هل يحب الرجل المرأة دون أن يراها
هل يحب الرجل المرأة دون أن يراها؟ وهل ينجذب الرجل إلى المرأة بالصوت فقط؟ تساؤلات تتبادر في أذهاننا بشكل مُستمر ونُريد أن نصل إلى إجابات لها، الرجل عندما يُحب فهو يُحب بإخلاص وصدق، فهل يُمكن أن يتحقق ذلك في حالة لم يرَ الرجل حبيبته من الأساس، هذا ما نتعرف عليه وحضراتكم في هذا المقال من موقع الملك.
هل يحب الرجل المرأة دون أن يراها
يقول الشاعر الأعمى بشار بن برد في قصيدة كتبها في حبيبته “عبدة”..
يا قَومِ أَذني لِبَعضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ…………. وَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانًا
قالوا بِمَن لا تَرى تَهذي فَقُلتُ لَهُم……….. الأُذنُ كَالعَينِ تُؤتي القَلبَ ما كانا
في هذين البيتين من قصيدة بشار بن برد يُجيب لنا عن سؤال هل يحب الرجل المرأة دون أن يراها فبالرغم من كون بشار أعمى إلا أنه أحب بصدق وكتب هذه الكلمات الرقيقة الصادقة في حبيبته التي لم يراها قط.
الحُب شيءٌ لا مادي، لا يُمكن لمسه باليد ولا يُمكن النظر إليه، فالأم تُحب مولودها من قبل أن تراه، وقد يُحب المرء شخصًا لم يره وقد يُضحي بروحه من أجله كحبنا للحبيب المُصطفى (صلى الله عليه وسلم).
إذا كان الحُب أعمى، فالمُحب ليس كذلك، من لم يرَ حبيبه فقد رسم له صورة في خياله، نسج تفاصيله وملامحه بخيوط من النور في عقله، أراد أن يراه بالطريقة التي شعر بها فأسند إلى قلبه هذه المُهمة التي لم تستطع عينه القيام بها.
أشياء كثيرة من حولنا تؤكد طبيعة وماهية الحب، خلق الله الإنسان وخلق له الحب ليعيش به، ليغرس في قلبه حُب الحياة والتعلق.
من هذا المُنطلق يُمكن الإجابة على سؤال هل يحب الرجل المرأة دون أن يراها أم لا ونجد أن الزمان يختلف وأن مظاهر الحب اختلفت معه، فلم يعد بشار ابن بُرد وأمثاله موجودين الآن، وأصبحت رؤية الحبيب من الأمور الأساسية لوجود الحب.
لكن لنكون مُنصفين، فإن من الصعب أن يُحب الرجل امرأة حُبًا مُكتملًا الأركان دون أن يراها، حيثُ إن هناك تواصل بالأعين لا يحدث إلا بين المُحبين العاشقين، منه يُمكن التأكد من وجود شعور الحُب.
لا نختلف على أن للصوت دور وعامل، لكن تظل رؤية العين هي الأساس وخاصةً في المراحل الأولى من الحب.
اقرأ أيضًا: لماذا يحب الرجل المرأة القصيرة
هل يُمكن أن يُحب الرجل عن بُعد
يأخذنا سؤال هل يحب الرجل المرأة دون أن يراها إلى سؤال آخر وهو هل يُمكن أن يحب الرجل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ودون أن يُقابل المرأة التي يتحدث معها.
حتى نكون صريحين فالإجابة بنسبة 99.9% من الحالات لا يكون حُبًا مُكتملًا، وأعني هُنا أنه قد يكتمل لكنه حتى اللحظة التي لم يتقابلا فيها الطرفين غير مُكتمل.
الحُب في الأساس هو حبال موصولة بين الحبيب وعشيقه، فأي حبال ضعيفة وهزيلة تلك التي تربط الرجل بالمرأة على الإنترنت، هل يختفي هذا الحب بانقطاع الإنترنت؟ إذا افترضنا أن طرف من الأطراف قرر السفر أو الانعزال أو إنهاء العلاقة بشكل مُفاجئ ما حال الطرف الآخر؟ بكل تأكيد فإن الارتباط على السوشيال ميديا هو استهتار بالمشاعر.
فضلًا على أن الإنترنت يُمكن أن يُعطيك صورة مُغايرة تمامًا عن الشخص الذي يتحدث معك، فمن غير المنطقي أن تحكم على الطرف الآخر من خلال بعض الردود المكتوبة، أو حتى المسموعة، ولا يجب أن نغفل نقطة هامة وهي أن المُرتبط على الإنترنت كان هدفه من البداية هو الارتباط.
كان هدفه ملء فراغ ما في حياته، كان يبحث عن شخصٍ يهتم به ويحتويه ويُعوضه عن أي مشاعر يرى أنها تنقصه، ليس هذا هو الحُب، الحُب أسمى من أن تطلبه.
لا الحب سد خانات ولا ملء فراغات ولا مضيعة للأوقات، وإن كُنت تظن أنه هو الحب فبنسبة كبيرة سيأتي عليك وقت وتعرف أنه لم يكن كذلك، لكن حتى ننقل الصورة كاملة قد يكون الإنترنت سببًا من أسباب تعارف البعض فهو يعج بالبشر الذي يتفاعلون عليه يوميًا.
يُمكن أن يكون الإنترنت بداية للحب، لكن من المُستحيل أن يستمر عليه، يجب أن يتخذ الطرفان خطوات أكثر جدية وأكثر واقعية، إذا كان المُحب يُحب بصدق فلن يكتفي بالإنترنت.
اقرأ أيضًا: هل يحتلم الرجل بالفتاة التي يحبها
ماذا يُحب الرجل في شخصية المرأة
إذا لم يكن الرجل قد رأى حبيبته بعد، فماذا أحب فيها، من ماذا تتكون حبال الوصل بينهما؟ بكل تأكيد لا يقتصر الحُب على المظهر الخارجي وقد يعكس طبع المرء جماله دون أن ينكشف وجهه للناس، إليكم أهم الأشياء التي يحبها الرجل في المرأة التي لم يراها.
1- الولاء والإخلاص
من الصعب أن تجد شخصًا مُخلصًا في حبه في هذه الأيام وإن كان حُبًا عاديًا، فما بالك إن كان حُبًا بلا رؤية، ويتجلى الإخلاص في هذه العلاقة في استمرار المرأة في السؤال والاهتمام والدعم للرجل دون أن تراه، قد يصل الأمر أحيانًا إلى أنها توقظه ليذهب موعدًا، أو تتشارك معه فيلمًا.
نعلم أن الإخلاص يكون في مواقف أكثر تعقيدًا من ذلك لكنها لا تزال مظاهر وأشكال من الإخلاص في الحُب، فإذا كان الغرض الأول هو التسلية أو اللعب لن يكون الإخلاص موجودًا وبالتالي لن تستمر العلاقة.
2- الاهتمام بالشريك
الاهتمام من الأمور التي تُغذي أي علاقة بشكل كبير، يُمكن للاهتمام أن يخلق الحُب، بل يُمكن لمس الحُب في الاهتمام ذاته، فمن يهتم بتفاصيل يومك ويُريد أن يعرف المزيد دائمًا عن حياتك، من يُنصت جيدُا لحديثك ويجد متعة في سماعك، هذا هو الاهتمام، أن يفهمك الشخص دون أن تتحدث.
3- الاحترام وحسن المعاملة
تكبُر المرأة في نظر الرجل كثيرًا عندما يجدها مُحترمة وتضع لنفسها حدود في التعامل مع الغير، في هذه اللحظة يتكون عند الرجل شعور يُحتم عليه تقدير هذه العلاقة بما يليق بها، فإذا كان غرضه الدخول في علاقة جادة ناضجة كان الاحترام هو العنصر السائد فيها فلن يجد أفضل من إنسانة مُحترمة لا تُريد منه شيئًا سوى أن يأخذ خطوة إيجابية يُمكن من خلالها إخراج علاقتهم إلى النور.
اقرأ أيضًا: ماذا يحب الرجل في المرأة في سن الخمسين
حُب الرجل للمرأة دون أن يراها في الأدب العربي
يبدو أن العرب لم يتركوا ضربًا من ضروب الحُب إلا وخاضوا فيه، حيث كان العرب يُحبون حُبًا لا يُجابهه ولا يُساويه حُب، وقد وصل معهم الأمر إلى أبعد مما نتخيل، وفي هذا يحكي ابن حزم الأندلسي في كتابه طوق الحمامة في الأُلفَةِ والأُلَّاف، وقد خصص بابًا منه تحت اسم “باب من أُحب بالوصف”.
تكلم ابن حزم في هذا الباب عن غريب أصول العشق، أن تقع في الحب بالوصف دون أن ترى حبيبك، أن تكتفي بنغماته من وراء جدار فيكون ذلك سببًا للحب واشتغال البال، في ذلك كتب ابن حزم:
وَيَا مَنْ لَامَنِي فِي حُبِّ مَنْ لَمْ يَرَهُ طَرْفِي
لَقَدْ أَفْرَطْتَ فِي وَصْفِـ ـكَ لِي فِي الحُبِّ بِالضَّعْفِ
فَقُلْ: هَلْ تُعْرَفُ الجَنَّـ ـةُ يَوْمًا بِسِوَى الوَصْفِ
يُعطي ابن حزم في هذه الأبيات إثباتًا منطقيًا لمن يُنكر وجود الحب بدون رؤية الحبيب، وقد تجلت البلاغة والفصاحة العربية في أن تُعبر عن مثل هذه المشاعر فشبه عدم رؤية الحبيب لحبيبته بعدم رؤية العباد للجنة.
بعد الإجابة عن سؤال هل يحب الرجل المرأة دون أن يراها نجد أن الإجابة بنعم قد تكون إجابة جاهزة لأن المشاعر مكانها القلب ولكن الرؤية لها دور كبير لأن الوجه نافذة القلب.