كيف أتعامل مع ابني المراهق إذا أخطأ

كيف أتعامل مع ابني المراهق إذا أخطأ؟ وكيف يكون تعديلي لسلوكه الخاطئ نوعًا من البناء لا الهدم؟ فما أسهل كلمات الهدم لشخصية أي إنسان، وما أسهل الهدم على من يقوم به ولكن ما أقساه على من يسمعه، وحين يحدث سوف يدفع الجميع آباء وأمهات وأبناء ثمن هذا الخطأ الكبير، فينبغي أن يكون الأساس هو البناء وللتصحيح لا للكسر والتهديم، وهذا ما سنتبينه على موقع الملك.

كيف أتعامل مع ابني المراهق إذا أخطأ

المراهقة من أصعب الفترات التي تمر على المراهقين والآباء على حد سواء، فالمراهق يتغير تغيرات كثيرة وجذرية في سلوكه قد لا تشعره بأنه هو يعرف نفسه من غرابة أطواره، فالعصبية وحدة التعامل قد أصبحتا إحدى سماته الجديدة ولكنهما بالفعل صارتا ترهقانه ولا يستطيع إيقافهما، فيشعر بنفسه كائنًا جديدًا مختلفًا تمام الاختلاف.

ربما لا يكون قادرًا على تحديد الهوية في البناء النفسي الحالي في تلك الفترة ويحتار في الإجابة على سؤال هل هو طفل أم شاب؟ فيترنح في حيرة، فيجد نفسه في صراع بين حالتي نضج مختلفة بين الشباب الناتج عن التغير الواضح الكبير في المظهر العام، وبين الطفل بالمشاعر التي كان يحملها، والتي لم يتطور عنها بعد، فيصعب عليه التوفيق بينهما.

هنا يبرز للأبوين السؤال الأكبر الذي يقول: ماذا حدث للولد أو البنت؟ ويعجبون من الطفل الذي كان منذ وقت قريب هادئ الطباع بعيد معظم أوقات النهار عن الضجيج وافتعال الأزمات.. فإذا بهم في يجدونه مختلفًا، يجدونه وكأنه انسان آخر، يحدثونه فلا يستطيعون التأثير على قراراته، فلا يستطيعون لفرط تشبثه برأيه.

لذا.. هناك عدة قواعد يجب فهمها للإجابة على سؤال كيف أتعامل مع ابني المراهق إذا أخطأ بشكل صحيح منها:

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر الثلاث سنوات

أولًا: كن هادئًا

إن أول نصيحة للأب أو الأم أن تأخذ الأمر مع كونه إزعاجًا من الابن المراهق بهدوء، فالمشاكل طبيعية من المراهق، والخطأ طبيعي منه.

يمكنك التغافل عنه بقدر إمكانك فلا يشترط أن تعقب على كل خطأ ويمكنك أيضًا أن تظهر عدم الانتباه أحيانًا.. ومن الخير أن تكون متغافلًا في بيتك عن بعض الزلات والأخطاء الصغيرة المتكررة.

ليس شرطًا أن يكون لك صوت وتعقيب على كل صوت وكل تصرف وكل عمل، فذلك يفقد اعتراضك قيمته وتأثيره، فاجعل اعتراضك مؤثرًا دومًا بتقليله في حياة أبنائك المراهقين.

ثانيًا: ضع قواعد لابنك أو ابنتك

من الضروري أن تضع قواعد واضحة في بيتك لابنك أو ابنتك، فمن المعروف في القانون العام أنه لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص، فمن الطبيعي ألا تكون هناك جريمة ليعاقب عليها الشاب دون معرفتها قبل الوقوع فيها، لكن اعتبار أنها جريمة أو مخالفة دون معرفة بها ليس بالأمر الجيد.. فيجب وضع القواعد بوضوح تام.

فتحديد القواعد وتفهم الشاب لها يفيد جدًا في الالتزام بها.. نعم قد يكون هناك بعض الاعتراضات، ولكن بالمناقشة المتأنية يمكن الوصول لنقاط في المنتصف تحدد القواعد بهدوء.

الخطوة التالية نظرًا لضعف ذاكرة الأبناء وربما لحبهم للمغالطة فمنهم من يحاول أن يغالط أثناء ارتكابه الخطأ فإذا قلت له ألم نتفق على كذا فسيقول لك لا بل اتفقنا على كذا، ويظل متمسكًا برأيه وربما يقسم عليه.

أن تحفظ تلك القواعد جيدًا سواء بكتابتها أو بتسجيلها أو بإدخال أي وسيلة للحفظ، المهم أن تكون مسجلة محفوظة يسهل استرجاعها.

ثالثًا: الاتفاق التربوي في القواعد

يعاني الأطفال عمومًا وخصوصًا من بلغوا سن المراهقة منهم من التضارب التربوي بين الأبوين.

فحينما يقرر الأب مثلًا أن تكون آخر موعد للتواجد في المنزل في الساعة التاسعة وفي المرات الذي لا يكون فيها الأب موجودًا أو يكون مشغولًا أو غير منتبه، فالأم مسؤولة عن تنفيذ القواعد.. تمامًا كما اتفق الأب مع الأولاد.

أيضًا ربما يكون أحدهما وغالبًا الأب حازمًا في تنفيذ عقوبات مخالفة القواعد، ويجد المراهق أن الأم قد لا تكون تطبق نفس العقوبات بنفس الطريقة، فالتضارب التربوي بينهما هو الذي يؤذي المراهق إيذاءً شديدًا.

اقرأ أيضًا: كيف أعرف أن طفلي الرضيع عصبي

رابعًا: المسؤولية تعود وتربية

يجب أن يستقر في ذهنك أن ابنك لن يكون مسؤولًا في تصرفاته في يوم وليلة، بل تأتي تلك المسؤولية متدرجة يومًا بعد يوم.

فمن المهم في إجابة سؤال كيف أتعامل مع ابني المراهق إذا أخطأ أن يشعر بالمسؤولية عن نفسه، وعن قراراته العامة التي تخصه، فاترك له بعضًا مما يخصه من أمور لكي يبت فيها وحده دون تدخل منك.. إلا التدخل في الفعل الذي تراه مجانبًا للصواب بصورة فجة، فيمكنك حينها التدخل.

ففي قرارات مثل اختياره للمدرس الذي يختاره ليدرسه المادة التي يريدها يجب أن تعلمه المسؤولية عنها، فيتدرب فيها ويختار الأصلح له.

يمكنك أن تجلس معه وتفهمه أن اختيار المدرس يكون وفق مميزات تعليمية فيه ويتجنب الحكم عليه بالمزاج الشخصي أو بوجود الزملاء.. ومن هنا يبدأ هو في فرزهم واخيارهم وفقًا لهذا المبدأ فيتعلم.

لكن في قرارات مصيرية يجب أن تتفق معه على النقاش فيه ويحاول أن يقنعك بوجهة نظرة، حتى لو خالفت وجهة نظرك.. لكن مع الالتزام بأن يكون الرأي النهائي لك أنت حتى لو لم يوافق رغبته ولا أدلته في الإقناع بها، لأنها قرارات مصيرية مثل التشعيب في الأدبي والعلمي أو الدخول للكليات وهكذا.

خامسًا: افهم ولدك وتحاور معه

أخيرًا لاستيفاء الإجابة على سؤال كيف أتعامل مع ابني المراهق إذا أخطأ.. حاول أن تفهم ولدك وتتناقش معه ويكون بينكما مجالًا مستمرًا للحوار، فالحوار أحد الضمانات القوية لحياة مستقرة لكي تستطيعوا أن تعبروا تلك المرحلة في هدوء وبأقل قدر من المشكلات.

فلك أن تعلم أنّ حياة المراهقين مليئة بالمتاعب ويجب على الأبوين أن يكونا عونًا للابن على تخطيها.. لا أن يكونا سببًا في جعل هذه الأيام من أسوأ فترات حياتهم.

فالحوار هو الذي يمكنك من فتح الموضوعات التي لا ترغب أنت ولا هو في فتحها لكي تنقل له خبرتك وأفكارك وتعاليم دينك فيما يجب عليه أن يفعله وفيما يجب عليه أن يتركه ويبتعد عنه.. فهذا هو دورك الكبير والأساسي في تربية ولدك المراهق.

فينبغي على الأبوين أن ينزلا بعقولهما لفهم عقلية ابنهما المراهق، فهو يرى الأمور بوجهة وزاوية تختلف عنهما، على أنه بات متأثرًا بمواكبة وتيرة الحياة التكنولوجية حوله، فلا يقوى على المرور بصواب بالغ دون أن يُساعداه على ذلك.

ابنك المراهق الهادئ غير طبيعي

يطمئن التربويون الآباء والأمهات بأن السلوك الأساسي للمراهقين هو المشاغبة وأن سلوكهم الطبيعي هو الاعتراض على كل تصرف الأب والأم.

يريدون الاستقلالية في القرار، كما يريدون الخروج من السيطرة الأبوية من الأسرة فكل السلوكيات هذه طبيعية جدًا، ولا داعي للأمهات والآباء القلق الزائد منها شرط التعامل الصحيح مع الأخطاء.

لذلك يعتبر مرور المراهق على تلك المرحلة بهدوء وسلاسة دون مشاكل تذكر أمرًا غير عادي وينبي بشيء خاطئ سلوكيًا أو نفسيًا، فمن الطبيعي للمراهق أن يعاند ويثور ويرتفع صوته ويكون حاد الطباع وسريع التغير.

فينقلب مزاجه بسرعة شديدة من الحزن إلى الفرح والعكس، فإذا مرت فترة المراهقة بدون كل ذلك.. فإنها تزيد من التخوف بحدوث المزيد من الآلام بعدها.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الزوجة في بداية الزواج

العدوانية عند المراهقين

بعد أن تحدثنا في جواب سؤال كيف أتعامل مع ابني المراهق إذا أخطأ.. نشير إلى أنه من السمات الهامة للمراهقين اتصافهم بالعدوانية فهم يرفضون فقط ولكن قياسهم لردود الأفعال يعتبر قياسًا غير متزن وغير منضبط.. فتجدهم يتوترون ويندفعون في ردود الأفعال وهم لا يتصورون أن ما يفعلونه يمثل تجاوزًا في حق الذين يتعاملون معهم.

بل يعتبرون أن تصرفهم طبيعي جدًا وأنهم لم يخطئوا وأن الناس تحمل الأمور أكثر مما تحتمل.. وقد يكون للعدوانية مبررها الصحي عند المراهقين، فأجسامهم تعاني من نشاط زائد للغدة الدرقية والنخامية وهرمون التيستيرون.

فهم لا يدركون طبيعة ردود الأفعال وهي مخالفة لطبيعتهم، وقد يكون هناك أسباب أخرى تنتج من سوء معالجة الأسرة لتلك العدوانية فتزيد الطين بلة.. فتزداد العدوانية بمتوالية هندسية ولا تقف عن نهاية.

فالأمر جد خطير ولا ينبغي تركه للتجربة الشخصية.. فيكون حسبما اتفق وحسب الحالة المزاجية للأب أو الأم وقتها، فحينها بالفعل نكون نحن من يدمر حياة ابنه أو ابنته ويدمر مستقبله في كل شيء، وسيعاني منه الأبوان ربما أكثر من معاناته لشعورهم بتأنيب الضمير الناتج عن تضييع الفرصة والتسبب في الخطأ الفادح.

إن الشباب يمكنه أن يجد فترة المراهقة من أزهى وأقوى فترات حياته وأكثرها إنجازًا بينما قد يراها فترة سوداء بائسة يتمنى أن يتخلص منها ومن أسرته ومن الحياة كلها، بحسب قدرة الآباء على التعامل الصحيح مع ابنهم إذا أخطأ.

قد يعجبك أيضًا
شاركنا بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.