حكم الزوجة التي تجادل زوجها

حكم الزوجة التي تجادل زوجها من الأحكام التي يجب أن يتعرف عليها كلا الزوجين، حتى تعلم الزوجة حجم الجرم الذي ترتكبه في حق نفسها وزوجها، ويعرف الزوج ما الذي يمكنه فعله مع الزوجة؟ وما الذي نهى الدين عنه على الرغم من كونها زوجة مجادلة، لذا ومن خلال موقع الملك، دعونا نتناول كل ما يخص حكم الدين في المرأة المجادلة لزوجها، وذلك عبر السطور القادمة.

حكم الزوجة التي تجادل زوجها

الأصل في الزواج الذي شرعه الله تعالى المودة والرحمة، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الروم الآية رقم 21: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ“.

فإذا ظهر الخلل في تلك العلاقة من خلال معاندة الزوجة، فيحق للزوج أن يقوم بمعاقبتها بالطرق التي شرعها الله -عز وجل- والتي سنتعرف عليها فيما بعد.

أما عن حكم الزوجة التي تجادل زوجها، فهي آثمة بإجماع الفقهاء في الدين، كونها لم تمتثل إلى أوامر الله ورسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- حين قال: “لو أمَرْتُ أحدًا أن يسجُدَ لأحَدِ لأمرْتُ المرأةَ أنْ تسجُدَ لزوجِها” (صحيح) روته عائشة أم المؤمنين.

ففي الحديث دلالة على وجوب طاعة الزوج التي تعتبر جزءً من طاعة الله عز وجل، ومن الجدير بالذكر أن بعض الزوجات يفسرن أول آية من سورة المجادلة بشكل خاطئ، حيث قال الله تعالى: “قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ“.

فيستدللن منها على جواز مجادلة الزوج، وهو أمر خاطئ تمامًا، فقد نزلت الآية جراء مجادلة الزوجة لزوجها حال الظهار، وهو تحريم الزوجة على الزوج بقول الرجل: “أنت عليّ كظهر أمي”، فحينها نزلت الآيات التي تحرم ذلك القول، ولم يشرع الدين مجادلة الزوج على أي حال من الأحوال.

اقرأ أيضًا: علاج الوسواس والشك في الزوجة

طرق التعامل مع الزوجة المجادلة

بعد أن تعرفنا على حكم الزوجة التي تجادل زوجها بشكل تفصيلي من خلال ما سبق، نود أن نطرح عليكم السبل التي يستطيع الزوج عبر اتباعها التعامل مع الزوجة العنيدة التي تكثر الجدال، حتى يتجنب الوقوع معها في المشكلات الزوجية التي قد تتفاقم وتصل إلى الطلاق.

1 احتواء الاختلاف

من أهم سبل التعامل مع الزوجة العنيدة أن يستطيع الزوج أن يعي أن كلنا لسنا سواء في الطباع، فهناك الرجل الحكيم والرجل المشاكس والرجل المجادل، وهكذا الأمر في النساء، فكما رأينا أن حكم الزوجة التي تجادل زوجها آثمة لا محالة.

إلا أن للزوج العامل الأكبر في وصولها إلى تلك المرحلة، فمن الممكن أن يقوم الزوج في بداية الأمر بفهم الاختلاف الواقع بين طبعه وطباعها، والمحاولة إلى الوصول للحل المتوسط الذي يرضي جميع الأطراف.

فالزوجة ترضخ إلى الزوج إن رأت منه ما يدفعها إلى ذلك، كذلك من الحيل الذكية التي يمكن للزوج اللجوء إليها في تلك المرحلة، أن يقوم بإشعار الزوجة بالخجل من نفسها حال الصمت إن قامت بالمجادلة التي لا يحبها الرجل.

2– التوصل إلى سبب الجدال

إذا رأى الزوج أن زوجته كثيرة المجادلة، فحري به أن يحاول أن يتوصل إلى السبب الرئيسي في المعاندة أو الجدال، وذلك بأن يسأل نفسه وقت وقوع المشكلة، أكان الأمر يستحق المجادلة، أم أن الزوجة تفعل ذلك امتثالًا لطبعها العنيد.
حيث إنه من الممكن أن تتسبب عدة عوامل في تكون ذلك الطبع لدى الزوجة، والتي تلخصت فيما يلي:

  • أساليب خاطئة في التربية منذ الصغر، فتعرض الفتاة إلى الدلال الزائد، أو ديكتاتورية الأب، من شأنه أن يخلق الزوجة العنيدة التي لا تجد المتعة إلا في مجادلة الزوج.
  • كذلك من الممكن أن تلجأ الزوجة إلى الجدال في حال عدم اهتمام الزوج بها، كنوع من أنواع لفت النظر، والشعور بالكيان، وهنا يجب على الزوج مراجعة نفسه، قبل أن يتسبب في وقوع حكم الزوجة التي تجادل زوجها عليها.
  • كذلك أكد المتخصصون أنه من الممكن أن يرجع سبب الجدال في الزوجة إلى بغضها الزوج وعدم قدرتها على العيش معه، وهو الأمر الذي يمكن للزوج وحده تحديد مدى صحته.

اقرأ أيضًا: تجاهل المرأة للرجل يزيد من تعلقه بها

3– عدم تمسك الزوج بالعناد

يمكن للزوج أن ينقذ زوجته من الوقوع في الإثم كما رأينا في حكم الزوجة التي تعاند زوجها، وذلك من خلال عدم تمسكه بالعناد أمامها، فالمرأة كالطفل الصغير يمكن احتوائه ببعض الكلمات اللينة التي سرعان ما ترجعها إلى صوابها.

أما تمسك الزوج برأيه وتمسكها برأيها دون الوصول إلى الحل المحايد الذي يرضي كافة الأطراف من شأنه أن يشعل النيران في منزل الزوجية، مما قد يؤدي إلى الانفصال، وإن نظرنا إلى السبب نجده أقل ما يكون أن يلتفت إليه.

4– ترويض الزوجة العنيدة

من الممكن للرجل أن يقوم بترويض زوجته المجادلة من خلال التحدث معها مرارًا وتكرارًا عن الأمور التي تتسبب في مضايقته، مع استعمال الكلمات الحانية التي من شأنها تذيب قلب المرأة وتكسر عنادها.

كما أنه من الممكن أن يستعمل الزوج معها أسلوب المكافأة في حال عدم الإكثار من الجدال، بأن يهديها وردة من النوع الذي تفضله أو يشتري لها رواية إن كانت من محبي القراءة، ولا ينسى أنها وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.

5 تذكر الصفات الحسنة

على الزوج إن ضاق ذرعًا بالزوجة المجادلة، أن يتذكر الصفات الحسنة التي تتمتع بها، وذلك امتثالًا لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يفرَك مؤمنٌ مؤمنةً إن سخِطَ منْها خُلقًا رضِيَ منْها آخرَ” (صحيح) رواه أبو هريرة.

فعليه كما رأينا أن يتحلى بالصبر والحلم، حتى تتخلص الزوجة من ذلك الطبع السيء مع مرور الوقت.

اقرأ أيضًا: حق الزوجة في مال زوجها

6 المعاقبة تبعًا لشرع الله

بعد نفاذ كافة السبل في التعامل مع المرأة العنيدة وتشبثها برأيها مهما كلفها الأمر، وبعد إعلامها بحكم الزوجة التي تجادل زوجها من ناحية الدين، يمكن للزوج أن يقوم بمعاقبتها كما قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة النساء الآية رقم 34:

الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا”.

كما ينبغي على الزوج أن يطبق أساليب المعاقبة كما نص الله عليها، فلا يهجر مدة طويلة، ولا يضرب الضرب المبرح الذي يلحق الأذى بالزوجة.

إن كان هناك من المشكلات ما يتسبب في عدم الاستقرار النفسي لأي من الزوجين، يجب الاستعانة بأحكام الله تعالى التي وردت في القرآن الكريم، تلك التي تساعد على تعلم كيف يكون التعامل بينهما.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا