حكم تطويل الشعر للرجال

حكم تطويل الشعر للرجال من الأحكام التي لا يمكن للرجل تحديد جوازها من عدمه، حيث إنه في بعض الأحيان يميل إلى تطويل الشعر على أحدث صيحات الموضة، وهو لا يدري أذلك حلال أم أن الله سوف يعاقبه على فعلته، لذا ومن خلال موقع الملك، دعونا نتعرف على حكم الشرع في إطالة الرجل لشعره من خلال السطور القادمة.

حكم تطويل الشعر للرجال

حثنا الدين القويم على النظافة وجعلها ركنًا ركينًا من أركان الإيمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجمالَ سخيٌّ يحبُّ السَّخاءَ نظيفٌ يحبُّ النَّظافةَ(صحيح) رواه عبد الله بن عمر.

فمن خلال ذلك نستشف أن من أهم مظاهر المسلم أن يبدو نظيفًا منمقًا أنيقًا، غير مهمل الرأس أو غير مهندم في مظهره الخارجي، وإلا ما كان يطلب منه التطيب بعد الاغتسال للعيدين والجمع والاحرام، الذي يتطلب حلق الرأس أيضًا بشكل خاص.

إلا أنه بعض الشباب يستندون في إطالة الشعر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي كان يطيل شعره في فترة النبوة، فقد ورد في سنته أنه كان يتركه إلى أن يصل إلى شحمة الأذن تارة، وإلى ما بعدها وإلى المناكب تارة أخرى، إلا أن ذلك كان متعارف عليه في تلك الآونة.

فلم يكن المظهر على هذا النحو شاذًا آن ذاك، مما يلفت النظر، ويمنع النساء من غض البصر ويشيع الفاحشة بين الناس.

أما في تلك الأوقات فترك إطالة الشعر أولى من تطويله، حيث أصبحت القصات لا تليق بالمسلم مما يمنع الفتيات من غض البصر، والوقوع في المحظور، فلكل زمن العادات الخاصة به، والمتعارف عليها، حيث تنفيذها لا يسبب الأزمات، ولا يشيع الفتن بين الناس.

من ذلك نستنتج أن حكم تطويل الشعر للرجال من الأحكام التي لا تحمل العقاب لصاحبها حال إطالة الشعر، ولا تمنحه الثواب حال تقصيره، لكنه من باب الإحسان أن يمشي الرجل بين الناس بالمظهر الذي يرضى أن يعبر به عن دينه.

اقرأ أيضًا: حق الزوجة في مال زوجها

السنن النبوية المتعلقة بالشعر

من للشباب سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليقتدوا به في كافة أمورهم الحياتية، حتى يصحبهم إلى الجنة بأمر الله عز وجل، حيث ترك لهم العديد من السنن التي تتعلق بالشعر، والتي سنتناولها بعد التأكد من حكم تطويل الشعر للرجال، حيث تمثلت فيما يلي:

  • إذا أراد الرجل أن يترك شعره فعليه الاهتمام بنظافته، والاعتناء به، كما عليه إن طال شعره علن المنكبين أن يقوم بالتضفير، على ألا يكون ملفتًا بالشكل الذي يثير الاشمئزاز، والتنمر على الرجل والدين الذي ينتمي إليه، فقد كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقوم بتضفير الشعر إذا زاد طوله عن المناكب.
  • دهن الشعر بأنواع الكريمات المناسبة له، حيث لا تتسبب في الإضرار به، مما يغير من مظهره، أو يصيب الفروة بأي من الإصابات المضرة التي تتسبب في مضاعفات وخيمة مع مرور الوقت.
  • كما أشاد رسول الله صلى الله عليه وسلم بفرق الشعر في حالة تركه دون قص، فهو أفضل من اسداله كالمرأة، فقد قال الرسول في أمر تشبه الرجال بالنساء ما يلي:” لعنَ المتشبِّهينَ منَ الرِّجالِ بالنِّساءِ، ولعنَ المتشبِّهاتِ منَ النِّساءِ بالرِّجال(صحيح) رواه عبد الله بن عباس.
  • تمشيط الشعر باليمين، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقدم على أمر باليد اليسرى قط.
  • عدم اللجوء على استعمال مستحضرات التجميل التي تعمل على فرد الشعر والتغيير من خصائصه، فهي من صفات النساء التي تدخل ضمن اللعن.
  • عدم تغيير لون الشعر بالألوان النسائية، إلا في حالة الشيب التي تؤثر على نفسية الرجل بشكل واضح، حيث روى جابر بن عبد الله عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال:” لَمَّا قدِم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مكَّةَ أُتِي بأبي قُحَافَةَ ورأسُهُ ولِحيتُه كأنَّهما الثَّغَامُ فقال غيِّروا الشَّيْبَ وتجنَّبوا السَّوادَ” (صحيح).

شعر الرجل الواجب التخلص منه

بعد أن رأينا حكم تطويل الشعر للرجال من خلال الاستفاضة عن التحدث عنه من عبر السطور السابقة، علينا أن نتعرف على الشعر الواجب إزالته بالنسبة للرجل، حيث يقع في الإثم إن لم يقم بذلك، حيث تمثل فيما يلي:

1- شعر العانة

هو الذي ينبت بين أفخاذ الرجل، حيث إنه من الممكن أن يتعرض للإصابة بالنجاسة، وهي ليست من سمات المؤمن، لذا على الرجل أن يقوم بالتخلص من الشعر الزائد في تلك المنطقة بالحلق على ألا تزيد المدة بين المرتين عن 40 يومًا.

2- شعر الإبط

هذا لما يحتوي عليه من فطريات جمة من شأنها أن تنقل الأمراض لسائر الجسد، وتتسبب في الروائح الكريهة التي لا تليق بالرجل المسلم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

الفطرةُ خمسٌ: الختانُ، والاستحدادُ، ونتفُ الإبطِ، وقصُّ الشاربِ، وتقليمُ الأظفارِ” (صحيح) رواه أبو هريرة.

الجدير بالذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد أوضح لنا من خلال السنة المطهرة، أنه يجب على الرجل أن يزيل شعر العانة بالاستحداد، وهو استعمال الأداة الحادة كالشفرة وما سواها.

أما الإبط من الأفضل أن يتم استعمال أي من الوسائل التي تؤدي إلى إزالة الشعرة من الجذور كما أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

شعر الرجل الواجب عدم المساس به

تعرفنا فيما سبق على شعر الرجل الذي يجب إزالته من أجل اكتمال النظافة الشخصية للمسلم، كونها شطر من شطور الإيمان، كما تناولنا حكم تطويل الشعر للرجال، لذا دعونا نتعرف على الشعر الذي لا ينبغي على الرجل أن يقصه أو يأخذ منه، والذي يتمثل فيما يلي:

1- شعر اللحية

ورد عن رسول الله أنه كان لا يمس لحيته ولا يزيل منها، بينما كان يهتم بها ويكرمها، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” أَحْفُوا الشَّوارِبَ وأَعْفُوا اللِّحَى” (صحيح) رواه عبد الله بن عمر، والإعفاء هو ترك اللحية دون الاقتراب منها.

2- شعر الحاجب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لعنَ اللهُ الواشماتِ، والمسْتَوْشِماتِ، والنامِصاتِ، والْمُتَنَمِّصاتِ، والْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّراتِ خلْقَ اللهِ“. (صحيح) رواه عبد الله بن مسعود

على الرغم من أن نص الحديث كان موجه بصفة عامة للنساء، إلا أن نمص الحاجب من شأنه أن يدخل الرجل في اللعنة، كون النمص من الأمور التي تغير خلقة الله.

اقرأ أيضًا: طريقة الاغتسال من الجنابة

شعر الرجل الذي لم يصدر فيه حكم ديني

بعد أن تعرفنا على شعر الرجل الذي يجب التخلص منه، والشعر الواجب تركه، علينا أن ندرك أنه هناك العديد من الأماكن الأخرى، حالها كحال حكم تطويل الشعر للرجال، حيث ترك الله الأمر فيها إلى عبده.

كونه يعلم عز وجل أن للمسلم العقل الراجح، والذي يفرق من خلاله بين ما أحل الله، وما حرم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

الحَلالُ ما أحلَّ اللَّهُ والحرامُ ما حرَّمَ اللَّهُ في كتابِهِ وما سَكتَ عنهُ فَهوَ مِمَّا عفا عنهُ” (صحيح) رواه سلمان الفارسي.

على المسلم الحق أن يتبع كل ما أمر به الدين من أحكام، حتى ينعم بالحياة الدنيا والآخرة.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا