هل يجوز التستر على الزانية المتزوجة

هل يجوز التستر على الزانية المتزوجة؟ ما حُكم الزوجة الزانية؟ يتبادر هذا السؤال إلى أذهان الكثير من المسلمين لا سيما في حال التعرض إلى مواقف حساسة لا يجب الخوض فيها، لكن هُناك بعض الأمور من حق الزوج أن يقوم بها في هذا الموقف وهذا ما نتعرف عليه عبر هذا المقال من موقع الملك.

هل يجوز التستر على الزانية المتزوجة

الإجابة عن سؤال هل يجوز التستر على الزانية المتزوجة؟ هي بالطبع نعم، يجوز التستر عليها إذا أعلنت توبتها ورجوعها إلى الله، أما في حالة استمرارها على هذا الفعل الشنيع فبالطبع يجب إيقافها عنه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان).

الراوي: أبو سعيد الخدري | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 49 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

لا يجوز التستر على الزوجة في حالة انكشاف فعلها الخاطئ واستمرارها عليه، وعلى الناحية الأُخرى فإن المرأة المُتزوجة إذا زنت فإنها قد جاءت بإثم عظيم وفاحشة مُنكرة، واستحقت على ذلك عقوبة بالغة فقد جاءت كبيرة من الكبائر.

هناك الكثير من الآيات والأحاديث الشريفة التي تُبرز آثر ستر المُسلم للمُسلم وتُوضح الأثر السيء الناتج عن فضح الأستار عن المُذنبين وكيف أن ذلك يعود على صاحبه بالعذاب.

جاءت الآيات واضحة فيما يتعلق بتوبة الزانية وقبول الله لهذه التوبة فقال الله تعالى:

{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا [68] يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا [69] إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [70]} [الفرقان: 68- 70].

قد ربط الله عز وجل الغُفران بالتوبة والعمل الصالح بعد التوبة، أي العدول عن فعل الزنى والتوبة النصوحة إلى الله والقيام بأعمال تُرضي الله ورسوله في الدين والدنيا وفي هذه الحالة يُبدل الله عز وجل سيئات الزوجة الزانية إلى حسنات وهو خير الجزاء.

اقرأ أيضًا: كيف تعرف الزانية من شكلها

حُكم الزوجة الزانية في الإسلام

حُكم الزانية في الشريعة الإسلامية هو حد الرجم بالحجارة 100 جلدة أمام طائفة من المُسلمين ثُم الرجم حتى الموت للثيب وهي المُتزوجة.

عن ثبوت حد الرجم من عدمه فإن الآية الخاصة بالرجم في القُرآن قد تم نسخها لفظًا وبقت حُكمًا والدليل على ذلك تطبيق الرسول صلى الله عليه وسلم لحد الرجم وتطبيق الصحابى من بعده فقد جاء عن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: “إن الله تعالى ‏بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم ‏بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان ‏فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها، ‏وعقلتها، ووعيتها، ورجم رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم، ورجمنا بعده، ‏فأخشى إن طال بالناس زمان أن ‏يقول قائل: ما نجد الرجم في كتاب ‏الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ‏تعالى، فالرجم حق على من زنى إذا ‏أحصن من الرجال، والنساء إذا ‏قامت البينة، أو كان الحبل، أو ‏الاعتراف، وقد قرأتها: الشيخ ‏والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة، ‏نكالاً من الله، والله عزيز حكيم”. (مُتفق عليه)

الراوي: عبد الله بن عباس | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 1691 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح] | التخريج: أخرجه البخاري (6830) باختلاف يسير.

قال في هذا الشأن ابن قُدامة في كتاب المُغني: “قد ثبت ‏الرجم عن رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم بقوله، وفعله، في أخبار تشبه ‏التواتر، وأجمع عليه أصحاب رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم. وقد أنزله ‏الله تعالى في كتابه، وإنما نسخ ‏رسمه دون حكمه”. ولا نعرف أحدًا خرج عن ذلك الحُكم غير الخوارج الذين قالوا الجلد للبكر والثيب.

من زنت أصبح عليها حقان، حق الله تعالى وحق الزوج، فإن تابت عن وغفر لها الله تعالى بقي حق الزوج مُعلقًا في رقبتها، لذا فإن الزوج بيده أن يمنع العذاب عن زوجته إذا سامحها.

تمامًا كالقاتل إذا تاب، فإن حق المقتول لا يضيع سواء اقتص أولياء الدم من القاتل أم لا هكذا تمامًا المرأة المتزوجة الزانية إذا تابت.

اقرأ أيضًا: الزوجة التي تستحق الطلاق

شروط تطبيق حد الزنا للثيب في الإسلام

الزنا كبيرة من الكبائر ولا يتم تطبيق الحد على الرجل أو المرأة إلا بعد توافر العديد من الشروط حتى يتم التأكد من وقوع الزنا بالفعل، أما الشروط فجاءت كالتالي..

  • أن يكون الزاني بالغًا عاقلًا حرًا مُختارًا عالمًا بالتحريم.
  • أن يكون الإيلاج بالمرأة قد تم بالفعل.
  • أن يقر الفاعل بفعلته مرة واحدة إذا كان عاقلًا وأربع مرات إذا كان مُتهمًا بضعف العقل.
  • أن يشهد عليه بالزنا أربعة رجال مُسلمين عدول.

بعد الإجابة عن سؤال هل يجوز التستر على الزانية المتزوجة؟ نجد أن الزنا فعلٌ شنيع يضع له الإسلام حدًا قاطعًا كما يعد كبيرة من الكبائر لذا فإن تجنبها والتحصن منها هو أفضل للفرد والأسرة والمجتمع.

قد يعجبك أيضًا
شاركنا بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.