كم نسبة المؤلف من الكتاب

كم نسبة المؤلف من الكتاب؟ وهل الكتابة بشكل عام مربحة؟ وهل هناك فرق بين دور النشر المختلفة؟ وهل يؤثر شهرة المؤلف على نسبته؟ من الموضوعات التي تشغل الكتّاب حيث يفكر معظمهم في عدم النشر في دور النشر واستبدالها بطريقة النشر إلكترونيًا فيجدون فيها مغريات أكثر، سنتعرف على التفاصيل على موقع الملك.

كم نسبة المؤلف من الكتاب

دائمًا ما يعرف الكُتاب حقيقة بعد فترة من الأحلام التي تراودهم.. وهي أن كونهم مبدعين شرطًا غير كاف لكي يربحوا من نتاج أعمالهم وعوائد كتاباتهم بالدرجة الكافية، بل معظمهم قد يفكر في إيجاد مصدر دخل آخر يقتات منه وينفق منه على عائلته، ويجعل الكتابة فقط في أوقات فراغه كممارسة لهواية يحبها.

يكتشف الكُتاب أن هناك قلة قليلة جدًا من الأسماء اللامعة في عالم الكتابة هي التي تربح من بيع الكتب وتكون نسبتها مرتفعة قليلًا فتعيش من دخل الكتب التي تنتجها، وهناك أغلبية ساحقة من الكتاب الذين لم يجدوا أي ضوء في النفق المظلم لدور النشر ينبئ عن فرجة أمل لمن لا يجدون أي فرصة للنشر.

مع قلة الدخل المتحقق من الكتب بالنسبة للكتاب نجد أن هناك دورًا للنشر تشترط على الكاتب أن يدفع مبلغًا كبيرًا مقابل نشر أي كتاب له حتى توافق على نشره، وكأنها تطلب من الكاتب أن يكون ذا ثراء أولًا لينفق على الكتاب وعلى المطبعة وعلى دار النشر.. حتى يحصل على مجرد فرصة للنشر، وهذا بالتأكيد قتل للإبداع.

بالفعل يحتاج الجميع إلى معرفة كم نسبة المؤلف من الكتاب ليظهر سؤال جديد حول جدوى الكتابة في هذا العصر وهل تصلح مجالًا للعمل الثابت أم هي هواية ليس إلا.

من المحتمل أو المشاهد كثيرًا أن نسبة المؤلف من الكتاب من 10% إلى 20% من سعر النسخة وذلك وفق الاعتبارات السابقة، ويمكن أن تصل إلى 30% في الكتب الجامعية لإلزام بشرائها مدرس المادة للطلبة فيضمن الناشر مبيعاتها

قد يتفق الناشر على دفع مبلغ قطعي سواء لهذه الطبعات أو للطبعات التي تليها، ويمكنه طباعة الكتاب بأي عدد من النسخ أو عدد الطبعات دون أي اعتراض من المؤلف.

اقرأ أيضًا: بعض العلماء الأجلاء واذكر بعض مؤلفاتهم 

كم يكسب المؤلف من المال مقابل كل كتاب؟

هذا السؤال مخادع في تعميمه فليست له إجابة واحدة صحيحة، لأن التعميم فيه غير دقيق نظرًا لاختلاف عوامل كثيرة، منها:

1- اسم المؤلف وشهرته

الناشر لا يتغير، فهو نفس الناشر الذي يمتص دماء كتاب غير مشهورين هو نفس الناشر الذي يدفع الكثير لكاتب آخر له اسم معروف ومشهور وله كتب سابقة ناجحة وله خبرة ودراية بسوق النشر.

ربما يكون له مكتب يدير له تعاقداته، ولا يهتم وقتها بمحتوى الكتاب بتاتًا ولا قيمته العلمية أو الأدبية.

تزداد النسبة أكثر إذا كان الكاتب كثير التردد على القنوات الفضائية وكثير التصريحات وكثير حضور في الحلقات الحوارية وبالذات التي تتم حول كتاباته، وتزداد أيضًا بكثرة المتابعين على صفحته على مواقع التواصل كتويتر وفيسبوك وانستجرام.

2- درجة الإثارة في عنوان كتابه 

الموضوعات التي يكتبها الكاتب قد تكون مثيرة بالنسبة للوسط الذي ستنشر فيه، فكلما ازداد الموضوع إثارة وشغفًا كلما تحمس الناشر بدفع مبلغ أكبر، فالناشر يهمه البيع والربح في المقام الأول، فلا يهم إن كان يقدم معلومات حقيقية أم لا؟ ولا يهم أن تكون الموضوعات نافعة للمجتمع أم لا، إنما المهم أنها ستحقق مبيعات أم لا!

3- دولة النشر

كلما كانت الدولة متقدمة في مجال القراءة كلما تحسنت فرصة حصول المؤلف على ربحية مناسبة للكتابة.

هل يعيش الكاتب ممّا يكتبه؟

معظم الكُتاب يجيبون إجابة واحدة وهي: أن الكتابة الآن تحولت من الإبداع الذي يمكن أن يتحول إلى دخل ثابت وقوي ويزداد بمرور الأيام وكثرة الكتابات، فتحولت إلى عبء كبير ولا يمكن أن تقيم حياة إنسان أو أسرة لتتحول إلى عمل من أعمال الرفاهية يتم فقط في أوقات الفراغ تلبية لرغبة ملحة على الإنسان ليفرغ كتابته على ورق ثم يتخلص منه.

لا يوجد قانون ولا حتى تحكم العلاقة بين الناشر والكاتب أعراف يمكنها أن تعين الكاتب على نيل بعض حقوقه عند دور النشر، فالعلاقة بينهما يحكمها شيء واحد وهو رؤية الناشر لمصلحته فقط، فيشبهونها بأن الناشرين يعتصرون الكتاب ليخرجوا منهم بأكبر نسبة من الأرباح بينما يخرج الكاتب فيها صفر اليدين خاسرًا لكل شيء.

اقرأ أيضًا: هل مجال تصميم المواقع مُربح

الطرق المنظمة للتعامل بين الناشر والكاتب

في التعامل بين الناشر والكاتب في لحظة التأليف هناك طرق.. وعليه يمكن معرفة كم نسبة المؤلف من الكتاب؟

  • الطريقة الأولى: الكاتب يكتب كتابه أو عمله الأدبي أو ترجمته أو تحقيقه ثم يتقدم به إلى الناشر، ويسلمها يدًا بيد لاستطلاع رأيه من حيث القبول أو الرفض وتحديد المقابل.
  • الطريقة الثانية: الناشر هو الذي يكلف المؤلف بكتابة الكتاب، فهو الذي يحدد الموضوع ويكلف به الكاتب أو المترجم أو المحقق بالعمل في كتاب معين بصفة معينة، ويلزمه بخطة محددة وخط واحد يلتزم به.
  • الطريقة الثالثة: اتصال الناشر بمجموعة من المؤلفين بما يطلب من موضوعات محددة ويقارن بينها لاختيار انسبها للنشر، ويمكن تحديد كم نسبة المؤلف من الكتاب، ويقارن بين إنتاجهم الأخير ونسبتهم التي يطلبونها فيحدد الأنسب له.
  • الطريقة الرابعة: تشبه الأولى مع فارق في التسليم بالبريد أو بأي وسيلة إلكترونية أخرى بدلًا من التسليم يدًا بيد، فتكون القاعدة أكثر اتساعًا.

المرحلة التالية بعد الاستقرار على الكتاب واستلام الأصل من الكاتب يقوم الناشر باختيار لجنة من المتخصصين لمراجعة الكتاب ليحدد موقفه من قبول النشر أم برد الكتاب أو بطلب تعديلات.. بحسب رأي المختصين وبحسب إمكانية الطباعة والتسويق.

هنا دور مسؤول التوزيع مهم جدًا ليجيب عن عدة أسئلة مثل، هل هذا الكتاب يختلف في محتواه عن غيره ممن هو موجود بالفعل في السوق؟ وهل موضوع متخصص جدًا فلن يكون إقبال الناس عليه كبيرًا؟ وهل إمكانية استرجاع التكلفة ممكنة في وقت قصير أم طويل؟

بعد ذلك إذا تمت الموافقة من جانب الناشر تأتي مرحلة غاية في الأهمية وهي مرحلة التعاقد المكتوب القانوني الذي تضمن لكل طرف حقوقه مثل:

  • النسبة المئوية لما يحصل عليه الكاتب من سعر الكتاب.
  • تحمل الناشر لمصاريف الطباعة أو بمشاركة وما نسبتها.
  • تحمل الناشر لمصاريف الدعاية والإعلان للكتاب والمعارض وغيره.
  • المدة الزمنية وعدد الطبعات.

المشكلات بين المؤلف والناشر

هنا مشكلات تعاقدية ومشكلات فنية في الكتب ومشكلات حول الاتفاق كم نسبة المؤلف من الكتاب لابد من التدخل بشأنها لكي نساهم برأينا في حل الأزمة.

  • لا توجد آلية ملزمة للناشرين بالالتزام بمواعيدهم في الدفع إذ أن المتفق عليه في العقد هو اللجوء للمحكمة في حال الخلاف، وهذا يباعد كثيرًا بين المؤلف وبين استرداد حقه، فيقبل بالتفاوض على الشروط التي يضعها الناشر.
  • بعض الكتاب يصر على وضع سيرته الذاتية مطولة في نهاية الكتاب مما يكون عبئًا على الناشر.
  • لابد وأن تقوم خدمة مساعدة بمسمى الوكيل الأدبي الذي يمكن للناشر تفويضه وهو أقدر على مخاطبة الناشرين.
  • ليس هناك وسيلة حتى الآن لمتابعة عدد النسخ سوى ذمة الناشر فقط فأحيانًا يتم الاتفاق على رقم نسخ ولا يستطيع الناشر أن يتحقق من الالتزام بهذا العدد أم لا فلابد من آلية محكمة وملزمة.
  • من الضروري أن تكون هناك هيئات أو مؤسسات حكومية تعمل على تبني صغار الكتاب وتحكيم أعمالهم وتكون لها الحكم في التعاقدات بين الناشر والمؤلف.
  • يتدخل بعض الكتاب في تحديد سعر النسخة وفي هذا تعد على حق الناشر.
  • يلزم وجود مؤسسات لديها ميزانيات مختصة بمساعدة هؤلاء الكتاب على نشر إنتاجهم دون اللجوء لأي انتهاك لحقوقهم.

اقرأ أيضًا: رقم الكود المؤلف من 6 ارقام واتساب

النشر الإلكتروني الحل الأمثل لمشاكل الكُتاب

بعد استعراض مشكلات ضخمة عند النشر الورقي، وتضاؤل نسبة المؤلف من الكتاب، ومع وجود مشاكل ضخمة فيه لتناقص رغبة القراء في الكتب الورقية وزيادة أسعار الورق، تمثل الحل في نشر الكتب عن طريق النشر الإلكتروني، ومن مزاياه ما يلي:

  • حرية الكاتب فيما يكتب، فليس عليه قيد أو شرط أو محاذير أو توجيهات، فبإمكانه كتابة ما يشاء ويتناسب دخله مع رضا القراء عن كتابه، فيحرص على الالتزام بالمعايير الأخلاقية.
  • يمكنك أن تختار الحجم المناسب لما تكتب فلن يلزمك أحد بحجم معين طولًا أو قصرًا فلك الحرية الكاملة.
  • لن يدفع الكاتب أي مبلغ في مقابل النشر بل يدفع للموقع الذي يبيع نسبة معينة من الثمن فلا قلق من الدفع قبل تحقق البيع.
  • قصر المدة ما بين التأليف والنشر بالمقارنة بالنشر الورقي، فيمكنك بعد انتهائك من الكتابة والتجهيز طرحه للبيع مباشرة.
  • لن ينازعك أحد في حق ملكيتك لكتابك، فالكتاب لك ولا يوجد أحد يطالبك بنسبة فيه سواء أعدت استعماله في عمل صوتي أو مرئي أو ترجمته.
  • حريتك في طرح كتابك على عدد من منصات البيع في وقت واحد، فلا عقدًا ملزمًا عليك في ذلك.
  • ستكون مطلعًا على حجم مبيعاتك، فتعرف على وجه الدقة مدى رضا الجمهور عن كتابك أو عن أسلوبك معرفة يقينية لا سبيل للوهم فيها.
  • ستعتمد على نفسك في التوزيع فيمكنك الدعاية لكتابك على وسائل التواصل الاجتماعي.

مشاكل النشر في عالمنا العربي كثيرة، ولابد من تشجيع الكتاب الجدد.. فالكتابة هي خلاصة لعمر الإنسان وخبراته ومهاراته وهي التي تحدد مستوى تقدم الشعوب.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا