حكم ممارسة العادة للرجل المتزوج المسافر
حكم ممارسة العادة للرجل المتزوج المسافر من الأحكام الدينية التي ينبغي على الزوج الإلمام بها، كونها من التشريعات التي تحميه من الوقوع في العديد من الأمراض.
لذا نقدم لكم من خلال موقع الملك حكم الدين في استمناء الزوج المسافر، كما يمكنكم التعرف على أضرار العادة السرية من خلال السطور القادمة.
حكم ممارسة العادة للرجل المتزوج المسافر
الاستمناء هو أن يقضي الرجل شهوته من خلال مداعبة العضو الذكري بيده ليصل إلى مرحلة القذف، كما لو أنه يقوم بممارسة العلاقة الحميمة التي شرعها الله من خلال الزواج، وهو من المحرمات، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز:
” والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون” سورة المؤمنون الآية رقم 5-6.
فحفظ الفرج من شأنه أن يندرج أسفله ممارسة العادة السرية، كونها تخرج عن السنن الفطرية التي خلق الله البشر عليها، فالاستمتاع الجنسي الطبيعي يأتي من خلال زواج رجل وامرأة، وإذا كان الاستمناء من الأمور الحسنة، لذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:
“من استطاع منكم الباءةَ فلْيَتزوَّجْ، ومن لم يستَطِعْ فعليه بالصَّومِ؛ فإنَّه له وِجاءٌ” (صحيح) رواه عبد الله بن مسعود.
فإذا كانت العادة السرية أمرًا أحله الله، لكان من باب أولى أن يذكره رسولنا الكريم في حالة عدم القدرة على الزواج.
بينما في حالة السفر للزوج، فإن حكم ممارسة العادة للرجل المتزوج المسافر هو الإباحة بإجماع جمهور الفقهاء، وذلك في حالة خشية الزوج من الوقوع في الفواحش والعياذ بالله.
فإن علم الزوج أنه بصدد أن يقع في الكبائر نتيجة احتياجه لإشباع رغبته، فله أن يمارسها بالحد الذي يمنع من حدوث ذلك، على ألا يتم ذلك من خلال معصية الله عبر مشاهدة الأفلام الإباحية.
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“العين تزني، والقلب يزني؛ فزنا العين النظر، وزنا القلب التمني، والفرج يصدق ما هنالك أو يكذبه” (صحيح) رواه أبو هريرة.
اقرأ أيضًا: حكم لبس السلاسل للرجال
حكم ممارسة العادة السرية للمتزوج
لم يحل الله للزوج أن يمارس العادة السرية في حالة عدم سفره، كونه لديه الزوجة التي شرع الله له إتيانها لقضاء الحاجة الجنسية، إلا أنه في بعض الحالات قد يلجأ الزوج إلى ممارستها، والتي تتمثل فيما يلي:
- إنجاب الأطفال: مما أدى إلى انشغال الزوجة لفترات طويلة وشعورها بالتعب والإرهاق، الأمر الذي يجعل من الزوج آخر اهتماماتها، فيلجأ إلى ممارسة العادة السرية للحصول على المتعة الجنسية التي يفتقدها.
- هجر الزوجة بهدف العقاب: حيث شرع الله للزوج أن يقوم بهجر فراش زوجته في حالة عصيانها له، حيث قال في كتابه العزيز:” وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا” سورة النساء الآية رقم 34
- النفور من الزوجة: من الممكن أن يستعيض الزوجة بالاستمناء عن الزوجة في حالة كراهيته لها وعدم القدرة على التعامل معها أو معاشرتها جنسيًا، ولكن الأمر لا يبيح له ممارستها كما كان في حكم ممارسة العادة للرجل المتزوج المسافر.
- عدم اهتمام الزوجة بالنظافة الشخصية: مما أدى إلى شعور الزوج بعدم الرغبة في الاقتراب منها، وقضاء حاجته الجنسية من خلال الممارسة الحميمية معها.
- مرض الزوجة: من الممكن ألا يستطيع الزوج تحمل المدة الطويلة التي قد تلازم فيها الزوجة الفراش، فيمارس العادة السرية وكأنه يجامع زوجته.
- كثرة عدد أيام حيض المرأة: حيث إن هناك العديد من السيدات ممن تعانين من زيادة أيام الطمث، الأمر الذي يصيب الزوج بالملل ويدفعه إلى ممارسة العادة.
- إدمان الزوج ممارسة العادة السرية قبل الزواج: مما جعله لا يشعر بذات المتعة بعد أن قام بالمعاشرة الحميمة التي شرعها الله.
أضرار العادة السرية
لم يمنعنا الله من ممارسة أمر ما إلا كان خيرًا لنا، فالله لم يحرم العادة السرية إلا لكونها من الأمور التي تلحق الكثير من الضرر للإنسان، فبعد أن تعرفنا على ماهية الاستمناء أو العادة السرية، وتناولنا حكم ممارسة العادة للرجل المتزوج المسافر.
كان علينا أن نسلط الضوء على كافة الأضرار الخاصة بها، لنعلم مدى رحمة الرحمن بعباده، حيث يحميهم بأحكامه من الإصابة بتلك الأضرار الوخيمة.
1- الأضرار العضوية
من خلال محاولتنا للاقتراب عن كثب من أضرار العادة السرية، وجدنا أنها تنقسم إلى قسمين، وهما الأضرار النفسية، والأضرار العضوية، لذا دعونا نستهل الأمر بالأضرار الجسمانية أو العضوية، والتي تتشكل فيما يلي:
1- ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض
لا يضمن الرجل ما الذي تحتوي عليه يديه من جراثيم وميكروبات من شأنها أن تفتك بالعضو الذكري وتصيبه بالكثير من الأمراض، والتي قد تأخذ الوقت والأموال الطائلة في معالجتها.
اقرأ أيضًا: حكم ربط الشعر للرجال
2- تورم العضو الذكري
يحدث ذلك نتيجة ممارسة العادة السرية بشكل كبير، والتي تعمل على حبس السوائل الزائدة في أنسجة القضيب الذكري، مما يدفعه إلى التورم مع تكرار الممارسة.
3- التهاب القضيب الذكري
العادة السرية من شأنها أن تصيب العضو التناسلي الخاص بالرجل بالتقرحات، والتي تتسبب له في العديد من المشكلات الجنسية، والتي قد تصل إلى حد العقم في حالة التهاون بالأمر.
4- تعرض العضو التناسلي للكسر
على الرغم من كونها من الحالات نادرة الحدوث، إلا أن هناك احتمالية تعرض القضيب الذكري للانكسار إثر ممارسة العادة السرية بعنف، دون تعرف الرجل على الطريقة الصحيحة للممارسة.
5- الإصابة بالجروح
من الممكن أن يصاب الرجل بأي من الجروح إثر استعمال المواد الحادة في ممارسة العادة السرية، كإحدى الألعاب الجنسية التي تعمل على رفع معدل الاستثارة لدى الرجل.
اقرأ أيضًا: ما حكم الزوجة التي لا تحترم زوجها
٢- الأضرار النفسية
بغض النظر عن رأي الدين في ممارسة العادة السرية للزوج، وحكم ممارسة العادة للرجل المتزوج المسافر، هل يمكن للشخص أن يقوم بممارسة العادة السرية بعد أن تعرف على تلك الأضرار الجسمانية التي تتسبب فيها؟
أعتقد أن الإجابة المؤكدة سوف تكون بالنفي، خاصة بعد التعرف على الأضرار النفسية والمعنوية التي تتسبب فيها العادة السرية، والتي تتمثل فيما يلي:
- الشعور بالنقص والخروج عن الفطرة السليمة، وهي الوصول إلى النشوة الجنسية من خلال مضاجعة المرأة بعد الزواج.
- الرغبة في العزلة والابتعاد عن التجمعات لممارسة العادة السرية في الخلوة، إلا أن ذلك من شأنه أن يعزل الشخص عن العالم كونه يخضع لنوم عميق بعد ممارستها، مما يؤدي إلى قضاء الأوقات الطويلة بمفرده.
- الشعور بالتعب والإرهاق من شأنه أن يفقد الرجل وظيفته، كما تعمل العادة السرية على تشتيت انتباه الزوج، وعدم قدرته على التركيز، فهذا من شأنه أن يتسبب له في العديد من المشكلات خلال الحياة العملية.
- الدخول في نوبة من الاكتئاب كونه لا يستطيع الإقلاع عن تلك العادة السيئة، وشعوره بالندم والأسف بعد كل مرة يقوم فيها بالممارسة، حيث إن المتعة لحظية لكنها تتسبب في ابتعاد الشخص عن نهج الله عز وجل وطريق الهدى.
على الرجل المتزوج أن يعلم أن الله قد أجاز له شيء من المحظورات، على أن يستعمل تلك الرخصة للضرورة القصوى، والتي منها حكم ممارسة العادة للرجل المتزوج المسافر.