تعبير عن التسامح مقدمة عرض خاتمة

تعبير عن التسامح يشمل كل المعلومات التي تخص التسامح، ويظهر تأثير هذه الصفة على الشخص والمجتمع، فالتسامح هو الصفة التي يجب أن ينشأ عليها الأطفال مُنذ الصغر، وهي من الصفات التي حثنا عليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، لذا ومن خلال موقع الملك نقدم لكم موضوع عن التسامح من خلال الفقرات التالية.

تعبير عن التسامح مقدمة عرض خاتمة

التسامح من المشاعر النبيلة لدى الإنسان، ويجب على المؤمن أن يتحلى بهذه الصفة بجانب العديد من الصفات الأخرى من أجل السمو والرفعة في الأرض والرفعة في الدرجات يوم القيامة، وهو من السمات البشرية التي تساهم في علو المجتمع ورفعته.

العناصر

  1. مقدمة موضوع التسامح.
  2. ما هو التسامح؟
  3. مبادئ التسامح.
  4. أنواع خلق التسامح.
  5. كيفية تعزيز التسامح في نفوس الأطفال.
  6. أثر التسامح على الأسرة والمجتمع
  7. خلق التسامح في الإسلام
  8. خاتمة تعبير عن التسامح.

مقدمة موضوع عن التسامح

التسامح من أرقى المشاعر الإنسانية التي يمكن للشخص التحلي بها وهو من الصفات التي يصعب الوصول إليها، وهو من المبادئ الإسلامية التي يجب أن يتحلى بها المؤمن على مدار حياته اقتداءً بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والصحابة وامتثالًا لأمر الله عز وجل.

هناك عبارة مقتبسة من كلام الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله عن التسامح تقول: “إنَّ الذات السلبية في الإنسان هي التي تغضب، وتأخذ بالثأر وتُعاقب، بينما الطبيعة الحقيقية للإنسان هي النقاء وسماحة النفس، والصفاء والتسامح مع الآخرين”، لذا فالتسامح هو دليل ملموس لصفاء النفس ونقائها.

ما هو التسامح؟

يمكن تلخيص مفهوم التسامح في عبارة العفو عند الاستطاعة فالتسامح هو العفو عن الأذى وعدم الاهتمام بصغائر أو كبار الأمور المؤذية بالرغم من القدرة على الانتقام ورد الإساءة بالإساءة، ومن ضمن التسامح أيضًا احترام وتقبل الآخرين وصفاتهم وثقافتهم.

يشجع التسامح على محو ذكريات الماضي المؤلمة والتعامل مع الأشخاص باحترام دائم، ومحاولة نسيان الأفعال المسيئة والتفكير بإيجابية، هذا بالإضافة إلى الامتناع عن إصدار الأحكام والتماس الأعذار وحسن الظن بالآخرين وهذا لما ورد في الحديث الشريف: (إيَّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَديثِ، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللَّهِ إخْوانًا).

إذًا فالتسامح هو مشاعر تسمح بظهور أخلاق حسنة أخرى من رحمة وعظم والتماس الأعذار وغيرها من الأخلاق التي تساهم في رفعة الإنسان والمجتمع.

مبادئ التسامح

يقوم مبدأ التسامح على عدة عوامل متنوعة لكي لا تتأثر نفسية الفرد بشكل سلبي، ولكي يتمكن جميع أفراد المجتمع من تقبل الأفكار المختلفة والأشكال والهيئات المتنوعة دون تعصب أو عنصرية ومن أهم مبادئ التسامح التي سنعرضها من خلال موضوع التسامح ما يلي:

  • في البداية يجب التحلي بالعقلانية، فمن الوارد عدم تقبل الآخرين لسبب عقلك يقتنع بها، ولكن يجب التعامل مع هذا الأمر بطرق عقلانية دون تحيز أو عنصرية.
  • من أهم مبادئ التعبير عن التسامح هو الوصول إلى هذه المشاعر باقتناع تام، فهناك الكثير من الأشياء التي تدفع الفرد للتسامح دون اقتناع منها: أن يكون الشخص الآخر في موقع قوة، التسامح من أجل أن يقال بأنك شخص متسامح، أو حتى التسامح خوفًا من المشاكل.

التسامح لكل هذه الأسباب لا يعد تسامحًا حقيقًا، فالتعبير عن التسامح هو من الأمور التي يجب أن تكون باقتناع تام من النفس البشرية دون انتظار رأي من الآخرين ودون انتظار مقابل لهذا التسامح.

  • آخر مبادئ التسامح تتمثل في رؤية الآخرين بشكل موضوعي دون إطلاق للأحكام أو التحيز لطرف ما، ومن ضمن الرؤية الموضوعية للأمر هي احترام الأفكار المختلفة في شتى المواضيع دون إصدار أي أحكام.

أنواع خلق التسامح

من خلال البحث عن مواضيع المتنوعة عن التسامح نجد أنه يوجد أنواع وأشكال تختلف وتختلف مبادئها من طبيعة لأخرى ومن موقف لآخر، ومن أنواع التسامح المختلفة نذكر ما يلي:

1- التسامح الثقافي والفكري

لا يعني التسامح الثقافي البدء في تقبل الثقافات المختلفة عن المجتمع ونشرها، بل يعني الإيمان والاعتراف بوجود ثقافات متنوعة من حضارات وأزمان مختلفة، ومن المهم القول بأن التسامح لا يعني قبول الاضمحلال أو الفقر والضعف.

لا يعني التسامح أيضًا تقبل الظلم وعدم التعبير عن الحقوق والواجبات والأفكار، أما عن التسامح الفكري فهو يعني تقبل أساليب الحوار والأفكار المتنوعة للآخرين والالتزام بآداب الحوار.

2- التسامح الديني

من الطبيعي ألا يعتنق شخص ما أي دين إلا وهو على يقين تام بمبادئه وأفكاره المتنوعة، ولكن لا يجب أن يفرض أي شخص هذا الدين على الآخرين أو إجباره على تقبله دون رغبة، وهنا يأتي دور التسامح في وهو تقبل وجود ديانات مختلفة لدى الآخرين مع الإيمان والتمسك بالدين الخاص به.

فلا يعني اعتناق دين معين أن تبدأ بكراهية أصحاب الديانات الأخرى والنظر إليهم بطريقة دونية وعنصرية، ومن المهم التفرقة بين كون اليهودية والمسيحية والإسلام هم عقائد دينية بينما الصهيونية والصليبية والداعشية هي توجهات إرهابية، فليس كل يهودي صهيوني وليس كل مسيحي صليبي ولا كل مسلم داعشي.

3- التسامح السياسي

التسامح السياسي هو تقبل الأفكار والتعبيرات السياسية المتنوعة واحترامها، دون إطلاق الأحكام على الشخص الذي تختلف معه في الفكر وإطلاق الألقاب عليه، كما على السياسيين الابتعاد التام عن حملات التشويه التي لا تنتمي إلى أي معنى من معاني التسامح.

4- التسامح الاجتماعي والعرقي

التسامح الاجتماعي هو ما تحتاج إليه الكثير من المجتمعات في الوقت الحالي، فمن الضروري الإقرار بوجود اختلافات مجتمعية بين طبقات المجتمع، ويجب أن تتقبل كل طبقة سواء غنية أو فقيرة ومتوسطة الطبقات الأخرى، وعدم التعامل بتعالي أو تقبل إهانة.

أما عن التسامح العرقي فيقصد به تقبل الجميع بكل الاختلافات بينهم سواء اختلافات عرقية في اللون والهيئة واللغة ولون البشرة وغيرها.

كيفية تعزيز التسامح في نفوس الأطفال

سواء كنت أمًا أو أبًا، أو فردًا من الأسرة أو مدرسًا أو حتى مجرد جار لطفل، فإن تعليم التسامح أمر يمكننا جميعًا تحمل مسؤوليته، من أجل أن ننعم بمجتمع يحمل الكثير من التفهم والاستقرار، علينا أن نبدأ بغرس الصفات الحسنة في الإنسان منذ نعومة أظافره خلال مرحلة الطفولة.

فالأطفال هم الأكثر تأثرًا بما حولهم ومن السهل القيام بغرس التسامح بهم في حين أنهم لا يزالون يشكلون تصوراتهم حول العالم، ومن المهم القيام بهذا عن طريق توفير نماذج إيجابية وتأثيرات جيدة بحياتهم.

لا يجب فقط تعزيز روح التسامح داخل الطفل عن طريق الإشارة إلى الاختلافات الدينية والعرقية، بل إن تعزيز التسامح ينطبق على الجنس والإعاقات الجسدية والذهنية والحجم والشكل وكل شيء بينهما، وهذا من خلال:

  • تعزيز الانفتاح والاحترام من خلال إظهار التعاطف والرحمة من خلال أقوالك وأفعالك.
  • بجانب عدم السماح لطفلك بالتنمر على شخص آخر أو مضايقته، ومراقبة ما تقوليه أمامه بنفسك، فعندما تعامل الآخرين باحترام ورعاية سينشأ طفلك على هذه الصفات.
  • راقب تعليقاتك حول نفسك كذلك، حتى التعليقات حول جسدك مثل: (أشعر بالسمنة، شعري يبدو قبيح جدًا) يمكن أن تقود الطفل إلى إصدار أحكام حول الأشخاص في العالم من حوله.
  • محاولة تعزيز الثقة بالنفس، فمن المرجح أن يتبنى الطفل الواثق من نفسه الاختلافات ويرى قيمتها في الآخرين.
  • الحرص على تعليم الطفل احترام التقاليد والتعرف على تقاليد الآخرين.
  • إن السماح لأطفالك بتجربة بيئة جديدة ومختلفة سيوسع على الأقل نظرتهم للعالم ويساعدهم على فهم أن الناس حول العالم مختلفون، ويعودهم على التسامح مع الآخرين بسهولة.

أثر التسامح على الأسرة والمجتمع

نتيجة للأبحاث المتنوعة عن التسامح فإن آثار التسامح على الفرد في الأسرة والمجتمع تظهر بشكل واضح، فعندما ينتشر التسامح تنتشر معه العديد من السمات الحسنة مثل: السلام، الطمأنينة، الأمان، الحب، التفاهم، الرحمة، الخير.

فتبدأ المجتمعات بالازدهار ويحدث استقرار وتفاهم داخل الأسرة الواحدة، وتمحى مشاعر الحقد والكره والغضب

خلق التسامح في الإسلام

الإسلام في كل مواضعه حث على خلق التسامح جانبًا إلى بعض الأخلاق الحميدة الأخرى مثل: كظم الغيظ، الاحترام المتبادل، التماس الأعذار، وغيرها من الصفات الحميدة التي وردت القرآن الكريم والسنة النبوية، ولعل رسولنا الكريم هو القدوة المثالية لنا بهذا الشأن.

هذا لما ورد في الآية الكريمة رقم 89 من سورة الزخرف: (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَوالتي كانت من الله عز وجل رسالة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالعفو عن أعدائه بعد إيذائه وإخراجه من مكة، وبالفعل امتثل نبينا صلى الله عليه وسلم بأوامر الله عز وجل وعفا عنهم.

من الآيات القرآنية التي تحث على التسامح قوله تعالى:

  • “وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ” (سورة فصلت، الآية 34).
  • “وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ” (سورة الحجر، الآية 85).
  • “وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” (سورة النور، الآية 22)
  • “وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (سورة الشورى، الآية 43)
  • “وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ” (سورة العنكبوت، الآية 46)

خاتمة تعبير عن التسامح

من المهم تعلم التسامح وغرسه في النفس البشرية منذ الصغر، لأن قرننا الحالي تنتشر به حالات الانتحار بسبب عدم القدرة على التسامح والتحيز والعنصرية ضد الآخرين، وخلق التسامح من الأخلاق التي تنافي كل هذه الصفات التي تسمح بانحدار المجتمعات.

من المهم زرع صفة التسامح في الأطفال منذ الصغر، فمن ينشأ على خلق حسن لا يتمكن من التخلص منه بسهولة، ومن السهل غرس هذه الصفة في الأطفال عن طريق رواية القصص وغيرها من الطرق التربوية المتنوعة.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا