كيف اقوي شخصية طفلي

كيف اقوي شخصية طفلي؟ وما أسباب ضعف الشخصية، وكيف يمكن علاجها؟ ينشأ كثير من الأطفال على شخصية ضعيفة تؤثر بالسلب عليهم في المستقبل، ويرجع ذلك لنمط التربية الذي يتبعه والديه، الذي يقوم على الجهل وعدم الوعي الكافي عن الطفل ونفسيته، لذا نسلط الضوء على بعض الأساليب المتبعة في التربية الحديثة من خلال موقع الملك.

كيف اقوي شخصية طفلي؟

يظن البعض أن التوبيخ الدائم والزجر والتهديد هو ما يفيد الطفل، ويتبعون نفس طرق التربية التي خضعوا لها دون الاكتراث لنفسية الطفل، وما يترتب عليه من الإضرار بشخصيته، وجعله طفلًا غير سوي نفسيًا.

من الواجب على الوالدين الإدراك الكامل عن أساليب التربية وكيفية التعامل مع الطفل في المراحل العمرية المختلفة؛ حتى ينشأ طفلًا قوي الشخصية يتحمل المسؤولية في المستقبل ويتخذ قراراته بنفسه دون تدخل.

توجد العديد من الطرق التي بيّنها علماء النفس، والتي تؤدي إلى تقوية شخصية الطفل، وتربيته تربية صحيحة.

اقرأ أيضًا: حقوق وواجبات الطفل 

1- عدم وضعه في مقارنات

تعد من أهم الأساليب التي تساعد على بناء شخصية الطفل وتقويتها، إذ إن وضع الطفل في مقارنة مع غيره تولد لدية الكره والغيرة والحقد، مما ينتج عنه التصرف العدواني، والانفعال الدائم.

فإن إحساس الطفل أن غيره أفضل منه أو أذكى منه يجعله ضعيف الشخصية.

2- التشجيع الدائم له

حتى وإن كان على أمر بسيط، فإنه يعد من الأمور الهامة لتقوية شخصية طفلك، لاسيما التشجيع عند الفشل فإنه أكثر ما يحتاج إليه.

علاوة على ذلك.. فإن الدعم الدائم للطفل يُبرز شخصيته ويعزز ثقته بنفسه، فينزع عنه ثوب الخجل ويصبح ذو شخصية قوية قادر على الإبداع وفعل أمور جديدة.

3- فرصة اتخاذ القرارات

إن منح الطفل فرصة الاختيار واتخاذ قراراته بنفسه من أهم الأمور التي تقوي شخصية الطفل وتُنميها، فيجب سؤال الطفل عما يُحب وما يكره، مثل ترك مساحة له لاختيار ملابسه وطعامه، ألعابه… وغيرها من الأمور التي تعزز من شخصيته.

يُؤتي ذلك بثماره في المستقبل، حيث يكبر الطفل فيصبح ناضجًا يتخذ قراراته بنفسه وبشكل صحيح، دون الحاجة للتوجيه الدائم، والاعتماد على الغير.

4- عدم التوبيخ أمام الآخرين

من أشد ما ينصح به في تربية الطفل، هو عدم إهانته أو زجره ومعاقبته أمام الآخرين، فيظن البعض أن الطفل لا يملك مشاعرًا لكونه صغير، إلا أنه يكون هشًا تؤثر في نفسيته تلك الأمور.

حيث تؤدي إهانته وزجره أمام الآخرين إلى ضعف شخصيته، وتبلد مشاعره، ويفقد ثقته بنفسه، ثم يفعل الخطأ ولا يعبأ بالعقاب أو التوبيخ، إذ يلازمه الشعور بالفشل واللامبالاة.

5- تخصيص وقتًا للطفل

من أهم الأساليب التي تجاوب عن تساؤل كيف أقوي شخصية طفلي، إذ أنه يُشعر الطفل بالتقدير والاهتمام، وكما أنه يساعد الوالدين في اكتشاف العديد من الأمور عن الطفل، وشخصيته.

علاوةً على ذلك فإن تخصيص الوالدين وقتًا لطفليهما يعزز من ثقته بنفسه، وينشأ الطفل سويًا مُكتفيًا عاطفيًا بمشاعر الحب والتقدير الذي يمنحها له والداه، فيتقبل ذاته، ويصبح مُنفتحًا نحو الآخرين.

6- البعد عن العزلة والانغلاق

فيجب الاهتمام بجعل الطفل يندمج مع أقرانه، ليصبح اجتماعيًا متفاعًلا مع غيره، ويمكن ذلك من خلال تنظيم العديد من النشاطات مع غيره من الأطفال، والحرص على تواجده في أماكن جديدة؛ من أجل تنمية حس التواصل لديه.

يجب الحرص على تعويد الطفل تدريجيًا على ذلك لاسيما إن أبدى انزعاجه من تواجده مع غيره.

7- منحه الحب والاهتمام

إن أكثر ما يؤثر في نفسية الطفل ويعزز ثقته بنفسه هو الإفراط في الحب وإظهار المشاعر بصفة دائمة، فيخبره والداه دومًا أنهما يحبانه.. يُقبلانه ويُشعراه بوجوده وأهميته.

8- الاستقلالية والاعتماد على الذات

يجب ترك مساحة للطفل ليقوم ببعض الأمور بنفسه، فلا تفعل الأم كل شيء نيابةً عنه لاعتقاد أنه لازال صغيرًا، بل يجب تعويده منذ الصغر على القيام بأموره بنفسه مع الإشراف والمراقبة.

مثل قيامه بترتيب فراشه وألعابه، ارتداء ملابسه وحده، تناول طعامه…وغيرها من الأمور التي يمكن أن يفعلها بمفرده دون التعرض لأي ضرر، فإن هذا يكوّن لدى الطفل الاعتماد على النفس ويقوي شخصيته.

9- توفير جوّ صحي للطفل

من أهم الأمور التي تساعد في تكوين شخصية الطفل القوية، هي وجوده في جو هادئ بعيد عن المشاكل والصراخ والعنف الأسري.

هذا ما يجب الحرص على توفيره، إذ إن الخلافات الزوجية تؤثر بالسلب على نفسية الطفل ويصبح مُعقدًا ضعيف الشخصية.

10- الاستعانة بالأنشطة والمهارات

حيث توجد العديد من الألعاب التي لها دور كبير في تنمية قدرات الطفل، وتقوية شخصيته، وتعمل على تحفيزه نحو التفكير والإبداع، يمكن الاستعانة بها.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر الثلاث سنوات

أسباب ضعف شخصية الطفل

تبدأ تنمية الطفل وتقوية شخصيته من عمر ثلاث سنوات، حيث يدرك كل التوجيهات والنشاطات التي تقدم إليه، لذلك فإن عدم اهتمام الوالدين بالطفل في تلك المرحلة يؤدي على إضعاف شخصيته، لاسيما مع وجود التصرفات الخاطئة من الوالدين.

يجب الانتباه نحو بعض الأساليب التي تضر بالطفل وتؤثر على نفسيته؛ مما تجعله ضعيف الشخصية وتجنبها.

  • التعرض للعنف: فإن تعنيف الطفل بضربه وتوبيخه يؤثر بشكل سلبي، فإن شعوره بالخوف يفقده ثقته بنفسه والآخرين، مما يضعف شخصيته، فيجب اتباع أساليب التربية الحديثة في العقاب.
  • الصدمات النفسية: فإن تعرض الطفل لصدمة نفسية نتيجة العنف الأسري أو انفصال الزوجين، أو غيرها من التصرفات التي يقوم بها الزوجين، وتؤثر على الطفل، من أهم الأسباب التي تؤدي إلى إضعاف شخصية الطفل.
  • المبالغة في تقييم ذكاء الطفل: ذلك من خلال انتظار الوالدين من الطفل ما يفوق قدراته، ومعاقبته والضغط عليه عند عدم استجابته، مما يشعره أنه لا فائدة منه، ويحطم ثقته بنفسه.
  • الإفراط في الحماية من قِبل الوالدين: تعد من أبرز الأسباب التي تضعف شخصية الطفل وتكسبه الاتكالية وعدم الاعتماد على النفس في أي أمر من الأمور.
  • المقارنات السلبية: حيث تعمل مقارنة الطفل بغيره سواء على سبيل النصح أو الزجر على هدم ثقته بنفسه، وتثبيط عزيمته، وإضعاف شخصيته.
  • إشعار الطفل بالفشل: فإن الضغط على الطفل في هذا الأمور واخباره دائمًا بإخفاقه، وطلب نتائج أفضل منه، يضعف شخصيته، ويُفقده الرغبة في المحاولة.

سمات الطفل ضعيف الشخصية

يمتاز الطفل ضعيف الشخصية بالعديد من السمات والتي تظهر بوضوح، والتي إذا وحدت في الطفل يجب على الوالدين الانتباه وسرعة التصرف.

  • شعوره الدائم بالخجل، وعدم القدرة على التعبير عن النفس.
  • حب العزلة والانطواء.
  • عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
  • جلد الذات والشعور بالذنب بشكل دائم.
  • لا يتقبل المدح، ويشعر أنه لا يستحقه.
  • يبتعد عن البدء والمبادرة في أي شيء.
  • عدم القدرة على الرفض ” لا يستطيع قول لا”.
  • لا يمكنه حماية ممتلكاته.

نصائح للتعامل مع الطفل ضعيف الشخصية

إذ غفل الوالدين عن طفليهما ونشأ ضعيف الشخصية، فإنها ليست نهاية العالم، إذ لازال أمامهما فرصة إصلاح الطفل وتوجيهه ومعالجة شخصيته الضعيفة.. يتحقق ذلك من خلال اتباع بعض الأساليب التي نذكرها في ضوء الإجابة عن تساؤل كيف أقوي شخصية طفلي.

  • التركيز على الإيجابيات: فيجب البدء مع الطفل بتعزيز ثقته بنفسه، ولا يتم ذلك إلا بإظهار صفاته الإيجابية، وإحياء الجانب الإبداعي له، وتنمية مهاراته، من خلال إشراكه في نشاطات تثير اهتمامه.
  • عدم محاولة تغييره: يجب الحرص على عدم الضغط على الطفل وتفهم مشاعره، وتقبله كما هو، فقد يراه البعض انطوائيًا، فلا يجب اكتراث الأم نحو ذلك، حتى لا تتحول محاولاتها إلى إضعاف شخصيته أكثر.
  • عدم الاعتذار عن تصرفاته: إذ تقوم بعض الأمهات بالاعتذار للآخرين عندما يرفض الطفل مشاركة غيره في اللعب، أو بكاءه، مما يؤثر بشكل كبير على شخصية الطفل بالسلب، إذ أنه يحتاج إلى الدعم والتفهم.
  • المساعدة في مواجهة مخاوفه: غالبًا ما يكون ضعف الشخصية ناتجًا عن مخاوف لدى الطفل، لذا فإن أولى خطوات العلاج هي البحث عن تلك المخاوف، والمساعدة في مواجهتها والحد منها، ويمكن الاستعانة بالقصص والنشاطات المختلفة، حسب طبيعة تلك المخاوف.
  • الصبر وعدم استعجال النتائج: يجب على الوالدين التحلي بالصبر في توجيه الطفل وإصلاح سلوكه، لاسيما إن كان الطفل قد تكونت لديه انطباعات وسلوكيات سيئة دامت سنوات، فإن تغييرها يحتاج لمزيد من الصبر والمحاولة.

اقرأ أيضًا: كيف أعرف أن طفلي الرضيع عصبي

ما الهدف من التربية الإيجابية الحديثة؟

من خلال الإجابة عن تساؤل كيف أقوي شخصية طفلي، ومعرفة مختلف الوسائل التي تدخل ضمن التربية الحديثة، يمكن القول إن التربية الحديثة يناشد بها علماء النفس والصحة النفسية لتحقيق العديد من الأهداف.

  • تربية الطفل بأفضل استراتيجيات ووسائل التأديب والتربية.
  • مواكبة التطور الذي يشهده الزمن، وتخطي الأزمات والعقبات التي تواجه الآباء والأمهات عند تربية الطفل.
  • تحقيق موازنة بين الأسرة والتزاماتها، وبين الانشغالات اليومية.
  • تربية أجيال تربية صحية، وخلق مجتمع سوي مُعافى نفسيًا، يعمل على ارتقاء الأمم وتقدمها.
  • تحقيق الاستقرار والهدوء داخل الأسرة.
  • توجيه الطفل نحو الاستخدام الآمن للتكنولوجيا بما يحقق الاستفادة منها.

على الرجل والمرأة بادي الأمر أن يحصلوا على التوجيه والوعي الكامل بتربية الأطفال قبل التفكير في بناء أسرة.. فإن تربية الأبناء ليست بالأمر القليل للاستهانة بها، والتقليل من أهميتها.

قد يعجبك أيضًا
شاركنا بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.