كيفية صلاة العيد في المنزل

كيفية صلاة العيد في المنزل ليست صعبة للرجل والمرأة، فصلاة العيد من أعظم الشعائر الإسلامية رغم قصر عدد ركعاتها، كما أنها تدخل السعادة على قلب كل مسلم، ولكن في ظل الظروف الصحية للبلاد في تلك الفترة، وانتشار مرض كورونا المعدي، فضل الناس قيام صلاة العيد في المنازل، وذلك حفاظًا على صحتهم وصحة أبنائهم، سوف نتعرف على كيفية أدائها في المنزل، وحكم إقامة خطبتها فيه من خلال موقع الملك.

كيفية صلاة العيد في المنزل

الجدير بالذكر أن عدد ركعات صلاة العيد ركعتان فقط، ولكن يسبقهم خطبة دينية، وذلك متفق عليه من كافة المذاهب الإسلامية، واستنادًا إلى قول سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: (صلاةُ الجمُعةِ رَكْعتانِ، وصلاةُ الفطرِ رَكْعَتانِ، وصلاةُ الأضحَى رَكْعتانِ، وصَلاةُ السَّفرِ رَكْعتانِ تمامٌ غيرُ قَصرٍ على لِسانِ مُحمَّدٍ).

تتم صلاتها بشكل اعتيادي أي مثل باقي ركعات الصلوات ولكن في حال كان المصلين جماعة فيجب أن يختاروا إمام من بينهم ليقم الصلاة ويقود الصلاة.

الجدير بالذكر أنه يجب التدرج في صلاة العيد، أي أن يكون الإمام في مقدمة الصفوف، والرجال والأطفال في الصف الذي يليه، ومن ثم النساء وذلك حفاظًا على حرمانية جسم الأنثى.

يجب التنبيه على أن جواز صلاة العيد في البيت قد أكد عليه أنس -رضي الله عنه- حين أخبرنا أنه لم يشهد صلاة العيد في البصرة، فقام مولاه عبد الله بن أبي عتبة بإقامة الصلاة في المنزل.

اقرأ أيضًا: كيفية صلاة عيد الفطر

حكم صلاة العيد عند المذاهب الأربعة

في صدد عرضنا لكيفية صلاة العيد في المنزل يجب ذكر أن المذاهب جميعها قد اختلفت في حكم صلاة العيد، فمنهم من قال إنها واجبة وآخر أكد على أنها سنة مؤكدة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وسنتعرف على رأي كلًا منهم في النقاط التالية:

  • رأت الشافعية والمالكية أنها سنة مؤكدة.
  • أكدت الحنابلة على أنها فرض كفاية.
  • قالت الحنفية أنها فرض واجب.

من الجدير بالذكر أن صلاة العيد قد ذٌكرت في القرآن الكريم في الآية 2   من سورة الكوثر: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، كما أن الرسول الكريم قد ذكرها في أحاديثه الشريفة التالية:

  • ذكر عن ابن عباس: (شَهِدْتُ الصَّلَاةَ يَومَ الفِطْرِ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ فَكُلُّهُمْ يُصَلِّيهَا قَبْلَ الخُطْبَةِ).
  • رواه أنس: (كانَ لأهْلِ الجاهليَّةِ يومانِ في كلِّ سنَةٍ يلعَبونَ فيها فلَمَّا قدمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ قالَ كانَ لَكُم يومانِ تلعَبونَ فيهِما وقد أبدلَكُمُ اللَّهُ بِهِما خيرًا منهُما يومَ الفطرِ، ويومَ الأضحى).

حكم إقامة خطبة صلاة العيد في المنزل

في سياق التعرف على كيفية صلاة العيد في المنزل، يجب التنبيه على أن كل المذاهب قد أكدت على أنه لا يجوز للإمام إقامة خطبة في حال كانت صلاته في العيد، وذلك استنادًا على الحديث الشريف:

(إذا أُقيمَتِ الصَّلاةُ، فامْشُوا إليها وعليكم السَّكينةُ والوقارُ، فما أدرَكتُم فصَلُّوا، وما فاتَكم فاقضوا)، كما أن أنس -رضي الله عنه- أكد على أنه حين فاتته صلاة العيد في جماعة وأقامها مولاه عبد الله بن أبي عتبة.

حكم صلاة العيد باتباع إمام المسجد

قال علماء الدين أنه في حال كان المسجد قريب من المنزل، فيمكن للمصلي صلاة العيد باتباع الإمام في المسجد، ولكن في حال كان المسجد بعيد عن البيت فلا يجوز ذلك ووجب على المصلي صلاة العيد في المسجد أو صلاتها منفردًا، أو في جماعة أهله وأقاربه.

اقرأ أيضًا: ماذا تفعل في عيد الفطر

أمور توجب صلاة العيد في المنزل

توجد الكثير من الظروف التي توجب على المسلم صلاة العيد في بيته وسوف نتعرف عليها من خلال الفقرات التالية:

1- حالات المطر الشديدة

في صدد تطرقنا إلى كيفية صلاة العيد في المنزل ينبغي ذكر أن الفقهاء جميعهم قد أكدوا على شروع صلاة العيد في المنزل في حالة نزول المطر الشديد، وذلك حفاظًا على أرواح المسلمين وصحة أبدانهم، وذلك استنادًا إلى قول أبي العباس التالي:

(قالَ: ابنُ عبَّاسٍ لِمُؤَذِّنِهِ في يَومٍ مَطِيرٍ: إذا قُلْتَ أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، فلا تَقُلْ حَيَّ علَى الصَّلاةِ، قُلْ: صَلُّوا في بُيُوتِكُمْ، فَكَأنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا، قالَ: فَعَلَهُ مَن هو خَيْرٌ مِنِّي)، يقصد بمني الرسول الكريم.

2- عدم الأمان

في حال انتشر الإرهاب في البلاد، أو تعددت مصادر الخوف في الطريق لدرجة عدم أمان الرجل على نفسه في حين مشى ف الشارع، وجب عليه الصلاة في بيته.

3- العواصف والبرودة

في إطار توضيح كيفية صلاة العيد في المنزل، يجب معرفة أن الأمر نفسه في حال اشتدت الرياح في البلاد لدرجة أحالت على المسلم المشي بأمان في الشارع، أو كان الطقس شديد البرودة لدرجة تؤكد مرض المسلم في حال نزل إلى الشارع وجب عليه الصلاة في منزله حتى ينقضي السبب.

أكد على ذلك حديث عن ابن عمر: (أنه أَذَّنَ في لَيْلَةٍ بارِدَةٍ بضَجْنانَ، ثُمَّ قالَ: صَلُّوا في رِحالِكُمْ، فأخْبَرَنا أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ، ثُمَّ يقولُ علَى إثْرِهِ: ألا صَلُّوا في الرِّحالِ في اللَّيْلَةِ البارِدَةِ، أوِ المَطِيرَةِ في السَّفَرِ).

4- إصابة المسلم بالمرض

في حال أُصيب المسلم بأي نوع من الأمراض خاصةُ تلك المعدية، وجب عليه الصلاة في بيته وذلك لا يؤذي باقي المصلين، ولتأكيد ذلك نذكر حديث الرسول الكريم: (مَنْ سمعَ النداءَ فلمْ يُجِبْ مِن غيرِ عذرٍ فلا صلاةَ لَه).

كيفية صلاة العيد للمرأة

من خلال الحديث عن كيفية صلاة العيد في المنزل يجب التنويه على أن العلماء قد أكدوا على مشروعية صلاة المرأة العيد في بيتها، ولكن بدون خطبة في حال كانت تصليها منفردة، كذلك الأمر في الجماعة، وتقوم باتباع الخطوات التالية للصلاة:

  1. أولًا يجب أن تحسن الوضوء وترتدي الملابس النظيفة.
  2. ثم تقوم بالتكبير سبعة تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، وذلك لقول السيدة عائشة زوجة الرسول رضي الله عنها: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ كانَ يُكبِّرُ في الفطرِ والأضحى، في الأولى سبعَ تَكبيراتٍ، وفي الثَّانيةِ خمسًا).
  3. يفضل أن تقرأ المرأة سورة الأعلى أو سورة (ق)، في الركعة الأولى بعد قراءة الفاتحة، ومن ثم تكمل باقي الركعات بوتيرة الصلاة المعتادة.
  4. بعد ذلك تكبر خمسة تكبيرات بعد أن تكبر تكبيرة القيام.
  5. كما يفضل في تلك الركعة أيضًا أن تقرأ سورة الغاشية أو سورة القمر، بعد قراءة سورة الفاتحة.
  6. من ثم تقرأ التشهد كامل، وبعد ذلك تُسلم.

وجب التنبيه على أن رداء المرأة في الصلاة يجب أن يستوعب كامل جسدها، وأن يكون ساتر لا يشف ولا يصف، كما يلزمها إدخال كل أجزاء شعرها في الحجاب.

اقرأ أيضًا: كيفية صلاة الاستسقاء عند المالكية

سنن صلاة العيد

استكمالًا لكيفية صلاة العيد في المنزل، يجب معرفة أنه يفضل أن يقوم المسلم بأداء بعض السنن عن الرسول الكريم في صلوات العيدين الفطر والأضحى، وهما متمثلان في النقاط التالية:

  • الاغتسال قبل أداء الصلاة، وذلك لأن الصحابة كانوا يغتسلون قبل القيام بصلاة العيد وبالأخص الصحابي عبد الله بن عمر.
  • تناول الأكل قبل أداء صلاة عيد الفطر، وقد كان الرسول الكريم يتناول التمر وترًا قبلها، استنادًا إلى قول أنس: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَغْدُو يَومَ الفِطْرِ حتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ).
  • يستحب لبس الملابس المفضلة على أن تكون نظيفة، كما يفضل أن يتعطر الرجل على أن يكون العطر الموضوع خالي من الكحول.
  • عدم تناول الأكل وتأخيره في صلاة عيد الأضحى، لقول زيد: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان لا يخرُجُ يومَ الفِطرِ حتَّى يطعَمَ ولا يطعَمُ يومَ النَّحرِ حتَّى ينحَرَ)، وذلك حتى يأكل المسلم من الأضحية.

الصلاة هي الرابط الأساسي بين الله وعبده، وبدونها تنقطع تلك الصلة، لذلك يجب على المسلم أداء كل صلواته في أوقاتها، كما يجب عليه إحياء كل الشعائر الإسلامية مثل الفرحة بالعيد والتكبير والتهليل لقدومه.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا