانَ أحَبَّ ما اسْتَتَرَ به رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لِحَاجَتِهِ، هَدَفٌ، أوْ حَائِشُ نَخْلٍ. حديث صحيح مسلم.

قالَ ابنُ أسْمَاءَ في حَديثِهِ حائش نخل تَعْنِي حَائِطَ نَخْلٍ، يخبرنا عبد الله بن أبي جعفر ان النبي -صلى الله عليه وسلم- أن النبي كان يحب أن يستتر بحائش من النخل أو بهدف عند قضاء حاجته والمقصود بالهدف هو ما ارتفع عن الأرض.

اقرأ أيضًا: حكم رسم الوشم للرجال

قضاء الحاجة في حالة عدم وجود ما يستتر به

بعض الرجال الذين يذهبون في الصحراء أو في رحلات الغابات لا يجدون أماكن مخصصة للخلاء فلا يستطيعون البعد عن الناس عند قضاء الحاجة ولكن حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة يظل واجبًا.

أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم بما نفعله في ذلك الوقت في حديث رواه المغير بن شعبة قال (كنتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في سفرٍ، فأتى النبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم حاجتَه فأَبْعَدَ في المَذْهَبِحديث حسن رواه الترمذي.

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر الناس حياءً فكان يبتعد أشد البعد عن أعين الناس أثناء قضاء الحاجة وهذا ما يعلمه لنا إن لم يكن هناك ساتر يسترنا عن أعين الناس، وروي عن عبد الرحمن بن أبي قراد قال:

(خرَجتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ إلى الخَلاءِ، وَكانَ إذا أرادَ الحاجةَ أبعَدَ) حديث صحيح مصدره الصحيح المسند، وهذا يؤكد أن الإنسان إن لم يستطع أن يستتر بشيء فيبتعد قدر ما يستطيع عن أعين الناس.

الأماكن المخصصة لقضاء الحاجة

ليست كل الأماكن على الأرض يمكن أن تقضى بها الحاجة وهذا ما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز قضاء الحاجة في المسجد ولكن إن خصص مكان في المسجد بعيد عن المصليين فيجوز، ولا يجوز التبول عند القبور أو في أماكن تتجمع بها الناس حتى لا تؤذى أحدًا.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (اتَّقوا الملاعنَ الثَّلاثَ: البُرازَ في المواردِ، وقارعةِ الطريقِ، والظِّلِّ) حديث حسن رواه معاذ بن جبل مصدره صحيح الجامع، يخبرنا فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نجتنب ثلاثة أمور تجلب اللعنة على صاحبها واللعنة يقصد بها أن يطرد العبد من رحمة الله.

أول هذه الأمور التبرز في الموارد، أي قضاء الحاجة في مصادر المياه فتلوثها مثل الأنهار والآبار، ثان أمر هو التبرز في قارعة الطريق أي قضاء الحاجة على رؤوس الطرقات والشوارع التي يسير بها الناس مما يجعلهم يتأذوا من ذلك، وثالث أمر هو التبرز في الظل والمقصود بالظل هو أماكن استراحة الناس مثل تحت ظلال الأشجار أو النخيل.

غسل اليدين بعد قضاء الحاجة

بعد قضاء المسلم حاجته وجب عليه أن يطهر مكانه ويديه وهذا ما أمرنا به النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا ما كان يفعله وكان خير مثال ليعلمنا نظافة المسلم وروي عن جرير بن عبد الله أنه قال (كنتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأتى الخلاءَ فقضى الحاجةَ ثمَّ قالَ يا جريرُ هاتِ طَهورًا. فأتيتُه بالماءِ فاستَنجى بالماءِ وقالَ بيدِه فدلَك بِها الأرضَ) حديث صحيح مصدره صحيح النسائي.

يعلمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- كيفية قضاء الحاجة، حيث أخبر جرير أن يأتيه بالماء ليستنجي به وقام النبي بعد ذلك بالمبالغة في تدليك يده في التراب لتنظيفها وإزالة الرائحة، وهذا يدل على شدة نظافة النبي صلى الله عليه وسلم ووجوب غسل اليدين بعيد قضاء الحاجة.

وروي عن أنس بن مالك قال (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَدْخُلُ الخَلاءَ فأحْمِلُ أنا، وغُلامٌ نَحْوِي، إداوَةً مِن ماءٍ، وعَنَزَةً فَيَسْتَنْجِي بالماءِ) حديث صحيح مصدره صحيح مسلم، ويدل الحديث على وجوب الطهارة والاستنجاء بعد الذهاب للخلاء.

اقرأ أيضًا: حكم ممارسة العادة للرجل المتزوج المسافر

دعاء الدخول والخروج من الخلاء

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا الآداب الشرعية التي يجب أن نتبعها ومنها ذِكرُ اللهِ والتَّعوُّذُ به مِن الشَّياطينِ الرجيم قبْلَ دُخولِ الخلاء.

روي عن أنس بن مالك انه قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ الخَلَاءَ قالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الخُبُثِ والخَبَائِثِ) حديث صحيح مصدره صحيح البخاري، وفيه يخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بذكر وجب قوله عند دخول الشخص مكان الخلاء أن يستعيذ بالله من الخبث والخبائث ويقصد بالخبث والخبائث ذكور الشياطين وإناثهم.

روت عائشة أم المؤمنين قالت: أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان إذا خرج منَ الغائطِ قال: غُفْرانَكَ) حديث حسن مصدره صحيح الجامع، وفيه يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالذكر الواجب قوله عند الخروج من الخلاء قول غفرانك وجاء في شرح الحديث أن الإنسان يستغفر ربه لعجزه عن شكره على هذه النعمة وعلى كل النعم التي أنعم بها عليه.

البعد عن أعين الجن في الخلاء

ليس فقط حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة هو ما يجب أن نطبقه ولكن أيضًا الحماية من أعين الجن عند خلع الثياب علمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم.

روى علي بن أبي طالب أن النبي قال: (سترُ ما بين أعيُنِ الجنِّ وعَوراتِ بني آدمَ: إذا دخل أحدُهم الخلاءَ أن يقولَ: بسمِ اللهِ) فيجب على المرء إذا قام بالدخول إلى الخلاء أن يقول بسم الله حتى لا يمسه سوء من الجن.

بالجمع بين دعاء دخول الخلاء وجب على الإنسان أن يقول بسمِ اللهِ، أعوذُ باللهِ مِن الخُبُثِ والخبَائثِ.

اقرأ أيضًا: حكم صلاة الجماعة للرجال

حكم ذكر الله تعالى في الخلاء

وجب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عدم ذكر الله تعالى أثناء الخلاء أو في الخلاء لأن هذا الذكر وجب أن ينزه في حالة قضاء الحاجة.

روي عن جابر بن عبد الله قال: (أنَّ رجلًا مرَّ علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهوَ يبولُ فسلَّمَ عليهِ فقالَ لَه رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا رأيتَني علَى مثلِ هذهِ الحالةِ فلا تسلِّم عليَّ فإنَّكَ إن فعَلتَ ذلِكَ لم أردَّ عليكَ) حكم الحديث صحيح مصدره صحيح بن ماجه.

يذكر في هذا الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقضي حاجته وألقى رجل عليه السلام فلم يرد النبي عليه لأن في هذه الحالة لا يجب أن يتم ذكر اسم الله تعالى ففي هذا تنزيه لاسم الله تعالى عن ذكر اسمه في هذه المواضع.

هناك باب كامل في الفقه يسمى الآداب العامة لقضاء الحاجة في الإسلام فهذا يدل على أهمية اتباع هذه الآداب وأخذها عن السنة الشريفة.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا