فن التعامل مع الزوج

فن التعامل مع الزوج هو أحد الفنون المهمة للسعادة في الحياة لا في السعادة الزوجية فقط، وإتقانه يعتبر النجاح الأهم في حياة المرأة، فلكل زوج شخصيته المتفردة التي يتميز بها وتستطيع الزوجة إن فهمتها جيدًا أن تجد فيها الراحة من كل مشاكلها إن أحسنت التعامل مع زوجها، وفي موقعكم الملك نقدم لكم تفصيلًا حول هذا الأمر فتابعونا.

فن التعامل مع الزوج

دائمًا ما تكون مهمة فهم الشخصيات هي أصعب النقاط في التعامل بين الناس، فبعد الوصول لمفاتيح أي شخصية وفهمها جيدًا يمكنك التعامل معها بكل سهولة، وتقديم ما يسعده وتجنب ما يثيره وما يغضبه، فللناس دائمًا ملامحهم المتباينة في اختلافات واضحة بين سمات شخصياتهم.

إن الأساليب والوسائل لفن التعامل مع الزوج كثيرة ومتنوعة، ولكن الأهم اختيار الأسلوب المناسب في التوقيت المناسب، فلكل شخصية مفاتيحها المناسبة، ولكن الأهم هو اختيار المفتاح المتناسب مع تلك الشخصية في ذلك الموقف، ولكن هناك سمات عامة لابد من وجودها مع جميع الشخصيات تصلح لكي تكون قواعد عامة للجميع فيتم اعتبارها كنصائح أساسية.

فللزوج عند زوجته مكانته التي أمر الله بها، فله عليها حقوق كثيرة فرضها الله عليها، فصح عن أبي هريرة قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ” لو كنْتُ آمِرًا أحدًا أنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ، لَأَمَرْتُ المرأةَ أنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِها” لعظم حقه عليها، ولهذا فإتقان فهمها لشخصية زوجها وحسن التبعل له من أساسيات دينها ولها بطاعته الجنة من أبوابها الثمانية تدخل من أيها شاءت، ويمكن أن نقسم فن التعامل مع الزوج الى نقاط مهمة وهي:

أولًا: قدمي له الاحترام

إن من أوسع أبواب فن التعامل مع الزوج هو تقديم الاحترام وتقدير المجهود والأفعال في فتح القلوب، فبرغم اختلاف شخصية الزوج فإن تقديم الاحترام له يكسبك قلبه ويجعله فخورًا بك معتزًا بأفعالك شاكرًا لك هذا الاحترام، ويكون على استعداد دائم لتقديمه لك على الدوام.

فإن عدم الاحترام يمكن أن يكون في الإهانة وعدم التقدير وهذه الأفعال توغر صدر الزوج، وربما لا يتحملها ولا يحبها مطلقا وبالأخص لو كان أمام طرف ثالث غيركما، فعدم الاحترام أمام أهلك أو أهله يفقده علاقته بك، وعدم الاحترام أمام أولادهما يمكن أن يصل بكما إلى الانفصال.

فدائمًا قدمي له الاحترام واذكري أفعاله بمزيد من التقدير والامتنان، واشكريه على التصرف الجيد الذي فعله معك، ويمكنك أن تغيري من أفعاله للأفضل عن طريق شكره على بعض الأفعال الصغيرة أثناء تلميحك إلى الفعل الآخر الذي أخطأ فيه، فيعتبر حينها أنك تعترضين على الفعل وتتمنين تغييره فقط ولا تعرضين عليه شخصيا في تقييمه، وذلك أسلوب راق للتعديل والتطوير.

ستفاجئين بعد تقديم الاحترام له وشعوره الحقيقي باحترامك له، بأنه يقدم لك الحب والاحترام مضاعفًا ففي كل موقف سوف لا يتخلى عن ذلك الاحترام لم حتى في أوقات الخلاف، فإذا ساد الاحترام بينكما في كل تعامل بينكما ستجدينه لا يتخلى عنه حتى لو اختلف معك في رأي أو في قضية فحاجة البيوت إلى الاحترام حاجة ضرورة وملحة وأعظم أحيانًا من الحب.

اقرأ أيضًا: امثلة كلام بذيء بين الزوجين

ثانيًا: أحسني انتقاء ألفاظ الكلام

لاحظي أن أي كلام يصدر منك يكون له مكانه وتقييمه عنده، فإذا انتقيت أطايب الكلام كما ينتقي الناس أطايب الثمر وقدمته للزوج في كلمات مدح أو تشجيع أو دعم، وخاصةً في وقت أزمة يعيشها أو في ضائقة معينة، فلن ينسى مثل هذه الكلمات أبدًا، وسيظل يحملها لك طول عمره فأول ما يذكره الإنسان عن إنسان آخر هو حسن حديثه أو سوء اختيار ألفاظه.

فمن منا ينسى موقف السيدة خديجة مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إذ جاءها وهو في حالة شديدة من شدة المفاجأة، وقال لها: يا خَدِيجَةُ، ما لي؟ وأَخْبَرَهَا الخَبَرَ، وقالَ: قدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِي، فَقالَتْ له: كَلَّا، أبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا؛ إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ.

فأحسنت استقباله وهو في أزمته، وسمعت منه شكواه بقلب مفتوح، ثم ردت بأفضل رد يدل على انتقائها افضل كلمات تقال في مثل هذه المواقف، فحمل لنا التاريخ كلمتها، وحمل فضلها الرسول صلى الله عليه وسلم فقال عنها بعد موتها: ” ما أبدَلَني اللهُ عزَّ وجلَّ خَيرًا منها، قد آمَنَتْ بي إذ كفَرَ بي الناسُ، وصدَّقَتْني إذ كذَّبَني الناسُ، وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَني الناسُ، ورزَقَني اللهُ عزَّ وجلَّ ولَدَها إذ حرَمَني أولادَ النِّساءِ.

فاحرصي على انتقاء كلمات المدح لزوجك واختاري كلماتك بعناية حتى ولو كنتما في خلاف، فالغضب يخرج كثيرا من المخبوء في الصدور عن طريق الكلمات، فحرصكِ على أن تكون كلماتكِ حسنة ولو في وقت خلافكما سوف يذكرها لك بعد انتهاء الخلاف، فكم من كلمة طيبة أنهت مشاكل كبيرة وكم من كلمة سيئة فتحت بابًا للمشاكل لم يغلق أبدًا.

ثالثًا: تجنبي المقارنة بين زوجك والآخرين

في كثير من الأحيان، بل هي العادة أيضًا تكون كلمة المقارنة ذمًا لا مدحًا، فعندما تشعرين بالغضب وتقارنين بين زوجك وبين أي أحد من الناس، تكون المقارنة ذمًا فيه لا مدحًا، فبالتالي إياك أن تقارني بين زوجك وبين أي أحد من الرجال وخاصةً في أوقات الغضب فلن تطفئ تلك الكلمات غضبه بل ستزيده اشتعالًا.

فحينما تقارنين بين زوجك وبين أي أحد من الناس ستوغرين صدره وسيحمل عداوة لذلك الشخص وسيحمل البغضاء لك، ولذا فلن تجني من المقارنة إلا الخسارة اليقينية فاحرصي على تجنبها بكل وسيلة، فالرجال يحملون الغيرة في قلوبهم مثلهم مثل النساء تماما، ولكنهم يكونون أكثر حرصًا على عدم إظهارها، وتظل في أعماقهم لفترات طويلة.

فطالما اخترته زوجًا لك يجب أن تشعريه بأنه فخورة به وسعيدة معه وأنك لو أعدت الاختيار لن تختاري غيره، فمجرد قول تلك الكلمات ولو كان بها بعض المبالغة أحيانًا، ولكنها طريق جيد لاستخراج كل جميل منه فسيعاملك بنفس الطريقة وسيشعرك بأنك فخر له أيضًا فتحصدين كما زرعت، فالكلمة الطيبة صدقة.

رابعًا: امنحي زوجك مساحته الشخصية

من حسن فهمك للتعامل مع الرجل في إدراك فن التعامل مع الزوج أنه يحتاج في وقت ما للخلوة مع نفسه، فعندما يقع الزوج في مشكلة معينة لا يحب الحديث عنها بمجرد حدوثها، بل يحتاج إلى بعض الوقت للتفكير فيها وحده، فيسميها خبراء التربية أنه يحتاج إلى أن يدخل الكهف الخاص به للتفكير، فعلى الزوجة أن تحترم ذلك منه لأن ذلك جزء من شخصيته.

إذ يحتاج الرجل إلى أن تكون له مساحته الخاصة والشخصية للقاء معارفه القدامى، لممارسة ما يحب من ألعاب خاصة، لقراءة الكتاب الذي يفضله، فلا تصري على أن تكوني معه أو حوله في كل موقف، فكثرة التضييق تسبب له نفورًا من العلاقة، فكوني موجودة ومستعدة له ولكن لا تفرضي نفسك عليه، وبالمقابل سوف يتعامل معك بنفس الطريقة.

فقد كان سيدنا محمد وهو خير البشر يذهب شهرًا كاملًا في العام ليخلو بنفسه في غار حراء خلال شهر رمضان من كل عام، ليتعبد فيه وحده فلم تكن تعترض السيدة خديجة، ولم تطلب منه الكف عن ذلك بل احترمت رغبته، لتعطي درسًا للزوجات في كيفية احترام شخصية الزوج وتقدير المساحة الشخصية التي يحب أن يحرص عليها.

اقرأ أيضًا: طريقة التعامل مع الزوج المطنش

نصائح سريعة في فن التعامل مع الزوج

يحتاج الحديث عن فن التعامل مع الزوج إلى مقالات كثيرة لأن لكل زوج شخصيته، فأحببنا أن نذكر بعض النصائح السريعة من الزوجات لبعضهن وهن ينصحن معارفهن بخلاصة تجربتهن فقلن:

  • ثقي بزوجك واظهري له الثقة فيه فهو يحرص إن نالها ألا يفرط فيها، حتى لو قصر فيها مرات فسيحرص على عدم فقدانها وسيرجع إليك ليجدد ثقتك فيه.
  • اخلصي في تعاملك مع زوجك وكوني دومًا متحلية بالصدق في مشاعرك وتجنبي الإفراط في إظهارك لمشاعرك حتى لا تفقد بريقها.
  • احرصي على مشاركة زوجك اهتماماته فيما يحب أن تشاركيه فيه.
  • أعط لزوجك مساحة في حوارك اليومي واحرصي على ألا تفقدي الحوار بينكما، فالحوار باب أكيد لحل المشكلات أو إذابتها.
  • حذارِ من التصرفات التي تؤكد الشك فيه فاحذري من مراقبة هاتفه والتطفل على خصوصياته لأن هذه التصرفات لن يكون وراءها خير ابدًا.
  • قومي في أثناء يومك بأي فعل لطيف يشعره أنه ذو قيمة لديك.
  • تفهمي الخلاف الطبيعي بينكما فقد يكون بينكما تشابه واتفاق، ولكنه لن يكون هناك تطابق بينكما فستظل هناك مساحة للاختلاف دائمًا فلا تغضبي منها.
  • سامحي فأنت وكل الناس ترتكب الأخطاء الصغيرة وأن الذي يطلب رفيقًا بغير خطأ فكأنما يطلب المستحيل بعينه.
  • تواضعي فكلنا نحمل نقاط ضعف، ولا يوجد في الكون شخص بلا نقاط ضعف في شخصيته مهما كانت مختفية، فالتواضع يُشعر الجميع بأنه لا يوجد إنسان مثالي، فكلنا ذوو أخطاء وكلنا يفترض أن نتقبل أعذار بعض.

فن التعامل مع الزوج يجب أن تتقنه المرأة، وذلك لكي تحافظ على بيتها سالم ومستقر، بالإضافة إلى زيادة الحياة الزوجية حماسًا واشتعالًا، واستبدال الملل بالبهجة والسعادة.

قد يعجبك أيضًا
شاركنا بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.