تحضير درس المجاز اللغوي

تحضير درس المجاز اللغوي بطريقة بسيطة لطلبة الصف الثانوي، ينقسم المجاز إلى نوعين أساسيين وهما المجاز اللغوي والمجاز العقلي، والمجاز هو أن تستعمل كلمة تدل على غير معناها الأصلي.

سوف نتعرف من خلال موقع الملك ما هو المجاز اللغوي بالتفصيل ونقوم بتحضير درس المجاز اللغوي حتى يتمكن الطلاب من فهمه بصورة مبسطة.

تحضير درس المجاز اللغوي

من دروس البلاغة في اللغة العربية الفصيحة درس المجاز اللغوي وهو كلمة تعبر عن معنًا يختلف عن معناها الأصلي، وينقسم المجاز إلى قسمين المجاز اللغوي، ويتفرع منه الاستعارة والمجاز المرسل، والمجاز العقلي هو علاقة استعمال وإسناد صيغة بدلًا من صيغة أخرى مثل قولك بنى الإسكندر الأكبر مدينة الإسكندرية، المقصود هنا أنه أمر ببنائها.

في المجاز تكون العلاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي إما مشابهة أو غير مشابهة، في حال كون العلاقة مشابهة تكون استعارة وإن لم يكن بها مشابهة وكانت جزئية أو سببية أو مسببية أو حالية أو محلية، أو اعتبار ما كان واعتبار ما سيكون فتكون مجازًا مرسلًا.

سوف نعرض لكم في الأسطر القادمة تحضير درس المجاز اللغوي للصف الأول الثانوي ص 36.

تعريف المجاز اللغوي

المجاز اللغوي هو لفظ استعمل في غير معناه الحقيقي أو الأصلي أي في غير ما صنع له، وأضيفت له قرينة منعته من إدارة معناه الأصلي، وسوف نعرض لكم بعض الاستشهادات من أبيات الشعر حتى نستطيع أن نفهم بشكل أفضل، وذلك استكمالًا لموضوعنا تحضير درس المجاز اللغوي.

لنتأمل في الأبيات التالية حتى نتمكن من فهم المجاز اللغوي بشكل صحيح، قال رزق الله بن عبد الوهاب.

قامت تظللني من الشمس* * * نفس أحب إليَّ من نفسي

قامت تظللني ومن عجب* * * شمس تظللني من الشمس

ستجد في الأبيات أن كلمة الشمس ذكرت في موضعين ويختلف معناها في كل موضع عن غيره، استعمل الشاعر كلمة الشمس في البيت الأخير بمعنى مختلف فقد قال شمس تظللني والمعروف أن الشمس نجم يحرق ولا يظل.

سنجده يكمل البيت فيقول شمس تظللني من الشمس فالشمس في آخر البيت قصد بها الشمس الحقيقة وهي النجم في السماء الذي يحرق ويصدر الحرارة، هناك علاقة بين المعنى الأصلي للشمس والمعنى المجازي لها وهي علاقة المشابهة.

لنفهم البيت نقول إن الشاعر قام باستعمال الشمس في الموضع الأول بالمعنى المجازي فهو معنً غير حقيقي حيث شبهها بفتاة جميلة ذات وجه مشرق التي تظله من الشمس الحقيقية.

ومثال آخر في قول الشاعر:

تعرض لي السحاب وقد قفلنا * * * فقلت إليك إن معيَ السحابا

قفلنا: عدنا ورجعنا

إليك: ابتعد

ذكرت في الأبيات كلمة السحاب ودلت على معنيين، المعنى الأصلي لها والمعنى المجازي، فنجد في الشطر الأول ذكر السحاب وقصد به معناه الأصلي وهو الغيوم، أما في الشطر الثاني فكلمة السحاب قصد بها الرجل الكريم.

خلاصة القول إن المجاز اللغوي هو لفظ يستعمل في غير موضعه ليدل على معنى آخر، ولكن شرط أن يرتبط به ما يمنعه من معناه الحقيقي مثل قول الله -جل وعلا- (قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا) فلا يقصد من كلمة اشتعل وهو الحريق الذي ينشب بسبب اشتعال النيران، ولكن قصد بها شدة الانتشار لكبر السن.

ملاحظات على المجاز اللغوي

سنعرض لكم في إطار موضوع مقالتنا تحضير درس المجاز اللغوي بعض الملاحظات الهامة الخاصة بدرس المجاز اللغوي.

  1. العلاقة بين المعنى المجازي والمعنى الحقيقي يمكن أن تكون علاقة مشابهة ويمكن أن تكون غير مشابهة.
  2. القرينة التي يربط بها المعنى المجازي قد تكون لفظية ذكرت في السياق مثل (شمس تظللني من الشمس) وقد تكون معنوية وتفهم من سياق الكلام مثل (قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا).
  3. إذا كانت العلاقة بين المعنى المذكور في النص والمعنى الذي حذف هي المشابهة فهذه تعد استعارة.
  4. إن لم تكن العلاقة بين المعنى المحذوف والمعنى المذكور هي المشابهة فهذه تعد مجازًا مرسلًا أو مجازًا عقليًا.
  5. المجاز المرسل يحمل ثمان علاقات لا تحتوي على المشابهة.

إذًا فالمجاز اللغوي هو لفظ يستخدم في غير معناه الأصلي، ففي أغلب الأوقات في حديثنا مع الناس نستخدم ألفاظًا في غير معناها الأصلي مثل قول أحدهم: رأيت أسدًا يكر على الأعداء بسيفه، فهنا وقع مجازًا لغويًا لأن الأسد لا يستطيع أن يحمل السيف، ولكن قصد به الشخص الشجاع القوي.

ذكر في المثال قرينة تمنع تحقيق المعنى الأصلي بين المشبه والمشبه به وهو السيف لأن الأسود لا تحمل سيوفًا، يمكننا بهذا أن نقوم بتقسيم المجاز إلى علاقة مشابهة وعلاقة غير مشابهة وتقسم المشابهة إلى عدة أقسام سنعرضها لكم فيما يلي ضمن موضوع مقالتنا تحضير درس المجاز اللغوي.

أولًا: العلاقة المشابهة

تنقسم العلاقة المشابهة إلى عدة أقسام منها الاستعارة المكنية والاستعارة التصريحية والاستعارة التمثيلية، وسوف نعرض لكم تلك الأقسام بالتفصيل في الفقرات الآتية.

1- الاستعارة المكنية

تتكون الاستعارة المكنية عن طريق حذف المشبه به والتصريح بالمشبه، وسنعرض لكم بعض الأمثلة فيما يلي في إطار موضوع تحضير درس المجاز اللغوي.

  • قال الله -تعالى- (يُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) (الروم: 50) فالمشبه هنا كلمة (الأرض)، والمشبه به محذوف (تقديره الإنسان أو الكائن)، والقرينة التي دلت عليه هي كلمة (موتها).
  • قول المتنبي (هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها) وظف في البيت استعارة مكنية، فقد تم تشبيه قلعة الحدث ذات اللون الأحمر بإنسان لا يستطيع أن يحدد لونه، وقام بحذف المشبه به، والمشبه به هنا هو الإنسان وصرح بالمشبه وهو قلعة الحمراء.
  • قال الشاعر أبو القاسم الشابي (ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ) حيث قام بتشبيه الشوق بأنه شخص له القدرة على العناق، وقال بأن الشخص الذي لا يعانق مثله مثل الماء الذي يختفي ويتبخر في النهاية ونوع الصورة البيانية استعارة مكنية حيث قام بحذف المشبه به وصرح بالمشبه.
  • قول الشاعر أبو القاسم الشابي (كذلكَ قالت لي الكائناتُ) استعارة مكنية، فقد قام الشاعر بتشبيه الكائنات بأنها شخص له روح ويتكلم وقام بالتصريح بالمشبه وهي الكائنات وحذف المشبه به وهو الإنسان.

2- الاستعارة التصريحية

الاستعارة التصريحية تشبه الاستعارة المكنية، ولكن عكسها عن طريق حذف المشبه والتصريح بالمشبه به وسوف نعرض لكم بعض الأمثلة فيما يلي في إطار موضوع مقالتنا تحضير درس المجاز اللغوي.

  • قولنا ضحك الصباح، فالمشبه هنا محذوف ويقدر (بالإنسان) والمشبه به موجود وصرح به في كلمة (الصباح)، والقرينة التي دلت عليه هي كلمة (ضحك).
  • قال الشاعر أبو القاسم الشابي (يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ) في هذا البيت قام بتشبيه الشخص الذي يقبل بالعيش في ذل وهوان، بأنه إنسان يحيا بين الحفر، وهذه استعارة تصريحية حيث قام بحذف المشبه وهي الحياة بالذل والمهانة وصرح بالمشبه به في كلمة بين الحفر.

3- الاستعارة التمثيلية

تكون عن طريق تشبيه صورة كاملة أو موقف كامل بموقف آخر أو بصورة أخرى، وسنتعرف على بعض الأمثلة فيما يلي.

قولنا مثلاً رياضٌ يحيط به ياسمينٌ، وملكٌ تحُفُّ جوانبه جنودٌ وأخذت في هذا الموضع كلمة الياسمين الصورة التي أخذتها كلمة الجنود

ومن ملك البلاد بغير حرب … يهون عليه تسليم البلاد

يقال البيت للشخص الذي يضيع ما ورثه من أبويه أو يبعثره

المعنى الأصلي للبيت أن من يصبح ملكًا لبلد بغير تعب أو قتال فيصبح تسلميها للأعداء سهلًا ويفرط فيها ويضيعها. ولم يقصد الشاعر في البيت المعنى الحقيقي له، وإنما استعمله مجازيًا ليصف الفتى الوارث من والديه الذي يبعثر فيما ورثه، لعلاقة وقعت مشابهة بينهما ولقرينة تمنع من إرادة المعنى الحقيقي.

ثانيًا: العلاقة غير المشابهة

العلاقة غير المشابهة هي المجاز المرسل وينقسم إلى ثمان أقسام، وفي إطار موضوع مقالتنا تحضير درس المجاز اللغوي، سنتعرف بالتفصيل عن أنواع وأقسام المجاز المرسل.

1- مجاز مرسل، علاقته السببية

الذي يذكر فيه السبب ويحذف منه المسبب وسوف نوضح لكم من خلال بعض الأمثلة.

  • مثلًا حينما نقول السيفُ أنطقَ الحقَّ.
  • قول الشاعر ابن الرومي:

كم من يدٍ بيضاءَ قد أسديتها * * * تَثني إليكَ عِنانَ كلّ وداد

وقع المجاز في لفظ (يد) فقد ذكر السبب وهو (يد) وأراد بها (الفضل) وهو المسبب.

  • قال الله -تعالى- في سورة البقرة الآية رقم185: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) حدث المجاز المرسل في كلمة (الشهر) فقد ذكر السبب وهو (لشهر) وأريد به المسبب وهو رؤية الهلال

2- مجاز مُرسل، علاقته المسببية

هو مجاز يذكر فيه المسبب ويحذف منه السبب، وسنوضح لكم من خلال الأمثلة الآتية

إذا قلنا رعت الماشيةُ الغيثَ، المسبب في العبارة هي كلمة (الغيث) والسبب محذوف وتقديره كلمة (العشب).

يقول الله –سبحانه وتعالى- (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقًا)، حدث المجاز في كلمة (رزقًا) فالسّماء لا ينزل منها الرزق، بل ينزل المطر الذي يأتي بالرزق، فقد ذُكر المُسبَّب وهو كلمة (الرزق) وأريد به السبب وهو كلمة (المطر).

قال الله -تعالى- (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ) (غافر: 13) المجاز واقع في كلمة (مغفرة) فقد وجد المسبب في كلمة (مغفرة) وأريد بها السبب وهي كلمة (التوبة) لأنها التي تسبّب المغفرة.

يقول المولى –عز وجل- (وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ) (غافر: 41) وقع المجاز في كلمة (النار) فيعد المُسبَّب هي كلمة (النار) وأريد السبب وهو (الكفر) هو الذي يؤدي إلى دخول (النار).

3- مجاز مرسل، علاقته الكُليّة

ما ذُكر فيه الكل وقُصِدَ منه الجُزءُ، حتى نتمكن من فهمه بشكل أفضل سنتعرف على بعض الأمثلة فيما يلي ضمن موضوع مقالتنا تحضير درس المجاز اللغوي

  • إذا قلنا شربتُ ماءَ النّيلِ، فهنا ذُكِرَ كل الماء وهو (ماء النيل) وقُصِدَ الجزءُ منه وهو (بعض الماء).
  • يقول الله -تعالى (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا) (نوح:7) حدث المجاز المرسل الكلي في كلمة (أصابعهم) فقد ذكر الكل في كلمة (الأصابع) وأراد الجزء أو بعضًا من الشيء وهو (رؤوس الأصابع أو أطراف الأصابع)
  • قال الله -تعالى- (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل: 98) المجاز واقع في كلمة (القرآن) فقد ذكر الكلّ وهو (القرآن) وأراد بعضه وهو (شيء من القرآن سواء كانت آيات أو سور)
  • إذا قلنا عاش ابن خلدون في مصر؛ جاء المجاز المرسل في كلمة (مصر) فقد ذكر الكلّ (مصر) وأراد مكانًا معينًا في مصر أو منطقة سكنية.

4- مجاز مرسل، علاقته الجزئية

ما ذُكرَ فيه الجُزءُ وقُصِدَ الكُلُّ أو يذكر جزء من شيء ويراد به الشيء كله وسوف نفهم من خلال الأمثلة التالية.

  • إذا قلنا: قَلَّمتُ ظفرَ العدُوِّ، فهنا ذُكِرَ الجُزءُ (الظفر) والمراد هو الكل (العدوُّ بكامله أو جسده)، و(قَلَّمتُ تعني أدبتُ).
  • قال الله -تعالى– (وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ) (النساء: 92) فالمجاز واقعٌ في كلمة (رقبة) فالمُراد من الآية تحرير العبد، والرقبة جزءٌ من الإنسان أو العبد، فقد ذُكر في الآية الجزء في كلمة (الرقبة) وأريد به الكل وهو (الإنسان).
  • قال الشاعر: كمْ بعثْنا الجيشَ جرَّا * * * رًا وأرسلنا العيونا

المجاز المرسل وقع في كلمة (العيونا) فقد ذكر (العيونا) وهي جزء من كل وأراد بها الكلّ وهم (الجواسيس).

  • يقول الشاعر أبو الفتح البستي في النونية

أحسن إلى الناسِ تستعبدْ قلوبَهمُ * * * إذْ طالما استعبدَ الإحسانُ إنسانا

وقع المجاز المرسل في كلمة (قلوبهم) قام بذكر الجزء في كلمة (قلوبهم) وأراد به الكل وهو (الإنسان)

  • قالت الشاعرة الخنساء في رثاء أخيها صخر

وكنت إذا كفٍّ أتتك عديمةً * * * ترجو نوالًا من سحابِك بُلَّتِ

أتى المجاز المرسل في كلمة (كف) فقد ذكر الجزء وهو (كف) وأراد الكلّ وهو (إنسان محتاج).

5- مجاز مرسل، علاقته اعتبار ما كان

ما قُصِدَ به الأصل أو ذكر اسم الشيء ما كان عليه في الزمن الماضي لذلك تسمى أيضًا العلاقة الماضوية، وسوف نوضحها لكم في الأمثلة التالية في إطار موضوع مقالتنا تحضير درس المجاز اللغوي.

  • إذا قلنا أيها الطِّينُ لا تتكبر، فهنا ذُكِرَ أصلُ الإنسانِ أي الطِّينُ.
  • قال الله -تعالى- (إنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ) (طه: 74)، أتى المجاز المرسل في كلمة (مجرمًا) ومن البديهي لدى الناس أن هذا الإجرام كان في حياته الدنيا، فالفساد والصلاح والكفر والسعي والعمل والإيمان بالله تعالى إنما يكون في الدنيا لأنها دار العمل حتى تكون ثمارًا لنا في الآخرة.

أمّا الآخرة فهي دار الثّواب والعقاب فلا عمل فيها، لذلك فقد ذكر (مجرمًا) باعتبار ما كان عليه في الماضي حسب الأعمال التي كان يعملها في الدنيا.

  • عند قول شربتُ البُنَّ: جاء المجاز المرسل في كلمة (البن) والمعنى المقصود من البن هو (القهوة) ولكنها ذكرتْ باسم ما كانت عليه في الماضي قبل عملها وهو (البن).
  • عندما نقول من الناس من يأكل القمح ومنهم من يأكل الذرة والشعير: أتى المجاز في كلمة (القمح والذرة والشّعير) وكان المقصود منه (الطعام الذي يصنع من هذه الحبوب) ولكن تم ذكرها بالاسم الذي كانت عليه في الزمن الماضي وهو (القمح والذرة والشعير)
  • إذا قالت الأم لطفلها: تخرّج طفلي في جامعته وأصبح طبيبًا: أتى المجاز المرسل في كلمة (طفلي) وقصد به (الابن الشّاب الكبير) وذكر بما كان عليه في الماضي أو ما كانت تراه أمه قديمًا وهو (الطفل).

6- مجاز مرسل، علاقته اعتبار ما سيكون

أي ما لم يكن أصلهُ ما ذُكر في الكلام أو بذكر الشيء بما سيتحول إليه في المستقبل وقد سماه علماء اللغة بالعلاقة المستقبلية، وحتى نفهم أكثر سنعرض لكم بعض الأمثلة في إطار موضوع مقالتنا تحضير درس المجاز اللغوي.

  • إذا قلنا كم ولدت الأُمهاتُ أبطالاً!، لقد ذكر هنا في الجملة ما سيكون عليه الطفل في المستقبل لأن الطفل أو المولود لا يولد بطلاً بل سيصبح بطلاً.
  • قال الله -تعالى- (وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا) (نوح:27) أتى المجاز المرسل في كلمة (فاجرًا) وكلمة (كفارًا) من الأمور المعروفة عند الناس أن الطفل حينما يولد يكون على الفطرة السليمة والصحيحة فلا يكون كافرًا ولا فجارًا.

لكن بعد ذلك يؤثّر به المجتمع الذي يحيط به ويغير طباعه وخلقه فيحوله من مسلم إلى كافر بسبب تطوره سواء مع أصدقاءه أو أهله، وبسبب ذلك ذُكر لفظا (فاجرًا) و(كفارًا) على اعتبار ما سيكون هذا الطفل في المستقبل وذلك بسبب اتّباعه لأهله.

  • قال المولى جل وعلا في سورة يوسف الآية 36 (إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا) حدث المجاز المرسل في كلمة (خمرًا) وقصد بالخمر هو (العنب) ولكنه ذكر ما سيكون عليه أو ما سيصبح في المستقبل وهو (لخمر).
  • قال الله –سبحانه وتعالى- (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ) وقع المجاز المرسل في كلمة (حليم) لأن الطفل لا يولد حليمًا أو سيء الطبع، ولكن اعتبار بما سيكون أو سيصبح عليه في المستقبل وهو أن يكون (حليم).
  • قال المولى عز وجل (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى) أتى المجاز المرسل في كلمة (القتلى) فذكر الله بما سيكون على القاتل في المستقبل وهو القتل.

7- مجاز مرسل، علاقته محليَّة

ما ذُكر فيه المَحلُّ وقُصِدَ به ما يُحّلُّ به أو ما يذكر به محل الشيء أو مكانه ويراد به الحال أي الذي يعيش في المكان، وحتى نفهم ذلك بشكل أكبر سنعرض لكم بعض الأمثلة، في إطار موضوعنا تحضير درس المجاز اللغوي.

إذا قلنا ركبتُ البَحرَ، فهنا ذُكر المحلُّ أو المكان وهو (البحرُ) لكن المقُصِدَ به ما يكون في البحر وهي (السفينة).

قول الشاعر:

بلادي وإنْ جارتْ عليَّ عزيزةٌ * * * وأهلي وإنْ ضنّوا عليَّ كرامُ

أتى المجاز المرسل في كلمة (بلادي) حيث ادّعى الشّاعر أنّ البلاد تظلمه، ولكن المعروف أن البلد لا تظلم أحدًا ولا تجور عليه، ولكن الأشخاص الذين يعيشون فيها وهم أهلها، وعلى ذلك فقد ذكر المحل وهو (بلادي) ولكن قصده بها هو (أهل البلاد).

قال الشاعر مهلهل بن ربيعة:

نُبّئْتُ أنّ النارَ بعدكَ أوقدتْ * * * واستبّ بعدّكَ يا كُليبُ المجلس

وقع المجاز المرسل في كلمة (المجلس) ذكر المحلُّ في كلمة (المجلس) وأراد الشاعر الحالُّ فيها وكان مقصده هو (جلساء هذا المجلس).

قال الله -تعالى- (يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ) (آل عمران: 167) أتى المجاز في كلمة (أفواههم) ذكر المحلُّ في لفظ (الأفواه) وأريد الحالُّ فيه وهو “اللسان الذي يتكلّم بواسطته الإنسان”

قال الشاعر:

ألمّا على معنٍ وقولا لقبره * * * سقتْكَ الغوادي مربَعًا بعد مربعِ

ورد المجاز المرسل في كلمة (قبره) فقد ذكر المحلُّ (القبر) وكان المقصد بها هو (المتوفى معن).

8- مجاز مرسل، علاقته الحالية

ما ذُكرَ فيه الحالُ وأقُصِدَ به المحلُّ، ومعناه أن يذكر الحال وهو الذي يعيش في المكان وقصد به المحل وهو المكان بذاته وسوف نوضح لكم أكثر من خلال الأمثلة الآتية.

قال الله -تعالى- (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) (المطففين: 22)، فهنا ذُكرَت في الآية الحالُ وهو(النعيم)، ولكن قصد به المحلُّ وهي (الجنة).

يقول المولى عز وجل (وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (آل عمران: 107) أتى المجاز المرسل في كلمة (رحمة) لأن الرحمة تعد حالٌّ في الجنّة يعيش فيها الإنسان، ولكن قصد في الآية محل الرحمة وهي (الجنّة).

قال الشاعر الحسين بن مطير:

ألمّا على معنٍ وقولا لقبره * * * سقتْكَ الغوادي مربَعًا بعد مربعِ

جاء المجاز المرسل في كلمة (معن) فقد ذُكر حالُّ المكان في كلمة (معن) ولكن أراد الشاعر مقصد آخر وهو المحل (القبر).

قال الشاعر المتنبي:

إني نزلتُ بكذّابين ضيفُهُمُ * * * عن القِرى وعن التّرحال محدودُ

جاء المجاز المرسل في كلمة (كذّابين) فقد ذُكر الحالُّ في المكان (كذابين) ولكن كان المقصد هو (وهو ديارهم).

9- مجاز مرسل، علاقته الآليَّة

لا يعدها بعض العلماء علاقة من علاقات المجاز المرسل ما ذُكرت فيه آلةٌ وقُصِدَ جهاز أو أداة، أو أن تذكر الآلة والمقصد فيما ينتج عنها وسوف نعرض لكم بعض الأمثلة فيما يلي، في إطار موضوع تحضير درس المجاز اللغوي.

  • إذا قلنا لا تكُن عيناً على جارِكَ، كانت الآلة واضحة في العبارة وهي (العين) ولكن قصد بها جهاز التجسس.
  • قال الله -تعالى- في سورة الشعراء الآية رقم 83 (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ) وقال أيضًا في سورة مريم الآية رقم 97 (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِك) لم يقصد باللسان معناه الحقيقي في الجسد، ولكن المقصد به هو الذِّكر الصَّادق، والثَّناء العاطر.

تدريبات على درس المجاز اللغوي

حتى نحقق أكبر استفادة من موضوعنا جمعنا لكم بعض الأسئلة المهمة التي ستساعدك على فهم المجاز اللغوي بشكل أكبر ما عليك سوى دراسته والقيام بحلها حتى تكون المعلومة واضحة، وسوف نعرض لكم ضمن موضوع مقالتنا تحضير درس المجاز اللغوي، بعض الأسئلة على المجاز اللغوي لحلها ما عليك سوى تعيين المجاز اللغوي فيما يلي.

  1. فليت طالعة الشمسين غائبة…وليت غائبة الشمسين لم تغب.
  2. بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة…وأهلي وإن ظنُّوا عليَّ كرام.
  3. واستقبلت قمر السماء بوجهها…فأرتني القمرين في وقت معا.
  4. فإن أمرض فما مرض اصطباري…وإن أحمم فما حمَّ اعتزامي.
  5. هزبر مشى يبغي هزبرا وأغلب…من القوم يغشى باسل الوجه أغلبا.

يتفرع من اللغة العربية العديد من العلوم الكثيرة الممتعة منها علم البلاغة والفصاحة، ومن دروس هذا العلم هو درس المجاز اللغوي، يعد من الدروس المهمة التي أفادتنا في فهم معاني القرآن والشعر قديمًا.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا