هل الميت ينام في قبره

هل الميت ينام في قبره؟ وكيف يقضي يومه في هذا المكان؟ القبر هو منزل الميت في حياة البرزخ وتعتبر حياته في القبر هي الحياة الثانية له، فتتعدد الأسئلة حول ما يحدث في القبر بعد الموت التي من ضمنها هل الميت ينام في قبره، لذا من خلال موقع الملك سنقوم بذكر إجابة هذا السؤال وغيره الكثير.

هل الميت ينام في قبره

يعتقد معظم الناس أن حياة الإنسان تنتهي منذ لحظة انتهاء حياته في الدنيا، ولكن الحقيقة هي أنه بمجرد دخول الميت إلى القبر تبدأ حياته الثانية التي يرى فيها ما يبشره بمنزلته في الجنة أو بمكانه في النار، ولكن هل الميت ينام في قبره أم لا؟!

القبر هو وسيلة انتقال الميت من الحياة الدنيا إلى حياة الآخرة حتى تقوم الساعة وتأتي مرحلة البعث، فيرد الله الروح لجسد الميت مرة أخرى ثم يحين وقت الحساب، ونجد أن الأسئلة التي تعتبر أكثر انتشارًا بين الناس هي هل الميت ينام في قبره وكيف يقضي يومه داخل هذا المكان، وبماذا يشعر طوال فترة تواجده فيه.

لا ينام الميت في القبر؛ لأنه يكون في مرحلة حياة البرزخ وهي تختلف كثيرًا عن الحياة الدنيا في عدة أشياء، ومن حكمة الله تعالى أنه جعل حياة الميت في القبر أمر غامض غير معلوم التفاصيل، لذا علينا أن نؤمن بما جاء الله به في آياته وما جاء في الأحاديث النبوية فيما يتعلق بالموت وحياة القبر دون الدخول في تفاصيل ما يدور داخل القبر بصورة كبيرة أكثر من اللازم معرفته.

اقرأ أيضًا: رؤية الميت في المنام يتكلم معك

حياة البرزخ للميت

بعد أن عرفنا هل الميت ينام في قبره أم لا، يجدر بنا الذكر أن الميت داخل القبر يمر بعدة مراحل تختلف أحداثها حسب درجة صلاحه، فمن كان شخص صالح يتقي الله في أمور حياته وقريب من الله تعالى ويطيعه، ستمر هذه المراحل عليه بصورة سهلة وبسيطة حتى يتم البعث ويأتي يوم القيامة فينعم بحياة هانئة في الآخرة.

لكن الشخص الفاسد الذي كان يعصي الله تعالى ولا يتقرب منه ويرتكب الكثير من المعاصي والذنوب سيمر بهذه المراحل وهو يتعذب في كل لحظة تمر حتى يحين موعد يوم القيامة وكأنه يظل مستيقظًا طوال الوقت، سيظل يُعاقب في القبر حتى يتم الحساب ويقضي حياة الآخرة في النار.

أول ليلة في القبر للميت الصالح

تعتبر أول ليلة يقضيها الميت في القبر أهم ليلة في حياة البرزخ الخاصة به، فبعدما يموت الإنسان وتخرج روحه منه ثم يُدفن في القبر، يكون أول ما يقابله في هذا المكان هو سؤال الملكين.

فإذا كان صالحًا سيأتي له ملكان لون وجههما أبيض ويسألاه عن ربه ودينه ورسوله، فإذا أجاب الميت إجابات صحيحة فيجعلاه الملكان رائي لمكانه في الجنة ويبشراه بمصير عظيم، ثم تمر الأيام عليه بعد تلك الليلة بكل يسر وسلام، ويشعر أنه واعي لجميع أحاسيس السعادة المنتشرة بداخله.

اقرأ أيضًا: أفضل دعاء للميت يوم الجمعة مكتوب مستجاب بإذن الله

أول ليلة في القبر للميت الطالح

إذا كان الميت إنسان فاسد طوال حياته، فسيأتي له ملكان لون وجههما أسود ويسألاه عن ربه ودينه ورسوله، فلن يستطيع الطالح أن يجيب على الأسئلة، فيجعلاه الملكان رائي لمكانه في النار مما يوضح له العذاب الذي سيتعرض له يوم القيامة، ثم يضيق عليه القبر حتى يشعر بتكسير عظامه بين جدران هذا القبر.

تمر الأيام عليه بعد تلك الليلة بكل عسر وصعوبة ويظل يتعذب طوال فترة حياة البرزخ، وتُسمي مرحلة سؤال الملكين للميت بفتنة القبر نظرًا للتحير الذي يقع فيه الإنسان في الإجابة، ولكن من كان صالحًا سيقول ربي الله، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم، وديني الإسلام، أما الطالح فلا يستطيع قول شيء ولا يتذكر ما هي إجابات هذه الأسئلة، وتُشكل فتنة القبر اختبار واقعي لصدق الإنسان ودرجة إيمانه بالله.

يُستثنى من التعرض لفتنة القبر بعض الأشخاص الذين عصمهم الله من سؤال الملكين، وهم الأنبياء، والشهداء، والمرابطين في سبيل الله.

مراحل حياة البرزخ

بعدما تمر أول ليلة من ليالي القبر، تبدأ حياة البرزخ للميت ويكون حاله في هذه المرحلة نتيجة لعمله في الحياة الدنيا سواء كان عمل صالح أو غير ذلك، فالمؤمن يرى من نعيم الله ما يسره ويجعله مشتاق للذهاب إلى الجنة للتمتع بالنعيم الأكبر، أما الفاسد فيظل يرى مكانه في النار في الصباح والمساء مما يزيد من شدة ألمه وعذابه في القبر وتعرضه للعديد من أنواع العذاب.

آراء العلماء في رد روح الميت بعد الدفن

اختلف عدد من العلماء على ما يخص رد روح الميت بعد دفنه، فعلى ماذا يلقيان الملكان أسئلة القبر؟ على جسد الميت أم على روحه أم على الاثنين سويًا، فتعددت الآراء وتمثلت فيما يلي:

  • رأي علماء السُنة أن سؤال الملكين يقع على روح الميت بعد أن يردها الله إلى جسد الميت مرة أخرى، فهو قادر على أن يرد الروح إلى جسد الميت متى شاء ذلك.
  • يرى الإمام ابن جرير الطبري أن سؤال الملكين يقع على جسد الميت دون روحه، فيخلق فيه الله قدرة على السماع والتحدث والإدراك حتى يستطيع الإجابة على الملكين، ويشعر بالسعادة لرؤية جزء من نعيم الدنيا أو يشعر بالعذاب بعد رؤية مكانه في النار، والله أعلى وأعلم.
  • لم يستقر كل من الإمام أبي حنيفة والغزالي على أن سؤال الملكين يقع على الجسد أم الروح، فقالوا إن الميت يشعر بالنعيم أو بالعذاب ولكن أمر رجوع الروح إلى الجسد مرة أخرى بعد الدفن فلا يعلم ذلك إلا الله إما أن يرد للميت روحه في القبر أو لا يفعل ذلك إلا يوم القيامة.

اقرأ أيضًا: دعاء الميت العفاسي مكتوب

ما ينفع الميت في القبر

هناك بعض الأمور التي يُمكنها أن تحسن وضع الميت أثناء وجوده في حياة البرزخ، فتخفف عنه العذاب أو تمنعه من التعرض له، تنقسم هذه الأمور إلى نوعين وتتمثل فيما يلي:

  • أشياء صالحة فعلها قبل أن تنتهي حياته الدنيوية مثل إخراج الصدقات، أو تقديم العلم لشخص يحتاجه فينفعه، أو تربية ابن صالح يدعو لأبيه بعد مماته، أو بناء مسجد، أو حفر بئر، أو شق نهر، كلها أشياء تزيد الميت حسنات حتى بعد مماته.
  • أشياء أخرى فعلها له شخص حي مثل سد دينه، الدعاء له بالرحمة، الحج عنه، إخراج صدقة جارية على روحه، قراءة القرآن على روحه، كلها أشياء تزيد الميت سعادة ورحمة وحسنات في ميزانه.

حياة البرزخ لا تشبه الحياة الدنيا فنجد أن الميت لا ينام بل يظل شاعرًا بكل شيء سواء كان نعيم أو جحيم، بعدما يبشراه الملكان بأن له مكان في الجنة، أو يتوعداه بأن له مكان في النار.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا