ألم في القفص الصدري عند الانحناء

إن الشعور بألم في القفص الصدري عند الانحناء من أكثر الآلام المفاجئة التي تُضايق صاحبها، وذلك بسبب شدتها ولأن الإنسان يضطر إلى الانحناء يوميًا أكثر من مرة، فمثلًا عند الركوع والسجود عند أداء الصلوات الخمسة، أو عند الانحناء لحمل شيئًا من على الأرض، لذلك من خلال موقع الملك سوف نقدم لكم كل ما يخص الشعور بآلام في الصدر عند الانحناء.

ألم في القفص الصدري عند الانحناء

هناك الكثير من الأسباب للشعور بالألم عند الانحناء، نوضحها تفصيليًا في الفقرات الآتية:

أولًا: أمراض العظام

قد يكون سبب الشعور بالألم في القفص الصدري عند الانحناء هو الإصابة بأحد أمراض العظام، منها:

١- هشاشة العظام

يُعتبر مرض هشاشة العظام من أخطر أمراض العظام، وذلك لعدة أسباب مثل أن المريض قد لا يكتشف هذا المرض في البداية، وبذلك لن يستطيع بعلاجه في فترة مُبكرة مما يؤدي إلى تفاقم المرض وأعراضه الشديدة، ففي أغلب الأحيان لا يكتشفُه المريض بعد أن يكون المرض قد تمكن منه.

كما يزيد من خطر تعرُض المريض للكسور مثل كسر الأضلاع، وأكثر المناطق المُعرضة للكسر هو القفص الصدري، وتم الربط بين هشاشة العظام ووجود ألم في الصدر عند الانحناء لأن هشاشة العظام تتسبب في انخفاض كُتلة العظام بشكل عام، فتُصبح كتلة العظام خفيفة مما يتسبب في الشعور بالوجع عند الانحناء.

اقرأ أيضًا: هل الجيوب الأنفية تسبب ألم بالصدر

٢- الالتهاب الغضروف الضلعي

قد يكون سبب الشعور بألم في القفص الصدري عند الانحناء هو الإصابة بالتهاب غضروفي ضلعي حاد، لكنه لا يُعتبر خطيرًا مثل هشاشة العظام، وفي أغلب الأحيان يتم شفاء الحالات المُصابة به دون اللجوء لعلاج، كما لا يوجد سبب مُحدد للإصابة به، وقد تُصاحبه بعض الأعراض مثل:

  • ألم شديد في الصدر لا يُمكن احتمالُه وقد يزداد عند الانحناء، أو عند التنفس بشكل قوي ومبالغ فيه، مثل القيام بعمليات شهيق وزفير متتالية.
  • أن يكون الألم مُتمركز في الضلوع الرابعة والخامسة والسادسة.
  • انتقال الألم من الصدر إلى منطقة البطن والظهر.

٣- التهاب أغشية القفص الصدري

قد يكون سبب الألم في القفص الصدري عند الانحناء هو الإصابة بالتهاب في الأغشية التي تُغطي القفص الصدري من الخارج، مما يتسبب في حدوث احتكاك شديد بين ضلوع القفص الصدري عند الانحناء مُتسببًا في ألم شديد لا يُمكن احتمالُه.

ثانيًا: الإصابة بالكسور

قد يكون سبب الألم في القفص الصدري عند ثني الجزء العلوي من الجسد هو الإصابة بكسور في القفص الصدري، تجدر الإشارة أن عدد ضلوع القفص الصدري 22 ضلع، يصل بينهم الغضاريف والمفاصل المختلفة، ووظيفة هذه الضلوع هي حماية أعضاء الجسم المُختلفة.

لذلك في حالة التعرض إلى حادثة قوية أو القيام بحمل أشياء ثقيلة في صالات الرياضة، يؤدي إلى كسر أحد هذه الضلوع، مع العلم أن هذه الضلوع توجد في الجسم في شكل زوجي مُتبادل، لذلك حدوث كسر لإحدى الضلوع يؤثر على باقي الضلوع، وهذا الكسر يُصاحبه في الأغلب بعض الأعراض مثل:

  • الشعور بألم شديد في الصدر يزداد عند التنفس بقوة.
  • زيادة الألم بشكل مُفاجئ عند الانحناء، أو الضحك بشدة أو الكحة.
  • إستمرار الألم في الصدر لفترات طويلة متتالية دون وجود سبب مُحدد.
  • ظهور بعض العلامات الزرقاء والكدمات في الصدر أو في المنطقة المحيطة به.

ثالثَا: الانسداد الرئوي

قد يكون سبب الألم في القفص الصدري عند الانحناء هو الإصابة بمرض الانسداد الرئوي، وهو عبارة عن مرض شامل للأمراض الخاصة بانسداد الشعب الهوائية، التي قد تحدث بسبب الإصابة بجلطة دموية في الرئتين.

مما يتسبب في منع وصول وتدفق الدم إلى الأوعية الدموية في الجسم، وفي الأغلب يتم استخدام أدوية مسيلة للدم، لعلاج هذه الحالة وقد تختلف مدة العلاج من حالة لأخرى على حسب مدى شدة الجلطة، ويُصاحبها بعض الأعراض مثل:

  • الإصابة بألم شديد في الصدر على فترات مُتقطعة دون معرفة سبب واضح لذلك.
  • انتشار الألم من الصدر إلى مناطق أخرى في الجسم مثل: الذراع، والظهر، والكتفين.
  • مواجهة صعوبة في التنفس دون القيام بأي مجهود يتسبب في حدوث هذا.
  • تعرُق المريض بشكل مبالغ فيه دون بذل أي مجهود.
  • الإصابة باضطرابات في نبضات القلب وتسارُعها.
  • تحول لون الجسم إلى الأزرق، وظهور الشحوب على وجه المريض وهزلان جسده.
  • الإصابة بنوبات من الحكة الجافة التي قد يُصاحبها في بعض الأحيان بلغم.
  • عدم وصول الأكسجين بكميات كافية إلى بعض الأعضاء مما يتسبب في تلفها.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع دواء اندرال

رابعًا: سرطان الرئة

قد يكون الإصابة بسرطان الرئة هو السبب في وجود ألم في القفص الصدري عند التواء الجزء العلوي من الجسم، إن سرطان الرئة من أكثر أمراض السرطان شراسة وخطورة، ويكون من الصعب علاجه في حالة لم يُكتشف في وقت مُبكر، وفي أغلب الأحيان سبب الإصابة به هو الإفراط في التدخين، ويُصاحبه العديد من الأعراض مثل:

  • الإصابة بألم شديد في منطقة الصدر يزداد عند الضحك أو الكحة.
  • الإصابة بنوبات من الكحة التي قد تستمر لشهور متتالية وأحيانًا تكون مصحوبة بدم.
  • مواجهة صعوبة في التنفس دون سبب واضح لذلك.
  • الإصابة ببعض الالتهابات الصدرية الحادة مثل التهاب الشُعب الهوائية المزمن.
  • فقدان المريض لرغبته في الطعام بشكل مُفاجئ والإصابة بالنحافة.
  • الوهن الشديد، والتعب، وعدم القدرة على بذل أي مجهود.

خامسًا: حرقة المعدة

قد لا ينتبه البعض لهذه المُشكلة إلا أنها تتسبب في ظهور الكثير من الأعراض على الجسم مثل ظهور ألم في القفص الصدري ويزداد عند الانحناء، وخاصةً إذا كانت حموضة المعدة مُرافقة لمرضى ارتجاع المريء.

في هذه الحالة المُسبقة لا ينتقل الطعام من المعدة إلى الأمعاء، بل يتجه إلى المريء بدلًا من المعدة، مُتسببًا في الشعور بحرقة وألم شديد في الصدر، لذا في الأغلب يكون سبب الإصابة بحموضة المعدة هو الإفراط في التدخين وشرب الكحوليات.

بالإضافة إلى تناول بعض الأطعمة الغذائية التي تحتوي على كمية كبيرة من البهارات، أو تناول الأطعمة الحارة، ويمكن علاج حرقان المعدة بسهولة عن طريق اتباع نظام غذائي صحي، كما يجب الابتعاد عن تناول الأطعمة التي تتسبب في تهيج المعدة.

من أمثلة هذه الأطعمة: المنبهات كالقهوة والشاي، والبصل والثوم والسكريات والشوكولاتة، والوجبات التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، والابتعاد عن السمنة والوزن الزائد، والتقليل من كمية الطعام في الوجبات وتقسيمها على مدار اليوم، وشُرب الماء في منتصف الوجبات.

طريقة تشخيص الألم في القفص الصدري عند الانحناء

سيقوم الطبيب بفحص الحالة في البداية ليقوم بتشخيص المرض المتُسبب في الألم، وليقوم بذلك يستخدم بعض التقنيات التي تختلف على حسب شدة الأعراض والألم، مثل:

  • الأشعة السينية: في حالة كان الألم ناتج عن تعرض المريض لإصابةً ما في عظامه.
  • التصوير النووي: في حالات وجود آلام شديدة، ويقوم به الطبيب عن طريق حقن المريض بإحدى المواد الإشعاعية، ويُستخدم أجهزة مُعينة تحتوي على كاميرات لفحص الجسم.
  • أشعة الرنين المغناطيسي: في حالة وجود بعض الاضطرابات والمشاكل في أنسجة القفص الصدري، ومن خلالها يستطيع الطبيب الحصول على صورة واضحة للقفص الصدري لفحصه بشكل شامل.

اقرأ أيضًا: الفرق بين ألم القلب والقولون

كيفية علاج الألم في القفص الصدري

بعد تعرُف الطبيب على سبب الألم الذي يُعاني منه المريض، يقوم بتحديد العلاج، الذي يختلف من حالة لأخرى على حسب السبب في هذا الألم فمثلًا:

  • في حالة كان سبب الألم هو الإصابة بسرطان يقوم الطبيب بإجراء عملية جراحية للتخلص من الأورام الخبيثة المُسببة للألم.
  • أما في حالة كان السبب هو الإصابة بالانسداد الرئوي فيقوم الطبيب بإجراء عملية جراحية للتخلص من الجلطات التي تُعيق وصول الدم إلى باقي أعضاء الجسم.
  • إذا كان السبب هو الإصابة بأمراض العظام فيقوم الطبيب بوصف العلاجات المُناسبة لأمراض هشاشة العظام، ويعمل على تقويتها وزيادة كتلة الهيكل العظمي بشكل عام، وفي أغلب الأحيان تكون مكملات غذائية وأدوية فيتامين، والمُسكنات.
  • كما ينصح الطبيب المريض في حالة الإصابة بأمراض العظام بضرورة التخلي عن ممارسة العادات السيئة، التي تزيد من الضغط على عظامه مثل بذل مجهود كبير.
  • أما في حالة كان السبب هو التهاب الغضروف الضلعي فيُنصح باستخدام الكمادات الباردة للتسكين من الألم، وتناول الأدوية المُضادة للالتهاب.
  • في حالة كان السبب هو الحموضة أو ارتجاع المريء ففي هذه الحالة يقوم بوصف بعض الأدوية التي تعمل على تقليل نسبة إفراز حمض المعدة مثل: أدوية رانيتيدين، سيميتيدين، فاموتيدين، أو أدوية إيسوميبرازول، ولانسوبرازول، أوميبرازول.

قد يختلف سبب الشعور بألم في القفص الصدري عند الانحناء من حالة لأخرى، لذلك يجب التوجه إلى الطبيب فورًا لمعرفة السبب ومُعالجتُه في وقت مبكر، لعدم تفاقم المشكلة.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا