كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق الثالث
كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق الثالث من الأمور التي يجب أن يتعرف عليها المسلم عن ظهر قلب، فالأحكام السماوية لا جدال فيها، حيث السمع والطاعة، فكما شرع الله الزواج وجعله ميثاقًا غليظًا فقد شرع الطلاق لعدة أسباب، لذا ومن خلال موقع الملك دعونا نتعرف على كل ما يدور حول طريقة إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة.
كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق الثالث
شرع الله الزواج بين المرأة والرجل، وجعله معتمدًا على المودة والرحمة في المقام الأول، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز:
“مِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” سورة الروم الآية رقم 21
أي أنه في حال عدم توفر أي منهما، توشك الحياة الزوجية على الانهيار، حيث لا مفر من الطلاق، فعلى الرغم من أنه أمر أحله الله عز وجل، إلا أنه أبغض الحلال، فالطلاق هدم لبيت مسلم كان من الممكن أن يخرج منه الشباب النافع لدينه ومجتمعه.
لذا كما شرع الله الطلاق، شرع الرجوع بعده، لكن وضع الضوابط لذلك، حيث قال في كتابه الكريم في سورة البقرة الآية رقم 229:
“الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ“.
أي أنه يجوز للمسلم أن يطلق زوجته مرتين ثم يقوم بردها، إلا أنه في حالة الطلاق للمرة الثالثة، فإن هذا يحتم الفراق التام، حيث لا رجعى إلا في حالة من اثنتين وهما:
- زواج المرأة زواجًا شرعيًا مكتمل الأركان برغبتها، وبعد ذلك طلاقها من ذلك الزوج.
- كما يمكن للزوج أن يرجع إلى مطلقته في حال زواجها من آخر بعد وفاته عنها.
من الممكن أن نلخص كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق الثالث في الزواج بآخر إلى أن تنتهي المرأة من تلك الزيجة إما بالطلاق أو وفاة الزوج.
اقرأ أيضًا: الزوجة تريد الطلاق والزوج لا يريد
إرجاع الزوجة بعد الطلاق البائن
حري بنا أن نتناول ما يدور حول الطلقة البائنة في إطار التعرف على أحكام الانفصال الشرعي وكيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق الثالث.
حيث تتم الطلقة البائنة على يد المأذون أو المحكمة المعنية بالأحوال الأسرية، وعليه فإن الزوج لا يحق له طلب الرجوع إلى الزوجة إلا في تلك الحالتين:
1 – البينونة الصغرى
هو أن يطلق الرجل زوجته على يد مأذون فينطق ويكتب الطلاق في حضور الشهود كما يحدث في الزواج، ففي تلك الحالة تسمى الطلقة الأولى والثانية طلقة بائنة صغيرة، يمكن للزوج حينها أن يقوم بإرجاع الزوجة بعد فترة العدة.
على أن يتم النكاح من خلال تقديم المهر مرة أخرى وعقد القران وسط الحضور، كما يشترط حضور الولي، مع رغبتها في الرجوع، حيث لا يمكن أن تتم الزيجة مرة أخرى أثناء رفضها.
اقرأ أيضًا: حقوق الزوجة بعد الطلاق بالتراضي
2- البينونة الكبرى
هو ما سبق وذكرناه فيما مضى، فالبينونة الكبرى هي الطلاق للمرة الثالثة على أن تنقضي مدة العدة فلا يستطيع الزوج إرجاع زوجته إلى عصمته مرة أخرى، إلا كما ذكرنا سلفًا في حالة الزواج من آخر، وانتهاء الزواج بوفاته أو التطليق منه.
يمكن للزوجة حينها أن تعود إلى الزوج عن طريق خطبته لها من جديد، وعقد القران أمام الحضور بمهر وولي، كذلك ينبغي موافقتها على الأمر.
الجدير بالذكر أنه في بعض الأحيان يلجأ من طلق الطلقة البائنة الكبرى إلى الاستعانة بما يسمى المحلل، وهو الرجل الذي يتزوج طليقته لمدة ما، ثم يطلقها في الموعد المتفق عليه، حتى يتمكن من ردها في معتقده.
هذا الأمر لا يمت للإسلام بصلة، كون زواجها من المحلل أمر محرم تمامًا، وذلك لعدم توافر شروط الزواج الصحيحة.
كيفية إرجاع الزوجة في الطلاق الرجعي
في سياق ما مضى تعرفنا على حكم الإسلام في كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق الثالث، وكان من الضروري أن نتعرف على حكم إرجاع الزوجة في حالة الطلاق الرجعي.
هو الطلاق في المرتين الأولى والثانية شفهيًا، حيث شرع الله للزوج أن يقوم برد الزوجة دون الرجوع إليها أو استشارتها، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:
“وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” سورة البقرة الآية رقم 228
على هذا فإنه يمكن للزوج أن يقوم بإرجاع زوجته في الطلاق الرجعي، وذلك بطريقتين، سنتعرف عليهما من خلال ما يلي:
- الرجوع بالقول، وهو أن يقول الزوج لمطلقته لفظ من ألفاظ الرجوع، كأرجعتك أو قمت بردك إلى عصمتي، وما نحو ذلك، فإن كان يعاني من مشكلة في النطق، فيجوز له الإشارة أو المكاتبة.
- الرجوع بالفعل، وهو الأمر الذي اختلف فيه علماء الدين، حيث رجح بعض منهم الرجوع بالمعاشرة الكاملة، كما أشار البعض الآخر إلى أن مقدمات الجماع تكفي للرجوع، بينما مال الأقلية منهم إلى عدم جواز الإرجاع إلا بالقول قبل الفعل.
اقرأ أيضًا: إذا طلبت الزوجة الطلاق ماذا يحق لها
شروط الرجوع بعد الطلاق
على الرغم من أن ديننا دين يسر، إلا أن الله عزز النساء ولم يجعل أمر ردهن إلى من أساء معاشرتهن أمرًا هينًا، فقد رأينا في كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق الثالث، أنه من الصعب أن يعود الزوج إلى زوجته مرة أخرى إلا بعد نفاذ شروط معينة، قد يصعب على الرجل تحملها.
أما في الحالات الأخرى للطلاق، فقد شرع الله الرجوع، إلا أنه قيده بالعديد من الشروط، والتي سنتعرف عليها من خلال ما يلي:
- أن يكون الزوج على وعي بما يفعل، حيث لا يمكن للزوجة أن تعود إلى زوجها في حالة السكر أو تأثير المخدر أو ما شابه، فيجب أن يكون على وعي كامل بما يشرع أن يفعل.
- أن يكون الطلاق قد تم بعد الدخول بالمرأة، حيث إنه لا رجعى في الطلاق من المرأة التي لم يتم الدخول بها، فقد قال الله تعالى:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلً” سورة الأحزاب الآية رقم 29
- أن تكون الرجعة الشفهية في حالة الطلاق للمرة الأولى والثانية حال عدم انقضاء العدة، أما في حالة مرورها فيلزم إجراءات الزواج من جديد.
- ألا يكون الطلاق على مقابل مادي، حيث إن تنازل الزوجة عن حقوقها للزوج، يجعل الطلاق بائنًا، وله كافة إجراءات الزواج من جديد حال رغبة الزوج في الرجوع.
- أن يكون لفظ الرجوع مباشر وصريح، وغير محدد بزمن معين.
أحكام الطلاق في الإسلام لا يستهان بها، فكما رأينا في كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق الثالث، أن الأمر قد يصبح مستحيلًا، فعلى الزوج أن يبتعد عن تلك الفكرة إن رأى أمل في إصلاح الحال.