كيف تقهر عدوك بالصمت
كيف تقهر عدوك بالصمت؟ وكيف تستفز عدوك من خلال الرد السلبي؟ يعتبر أسلوب الصمت من الأساليب القوية التي قد تُساعدك لتقهر عدوك، فكلما كُنت مُتجاوبًا معه وترد على حديثه وتتفاعل معه كان موقفك أسوأ، فالأفضل أن تترفع عن هذه المُشاحنات التي لا يُحاول عدوك استدراجك لها، في هذا المقال عبر موقع الملك نوضح لك طريقة الانتصار على عدوك بالصمت.
كيف تقهر عدوك بالصمت
الصمت هو فن لا يُتقنه الكثيرون حيث يحتاج إلى كثير من التدريب، ليس من السهل أن تصمت في وقت تتعرض له إلى الهجوم، يحتاج ذلك إلى الكثير من الثقة بالنفس والاتزان العقلي والنفسي، إذا استطعت الوصول إلى مرحلة الصمت أثناء التعرض إلى الهجوم وأنت في موضع تستطيع فيه الرد تكون قد وصلت إلى أعلى درجات القوة وتستطيع قهر عدوك.
1- تحكم في أعصابك
الأمر الذي يجعلك تخطئ هو عدم تمالك أعصابك، فبالطبع كلما كان الإنسان مُنفعلًا كلما زادت أخطاؤه وكلما كان عُرضة إلى الخطأ، يعتقد الإنسان في هذه اللحظة أن عليه الإنفعال لكن في الحقيقة الأمر لا يسير بهذه الصورة.
الكل يستطيع الاندفاع والانفعال، لكن ليس الكل يستطيع كبح هذا الانفعال والسيطرة عليه، يجب أن يكون إنسانًا واثقًا في نفسه بدرجة كبيرة، هذا الشخص الذي يتحكم في ردات فعله يعرف متى يجب أن يترك هذه الانفعالات تنطلق وبأي قدر ويعرف أيضًا متى يجب عليه أن يكبحها.
عندما تتحكم في أعصابك وانفعالاتك تكون قد وصلت إلى الخطوة الأولى تجاه قهر عدوك بالصمت، اتركه ينفعل ويُخرج كل الطاقة المكبوتة بداخله، يُمكنك تصيد الأخطاء التي ستصدر منه أثناء انفعاله، لكن إياك أن يتم استدراجك إلى هذه المعركة.
2- اختر كلماتك بعناية
الصمت التام في العديد من المواقف ليس بالأمر الهين ويحتاج إلى العديد من التدريب، لذلك يجب مبدأيًا اختيار الكلمات البسيطة التي تؤدي الغرض تمامًا دون أي إضافات، لأن قيمة الكلمة تقل بشكل كبير إذا كانت وسط الكثير من الكلام، حدد الكلمة المُناسبة وفكر فيها قبل أن تتفوه بها حتى لا تُؤخذ عليك.
3- لا ترد الإساءة بالإساءة
في بعض الأحيان الرد الحاسم والقاطع يكون حل لكن في أغلب الأحيان يجب على الفرد أن يتريث حتى يأخذ القرار النهائي سواء بالهجوم أو بالتريث، من يستخدم أُسلوب الشتم والسب في هذا الموقف يُعبر عن ضعف موقفه وحُجته، لا تتوقع منه إلا أنه سوف يتصيد لك الرد الذي ستُحاول فيه رد الشتم أو السب، لذلك لا تجعله ينال ما يُريده واكظم غيظك.
إذا تعرضت للسب والشتم لأكثر من مرة يُمكنك أن تُشَهِّد عليه الموجودين في الموقف وأن تتخذ الخطوات القانونية ضد هذا الشخص بدون أي انفعال أو رد عليه.
4- لا تتشتت بسهولة
يُريد العدو دائمًا تشتيتك وتحييدك عن النجاح لذلك لا تدع النزاعات الجانبية والمُشاحنات تُلهيك عن هدفك الأساسي، فربما لا يكون لديه هو أي هدف ليُحققه وكل هدفه هو تعطيلك، لا تُعطيه هذه الفرصة.
حدد اولوياتك التي وبكل تأكيد سيكون خلافك مع أحد الأشخاص جُزءً منها، فالأولويات عند كل إنسان إما في عمله أو في أسرته وزوجته واولاده وما إلى ذلك، أما الخلافات والمُشاحنات التي تستنزف منك الطاقة لا تُعطيها أكبر من حجمها.
اقرأ أيضًا: كيف اتعامل مع الناس الخبثاء
تعلم فن الصمت
سواء كان استعمالك للصمت مع العدو أو مع غيره فهو من الأساليب المُميزة التي يُمكن لها أن تُغير الكثير في حياتك وفي مُعاملاتك مع الآخرين، علمًا بأن قابلية الأفراد لتعلم هذه المهارة غير ثابتة وتختلف باختلاف وعي الفرد ومدى قُدرته على احترام نفسه واحترام الآخرين.
تتعدد أنواع الصمت وأغراضه إلا أنها تتفق جميعها في كونها مُفيدة، فأيًا كان غرضك من الصمت فأنت بذلك تُقلل من نسبة وقوعك في الخطأ ومن خلال الأساليب التالية يُمكنك اكتساب هذا الفن أو تعزيز هذه القدرة عندك.
1- التدرب الذاتي
التدرب على الصمت يتم من خلال كبح الرغبة في التحدث أثناء المُناقشة خاصةً تلك التي تُحب فيها أن تفرض رأيك، حاول مرارًا وتكرارًا أن تُدرب نفسك على السكوت وقتما ترغب في التحدث، قد يكون الأمر صعبًا أو غريبًا في بداية الأمر إلا أن نتائجه ستكون مُبهرة وسريعة عليك وربما تجد النتائج أمامك بمجرد الصمت في أحد المواقف التي ترغب فيها بالتحدث.
2- الاستماع كثيرًا
قد تظن أن كلام أحدهم لا يُفيد وأنه مضيعة للوقت لكن مع ذلك يجب إعطاء الجميع الفرصة في التحدث كما تُعطي أنت لنفسك نفس الفرصة في التحدث، مُشكلة كثير الحديث أنه دائمًا ينظر من جهته هو فقط، لا ينظر من الجهات الأخرى ولا يضع نفسه مكان أحد هو فقط ينظر إلى فكرته ويختبئ ورائها ويحتمي بها ويعتبر كل ما هو مُخالف لها هجوم عليه هو بشكل شخصي.
3- لا تستخدم الكلمات الاستفزازية
دائمًا اجعل حديثك مُوجهًا إلى الموضوع نفسه ولا تتطرق إلى الأشخاص ولا تحكم عليهم بكل تأكيد، إذا أردت أن تتحدث يجب أن يكون كلامك عقلاني ومبني على أساس منطقي ويُناقش الموضوع لا الإنسان.
أما التحدث بالكلمات الاستفزازية يزيد من التوتر في المُحادثات والمنازعات وهو من الأساليب الصبيانية التي لن يصل بها صاحبها إلى أي نتيجة إيجابية بل بالعكس سينقلب هذا الأسلوب ضده في حالة استطاع الخصم الرد بشكل عقلاني وإثبات مُحاولتك لإهانته وسيُسبب لك ذلك الكثير من الإحراج.
4- حافظ على ابتسامتك
قد تكون ابتسامة منك قاتلة للشخص الذي تُريد قهره أو الانتصار عليه، فالابتسامة تعكس مدى تحليك بالقوة والثقة، كما أنها تُبرز سطحية وضحالة الطرح الذي يتناوله الشخص الآخر.
لا يجب أن تكون ابتسامتك استفزازية، لكن استعملها بالقدر المُناسب وفي المواقف المُناسبة كظهور خلل في حديث الشخص الآخر أو عدم تقبله لفكرة مُسلم بها، ستجعل منك هذه الابتسامة مُنتصرًا عليه أمام الآخرين وسَتُزيد من ثقتك بنفسك أمامه.
اقرأ أيضًا: دعاء النصر على الحساد والأعداء والكارهين والحاقدين ودفع أذاهم
فوائد الصمت في المواقف الاجتماعية
للصمت العديد من الفوائد التي يغفلها الناس أثناء حديثهم، فهم يعتقدون أن في الحديث كل الفائدة وتُجبرهم شهوة الكلام على الاستمرار في الحديث والندم بعد ذلك، إليكم أهم الفوائد الناتجة عن الصمت.
1- ترتيب الأفكار
تمنعك كثرة الحديث من ترتيب أفكارك بالشكل المطلوب، فقد تفوتك الكثير من الحقائق التي لا تكون واضحة بنسبة مائة بالمائة أثناء التحدث، فالمُتحدث بشكل مُستمر هو مُندفع والاندفاع يُشتت العقل ولا يجعله في الوضع المُناسب لاستقبال الأفكار والتركيز فيها بالشكل المطلوب.
2- تخفيف التوتر
عندما تحتدم المُحادثات وتظل نبرة الصوت في ارتفاع تزداد حالة التوتر وعدم وجود الثبات الانفعالي، في أي حال لن تستطيع الفوز بأي شيء وأنت في هذه الحالة من التوتر سواء على المستوى الشخصي أو أثناء حديثك مع أحد الأشخاص.
3- تقوية التركيز
أثبتت الدراسات أن الهدوء والصمت يُساعدان الإنسان على التركيز في مهامه اليومية بشكل أكبر وبفارق كبير عن حالة الضوضاء الداخلية والخارجية التي يعيش فيها الشخص كثير الكلام.
التحدث لا يقتصر على الصوت الصادر منك فقط بل هُناك الكثير من الإجهاد الذي يُصيب العقل أيضًا أثناء عملية التحدث خاصةً إذا كان الحديث في نقاش مُحتدم، لذلك فإن بعض من الصمت سيُساعدك في إنجاز المهام بشكل أفضل وسيُساعدك أيضًا على التركيز في الأمور الهامة في يومك.
الصمت لُغة العُظماء، لا يُتقنه إلا الواثق من قدراته والمُتحكم في أعصابه وانفعالاته، فإذا عودت نفسك على استخدام عدد كلمات أقل في يومك ستجد أن ذلك له مردود إيجابي مُميز، وبالنسبة للأعداء هو أسلوب مُناسب لقهرهم بلا شك وهو من أنجح أساليب الانتصار في النقاشات المُختلفة.