رأي الشعراوي في السيد البدوي
رأي الشعراوي في السيد البدوي لم يكُن سلبيًا، خصوصًا وأن الشيخ محمد متولي الشعراوي يعتبر واحد من أكبر وأشهر علماء الدين الإسلامي في العصر الحديث، والذي اشتهر بتفسيره للقرآن الكريم، والسبب وراء شهرة الشيخ الشعراوي هو طريقته التفصيلية والبسيطة في شرح وتفسير آيات كتاب الله، وعبر موقع الملك يُمكننا معرفة علاقته ورأيه بالسيد البدوي.
رأي الشعراوي في السيد البدوي
قبل البدء في سرد رأي الشيخ محمد متولي الشعراوي في السيد البدوي يجب توضيح نقطة هامة وهي أن الشيخ الشعراوي عُرف بأنه محب للصوفية والتصوف ولكافة آل بيت رسول الله صل الله عليه وسلم.
عُرف الشيخ محمد متولي الشعراوي بأنه متبعًا للطريقة البلقائدية الهبرية بالجزائر أثناء فترة مكوثه مع البعثة، وقد كان شيخه حينها هو الشيخ محمد بلقائد.
كتب الشيخ الشعراوي قصيدة تسمي ” نور القلوب” والتي كانت مدحًا في شيخه الكبير محمد الهبري والتي كان يقول له فيها:
“طوفت في شرق البلاد وغربها وبحثت جهدي عن إمامٍ رائد أشفي به ظمئاً لغيب حقيقة وأهيم منه في جلال مشاهدي“.
أوضح الشيخ الشعراوي في أحد لقائته التلفزيونية بأنه من محبين السيد أحمد البدوي، خصوصًا وأنه رجل يتمتع بتاريخ كبير ومجيد، حتى أنه في أحد الروايات التي قيلت حول الشيخ الشعراوي والسيد البدوي بأنه قد استغاث في أحد المرات بأتباع السيد البدوي.
ذكر الشيخ محمد متولي بأنه كان دائم زيارة مسجد السيد البدوي وضريحه، حتى بعد أن انتقل إلى القاهرة، فقد أخذ مسكنه بالقرب من مسجد سيدنا الحسين رضي الله عنه وأرضاه.
اقرأ أيضًا: رأي العلماء في إخراج زكاة الفطر نقدا
من هو السيد البدوي
هو أحمد بن يحيى البدوي، نسبه يعود إلى سيدنا الحسين بن على بن أبي طالب زوج السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعتبر أحد أهم عمدان الصوفية الأربعة.
ولد السيد البدوي سنة 596 هجريًا / 1199 ميلاديًا، وتوفي سنة 675 هجريًا / 1276 ميلاديًا، كان يتبع الطريقة الأحمدية والتي كان يشير إليها باللون الأحمر، حتى أنه قد ذكر في إحدى وصاياه لأحد مريديه والذي كان يعرف باسم عبد العال: “بأنه قد اختار هذه الراية الحمراء لتكون علامة له في حياته وبعد موته، فمن كان يتبع مذهبه فهي له”.
يعود أصل السيد البدوي إلى المغرب، حيث إنه من مواليد مدينة فاس والتي عاش فيها سبع سنوات ثم قد سافر إلى مدينة مكة المكرمة في المملكة السعودية مع عائلته في رحلة دامت حتى أربعة سنوات قضى منهم ثلاثة سنوات في مصر.
مكث السيد البدوي في مصر حتى صار عمره 38 سنة، وهنا قد قرر أخوه الهجرة إلى العراق وبالفعل سافر معه ولم يمكث في العراق سوى سنة واحدة، ومن ثم قد عاد مرة أخرى إلى مكة المكرمة، والتي لم يظل فيها سنة كاملة، حيث سافر إلى مصر مرة أخرى ليستقر ويعيش فيها حتى مماته.
لُقب بالعديد من الألقاب وكان من أشهرها: البدوي لأنه كان دائم التلثم مثل بدو الشمال، السطوحي، الملثم، أبو الفتيان، باب النبي، بحر العلوم والمعارف، أبو الفراج، الأسد الملثم، جياب الأسير وغيرهم من الألقاب التي كان يعرف بها.
اقرأ أيضًا: حكم لبس الذهب للرجال
بشرى السيد البدوي للشيخ الشعراوي
جاء رأي الشعراوي في السيد البدوي حينما سُئل عنه بأنه حينما كان يعمل مدرسًا في المعهد الديني بمدينة طنطا المدينة التي عاش فيها السيد البدوي ويوجد فيها ضريحه ومسجده، وقد كان الشيخ الشعراوي محافظ على أداء صلاة العشاء والمغرب في مسجد السيد البدوي.
أوضح بأن هذه الأيام كانت أجمل أيامه على الرغم من أن ظروفه المعيشية لم تكن أفضل حالًا بالنسبة له، خصوصًا وأنه كلما مر الوقت كان أولاده يكبرون مما يزيد الضغط عليه أكثر، وآل به الوضع إلى التداين من أجل سد حاجات المنزل والأولاد.
يذكر الشعراوي بأن المبلغ المتراكم عليه وصل إلى 355 وكان مبلغًا كبيرًا جدًا حينها، ولهذا قرر السفر في البعثة الأزهر للسودان من أجل سداد دينه إلا أن صديقه محمد حسنين قد رفض المبدأ وأقنعه بعدم السفر وكان ذلك سنة 1948.
يحكي الشيخ بأنه بعد عامين من هذا الموقف جاء إليه الشيخ أحمد حجاب رحمه الله وأرضاه، ليخبره يا بأن يذهب ليودع السيد أحمد البدوي، ليجيبه الشعراوي مستنكرًا لماذا سيودعه؟ ليخبره الشيخ أحمد حجاب بأن السيد البدوي قد زاره في المنام ليبشره بأن هذه السنة ستكون الأخيرة للشعراوي في طنطا.
بعد مرور بضعة أيام من بشرى السيد البدوي علم بأنه تم اختياره ليكون ضمن بعثة الأزهر في مكة المكرمة.
أثار رأي الشعراوي في السيد البدوي الكثير من الجدل؛ إذ أن الكثيرين يهاجمونه ويرفضون محبته له.. لاختلاف الآراء ووجهات النظر الدينية، فلا يجب الجزم برأي شخصٍ ما دون بحث وتروٍ.