مقدمة عامة حول شعر عمر بن أبي ربيعة

مقدمة عامة حول شعر عمر بن أبي ربيعة توضح حياته التي كانت مليئة بالنساء، يعتبر عمر بن أبي ربيعة أحد أشهر شعراء العصر الأموي في قصائد الغزل حيث كانت حياته مليئة بالنساء التي أدت إلى نفيه من مكة ومن ثم موته غارقًا كما قيل، سوف نتعرف على مقدمة عامة حول شعر عمر بن أبي ربيعة وبعض المقتطفات من قصائده وكذلك رأي النقاد في أشعاره من خلال موقع الملك.

مقدمة عامة حول شعر عمر بن أبي ربيعة

عمر بن أبى ربيعة هو شاعر عربي ملقب بشاعر الغزل أو شاعر النساء نظرًا لأن قصائده كلها كانت تُكتب فقط للنساء والتغزل في جمالهم وبالإعجاب بنفسه وبما يفعله مع النساء، حيث كان يفهم لغة النساء من مشاعر وأحاسيس دقيقة، فقد كانت حياته عبارة عن ترفه ونساء، وولد عمر بن أبي ربيعة يوم وفاة الخليفة عمر بن الخطاب.

قد كان عمر بن أبي ربيعة أحد أشهر شعراء الغزل في عصره بدون منافس، عنه التغزل والتحرش بالنساء في مواسم الحج التي كان ينتظرها طوال العام، فمن أشهر أبياته التي قال فيها ذلك ليتَ ذا الدَّهر كانَ حتمًا علينا كلّ يَومَين حجّة واعتمارَا”

سمي عمر على اسم عمر بن الخطاب نظرًا لمولده، ولكن قال فيه الناس الجملة الشهيرة: ” أي باطل وضع، وأي حق رُفع “ فقد كانت عائلته من سادة قريش التي وفرت له كل سبل الترف والمجون، عمر بن أبي ربيعة هو أحد شعراء العصر الأموي حيث عاش في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان.

الذي كان يذهب الناس كثيرًا إليه ليشكون من تصرفات عمر بن أبي ربيعة مع النساء، فأصدر الخليفة أمر بنفيه إلى مدينة تسمى دهلك ثم مات غارقًا في البحر بعد ذلك، ولكن يقال إن عمر بن أبي ربيعة قد تاب عن كل هذه الأفعال التي كان يفعلها ويكتبها في قصائده وهو شيخًا كبيرًا.

لدليل على ذلك الموقف الذي حدث له أثناء طوافه بالكعبة كما تروي الأثار في ذلك حيث كان يحكي أحدًا قائلًا: ” إني لأطوف بالبيت فإذا أنا بشيخ في الطواف، فقيل لي: هذا عمر بن أبي ربيعة فقبضت على يده وناديته: يا ابن ربيعة، فقال: ما تشاء؟ قلت: أكل ما زعمته في شعرك فعلته؟ فأومأ إلى: إليك عني، قلت: أسألك بالله، قال: نعم وأستغفر الله “

اقرأ أيضًا: شعر عن الرجل الشهم

خصائص قصائد عمر بن أبي ربيعة

استكمالًا لعرضنا مقدمة عامة حول شعر عمر بن أبي ربيعة، فمن السهل أن نتعرف على شخصية عمر بن أبي ربيعة وكيف كانت حياته من خلال قصائده، التي تتسم بعدة خصائص سوف نذكر منها ما يلي:

  • كان أول من يدخل القصص في أشعاره.
  • يتسم شعره بالموسيقى عند قراءته.
  • التفتن بالنساء وجمالهم من حيث العين والفم والأسنان وكل شيء.
  • سهولة نطق الألفاظ في أشعاره فهي ليست ككلمات العرب الصعبة في النطق وإنما كانت تخلو من التعقيد والغموض.
  • كان يحب الاهتمام بنفسه كثيرًا من أجل النساء فأسقط ذلك على أشعاره.
  • تتسم أشعاره بالخيال الواسع للتعبير عن حبه للنساء بشكل دقيق.

نقد الشعراء لشعر عمر بن أبي ربيعة

كان من الطبيعي أن يتم نقد شعر عمر بن أبي ربيعة من قِبل الشعراء حيث يرى الكثير منهم أنه لم يحسن التفتن في جمال النساء وأن اشعاره تفتقد الرقة التي كان يتحدث بها الشعراء السابقين عن جمال المرأة من هجر وحزن وألم عند فراقهم، فقد كان عمر بن أبي ربيعة يصف عواطفه فقط التي تحدث لها عند رؤيته للمرأة.

بالإضافة إلى كيف كانت النساء تحزن عندما لا يستطيعون التحدث معه، فكل ذلك كانت أشياء مبالغ فيها عند النقاد العرب والنقاد المعاصرين أيضًا، ومن نقاد شعر الغزل العذري الذي أنتقد شعر عمر بن أبي ربيعة، شاعر يدعي ” كثير ” الذي انتقده في التغزل بالمرأة بشكل لا يتناسب مع حيائها.

بالإضافة إلى المثالية التي يتحدث بها عن المرأة، ومن نقاد النقد الحجازي شاعر يدعي ” ابن أبي عتيق ” انتقد عمر ابن أبي ربيعة عندما تحدث عن نفسه معجبًا بها في الأبيات الآتية:

بينما ينعتني أبصرنني ** دون قيد الميل يعدو بي الأَغرْ

قالت الكُبرى: أتعرفن الفتى؟ ** قالت الوسطى: نعمْ، هذا عمر

قالت الصغرى، وقد تيّمتها ** قد عرفناهُ، وهل يخفى القمر!

مقتطفات من شعر عمر بن أبي ربيعة

لقد تطرقنا إلى مقدمة عامة حول شعر عمر بن أبي ربيعة سوف نتعرف الآن على مقتطفات من شعره في عدة قصائد له وهي كالتالي:

1- من قصيدة فدتك النفس من شوق يطير

تُعد من أشهر قصائد عمر إلى سنوات عديدة، حتى أنها ظهرت في التسعينات، وكانت تقرب لقلب الكثيرين لجمال ونقاء ألفاظها والتي جاءت كالتالي:

أَلا يا هِنْدُ قَدْ زَوَّدْتِ قَلْبي ** جوى حزنٍ، تضمنهُ الضميرُ

إذا ما غِبْتِ كَادَ إلَيْكِ قَلْبي ** فدتكِ النفسُ، من شوقٍ يطير

يَطُولُ اليَوْمُ فِيهِ لا أَرَاكُمْ ** وَيَوْمي عِنْدَ رُؤيَتِكُمْ قَصيرُ

اقرأ أيضًا: شعر عن جمال العيون وسحرها

2- من قصيدة إذا جنت فامنح طرف عينيك غيرنا

جاءت أبيات القصيدة كالآتي:

فَلَمّا أَجَزنا ساحَةَ الحَيِّ قُلنَ لي ** أَلَم تَتَّقِ الأَعداءَ وَاللَيلُ مُقمِرُ

وَقُلنَ أَهَذا دَأبُكَ الدَهرَ سادِراً ** أَما تَستَحي أَو ترعوى أَو تُفَكِّرُ

إِذا جِئت فَاِمنَح طَرفَ عَينَيكَ غَيرَنا ** كَي يَحسِبوا أَنَّ الهَوى حَيثُ تَنظُرُ

3- من قصيدة وأري جمالك فوق كل جميلة

واحدة من أجمل وأرق قصائد عمر، اتسمت بغزله الشديد في المرأة، وليست من القصائد صعبة الفهم نوعًا ما، وأنتشر من هذه القصيدة الأبيات الآتية:

وأرى جمالكِ فوقَ كلّ جميلةٍ ** وجمالُ وجهكِ يخطفُ الأبصارا

إني رايتكِ غادة ً خمصانة ً ** رَيَّا الرَّوادِفِ لَذَّة ً مِبْشارا

مَحْطوطَة َ المَتْنَيْنِ أُكْمِلَ خَلْقُها ** مِثْلَ السَّبِيكَة ِ بِضَّة ً مِعْطارا

4- من قصيدة أحن إذا رأيت جمال سعدي

في صدد عرضنا لمقدمة حول شعر عمر بن أبي ربيعة، إليكم واحدة من القصائد الشهيرة للشاعر في السطور الآتية:

أَحِنُّ إِذا رَأَيتُ جَمالَ سُعدى ** وَأَبكي إِن رَأَيتُ لَها قَرينا

وَقَد أَفِدَ الرَحيلُ فَقُل لِسُعدى ** لَعَمرُكِ خَبِّري ما تَأمُرينا

أَلا يا لَيلُ إِنَّ شِفاءَ نَفسي ** نَوالُكِ إِن بَخِلتِ فَزَوِّدينا

5- من قصيدة ذكرتني الديار شوقًا قديمًا

واحدة من القصائد النادرة لعمر، حيث كان يتكلم دومًا في قصائده عن المرأة ويسعى لمغازلتها، لكن تحدثت هذه القصيدة عن الفراق، وجاءت أبيات القصيدة كالتالي:

قديمًا ذَكَّرَتْني الدِّيارُ شَوْقًا قَدِيمًا بَيْنَ خَيْصٍ 

وَبَيْنَ أَعْلَى يَسومَا بالشليلِ الذي أتى عن يميني

قَدْ تَعَفَّتْ إلاَّ ثَلاثًا جُثومًا وقليبًا مسحجًا

أوطن العرصَةَ، فَرْدًا، أَبَى بِهَا أَنْ يَريما

وَعِرَاصًا تُذْري الرِّياحُ عَلَيْها ب ذا بروقٍ

جونًا أجشَّ هزيما وَدُعَاءَ الحَمَامِ تَدْعُو هَدِيلًا

بينَ غصنينِ، هاجَ قلبًا سقيمًا غردًا، فاستمعتُ للصوتِ

فانهل تْ دموعي حتى ظللتُ كظيمًا

اقرأ أيضًا: شعر عن الصديق الغالي

6- من قصيدة ولقد دخلت الحي يخشى أهله

مازلنا في صدد عرضنا لمقدمة عامة حول شعر عمر بن أبي ربيعة، ونستكمل أحد أشعاره المميزة واستمت بالألفاظ الجميلة على المسمع، وجاءت كالتالي:

ولقد دخلتُ الحيّ يخشى أهله ** بَعْدَ الهُدُوءِ وَبَعْدَما سَقَطَ النَّدَى

فَوَجَدْتُ فيه حُرَّةً قَدْ زُيِّنَتْ ** بالحليِ تحسبهُ بها جمرَ الغضا

لما دخلتُ منحتُ طرفي غيرها ** عَمْدًا مَخَافَة أَنْ يُرَى رَيْعُ الهَوَى

كيما يقول محدثٌ لجليسهِ ** كذبوا عليها، والذي سمك العلا!

قَالَتْ لأَتْرَابٍ نَواعِمَ حَوْلَها

مقدمة عامة حول شعر عمر بن أبي ربيعة جعلتنا نعلم كيف كان يتغزل عمر بالنساء من خلال الألفاظ الموجودة في أشعاره التي كان يقولها حتى في مواسم الحج، فيدل ذلك على حياة المجون والترفه.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا