طرق الزراعة القديمة والحديثة
ما هي طرق الزراعة القديمة والحديثة؟ وما هي أفضل الطرق التي يمكن الزراعة بها في الوقت الحالي؟ ولا يمكن الإجابة عن هذه الأسئلة إلا بمعرفة الطرق المختلفة للزراعة التي كانت تستخدمها الدول في الوقت السابق إلى يومنا هذا، ولمعرفة كل ما يخص الزراعة القديمة والحديثة يقوم موقع الملك بتوضيح ذلك.
طرق الزراعة القديمة والحديثة
تختلف طرق الزراعة قديمًا وحديثًا في العديد من الاختلافات الجوهرية والاختلافات الطفيفة التي تعتمد على تطور الأساليب فقط، والهدف الرئيسي من الطرق المختلفة هو الحصول على المحاصيل الصحية التي تحصل على حاجتها من الاحتياجات المائية والغذائية لها.
أولًا: طرق الزراعة القديمة
هناك الكثير من الطرق التي تم استخدامها في القديم لزراعة وفلاحة الأرض وكان الهدف الرئيسي منها استخدام الأدوات المتاحة لري المحصول أو إنباته، واختلف كل طريقة على حسب الأدوات المستخدمة وكميات الماء للأرض.
1- الأغطية البلاستيكية
الهدف من هذه العملية منع تبخر المياه من النباتات وحصولها على الرطوبة الدائمة، ويمكن اللجوء إلى النشارة العضوية لمنع تجنب التبخر وذلك عن طريق إضافتها إلى جانب النباتات أو في التربة السطحية لها.
تحافظ هذه الطريقة على الرطوبة في التربة إلى أطول فترة ممكنة، بالإضافة إلى أنها من الطرق التقليدية التي تم استخدامها منذ القديم.
2- طريقة الأخاديد
الأخدود هو ممر ترابي عالي يتم فيها زراعة النباتات ويمكن استخدام طريقة البتن والظهر وذلك لضمان حصول جميع النباتات على الماء والحفاظ على كميات المياه متساوية في جميع الخطوط أو الصفوف.
تساعد هذه العملية على الحفاظ على سرعة سريان المياه في الأرض، والتحكم في تصرفاتها، ويمكن استخدام هذه الطريقة من طرق الزراعة القديمة والحديثة، حيث تعتبر من الطرق الفعالة التي تساعد على حصول جميع النباتات على احتياجاتها المائية.
تمنع هذه العملية تآكل التربة السريع، وتسمح للأمطار التدفق والتغلغل داخل مسام التربة والذي يساعد على نمو وخروج النباتات بشكل طبيعي.
3- الدورة الزراعية للأرض
من أهم طرق الزراعة التقليدية التي تم استخدامها في القديم وحتى هذا اليوم من المزارعين أصحاب الأراضي الصغيرة.
تعتمد الدورات الزراعية على إنبات العديد من المحاصيل في الأرض الواحدة ولكن بمواسم معينة وبدورة ثابتة يتم فيها تغيير الأنواع المختلفة من المزروعات.
الهدف الرئيسي من هذا التكنيك المحافظة على المعادن والعناصر الموجودة في الأرض، وعدم استهلاكها حتى لا تتحول إلى أرض مقفرة لا تصلح للزراعة.
يتم استخدام النباتات التي تحتاج إلى العناصر والمعادن القوية في موسمها، مع إنبات نباتات البرسيم معها، للحصول على الاستفادة الكاملة للنباتين، ولأن نبات البرسيم يمنع بعض حشرات النباتات الأخرى من النمو والانتشار في التربة.
في الموسم الذي يليه لا يتم استخدام نفس النوع من النباتات للموسم الفائت ولكن تدخل على الأرض النباتات الأقل حاجة لمعادن الأرض، والهدف الرئيس منها هو إراحة الأرض وإعطائها القدرة على تخزين المعادن والعناصر المهمة للنباتات القوية.
مثال على الدورة الزراعية
في المخطط التالي يوضح المحاصيل التي يتم زراعتها في الدورة الزراعية الواحدة أي السنة الزراعية الواحدة للأرض وترتيب المحاصيل التي تزرع في نفس الأرض للتأكد من حصول جميع النباتات على الحاجة الغذائية الكاملة لها.
يتم تصنيف المزروعات على أساس أنها حبوب أو بقوليات أو محاصيل أخرى، وعلى أساس موسم الزراعة الخاص بها إن كانت صيفية أو شتوية.
الدورة الأولى | الدورة الثانية | الدورة الثالثة |
محصول صيفي | حبوب | بقوليات |
حبوب | بقوليات | محصول صيفي |
بقوليات | صيفي | حبوب |
من المهم ألا يتم زراعة الأرض بنفس نوع المحصول في نفس الدورة، فيتم تغيير الوقت منها للتأكد من حصول النباتات على الحاجة الغذائية.
لا تقم باستخدام نوعين متشابهين من النباتات في الدورات المتتالية، مثل أن تزرع الشعير وفي الدورة التي تليه القمح، ويُمكن توضيح ما ورد في الجدول بالآتي:
- محاصيل صيفية: القطن، البطاطا، التبغ، الشمندر
- محاصيل الحبوب: الشوفان، الشعير، القمح، الأرز
- محاصيل البقوليات: فول الصويا، الفول السوداني، الفول
اقرأ أيضًا: الزراعة المائية في المنزل
ثانيًا: طرق الزراعة الحديثة
يتم استخدام الطرق المختلفة للزراعة الحديثة في الري وفي عمليات إنبات المحاصيل المختلفة، وذلك بهدف الحصول على كميات المحاصيل الكبيرة فوق القدرة العادية لاستيعاب الأرض، وأيضًا يعتبر الهدف الآخر هو إنبات النباتات في غير موسمها.
1- طرق الزراعة باستخدام المبيدات
يتم استخدام هذه الطرق لِتُخلص التربة التي تعاني من الحشرات أو الأمراض المختلفة التي يمكن أن تصيب الأرض، أو تؤثر على النباتات بشكل سلبي، والذي قد يؤدي إلى إصابة النباتات بالأمراض المختلفة وموت المحاصيل.
يتم رش المبيدات بانتظام على النباتات أثناء مراحل النمو الخاصة بها في جدول معين خاص بكل نوع تربة ونوع نباتات.
يعمل التخلص من هذه الأنواع من الحشرات والأمراض في سرعة نمو النباتات والتخلص من نموها البطيء.
2- التعديلات الجينية
من الطرق الحديثة والتي تستخدمها الدول المتقدمة، وتساعد هذه العملية على إنبات أنواع قوية وخالية من الأمراض، وتحتوي على جميع القيم الغذائية والاحتياجات التي يحتاج إليها الإنسان.
يمكن أن يتم حقن البذور أو تغيير الجينات الخاصة بها، في المعامل ومراكز البحث الخاصة، أو استخدام عمليات التهجين المختلفة بوضع نوعين مختلفين من البذور أو أكثر للحصول على أفضل القيم الغذائية في كلا النوعين.
يتم الحصول على نوع جديد ومختلف من النباتات تعرف بالنباتات المهجنة وهي نباتات لها الصفات المغايرة للأنواع الأصلية ولها قدرات وقيم غذائية مختلفة.
3- طرق الزراعة الأحادية
من الطرق التي يتم استخدامها في الوقت الحالي وذلك بهدف التسهيل في عمليات الزراعة والحصاد.
زراعة الأرض الواحدة بمحصول واحد، في الدورة الواحدة من الطرق التي تساعد على رعاية النباتات بشكل أفضل كما أنها تساعد اكتشاف الأمراض المختلفة التي يمكن أن تصاب بها المحاصيل.
من عيوب هذه الطريقة أنه يمكن أن تصاب الأرض كلها بالأمراض المختلفة التي قد يصعب السيطرة عليها إذا تم اكتشافها في وقت متأخر.
يمكن استخدام طرق الغرس الألية أو الحصاد الآلي، بالإضافة إلى طرق الري المختلفة في هذه الطريقة لتسهيل عمليات الزراعة المختلفة، وتوفير الجهد.
4- الحرث المكثف
قد لا يعتبر من الطرق الحديثة ولكن يتم استخدام التقنيات الحديثة له في الوقت الحالي ويساعد على حصول التربة على الحديد من عناصر الطبيعة والمعادن المختلفة من خلال عمليات تقليب التربة والحرث.
تساعد هذه العمليات على فك كل العقد والقلاقل من التربة، وجعلها ممهدة وصالحة للغرس، كما تساعد على قتل الحشائش الضارة التي يمكن أن تصيب المحاصيل بالأمراض المختلفة.
يتم استخدام الكثير من أدوات الحرث وآلات الحرث المخصصة لهذه العملية والتي تساعد على تقليل الأعمال اليدوية.
في الفترة الحالية يتم حرث الأرض أكثر من مرة وكل مرة تسمى باسم مختلف.
- الحرثة الأولى: تسمى فك الأرض وذلك لأنه يتم فك القلاقل والقطع الطينية الكبيرة الموجودة في الأرض الزراعية مباشرة بعد عمليات الحصاد.
- الحرثة الثانية: تسمى تني وتأتي من التثنية، وهي الحرثة التي تأتي بعد الحرثة الأولى وهي المرور مرة أخرى على الأرض الزراعية وفك الأجزاء التي لم تمهد بشكل كامل في الحرثة الأولى.
- الحرثة الثالثة: تسمى تتليت وهي الحرثة الأخيرة للأرض والتي يتم فيها تجهيز الأرض لعمليات الغرز وهي آخر عمليات الحرث قبل الدورة الجديدة.
5- الزراعة المائية
يتم استخدام هذه الطرق في الأماكن التي لا تحتوي على التربة المناسبة لزراعة المحصول المراد زراعته وإنباته.
يمكن زراعة المحاصيل في غير مواسمها، أو التي تحتاج إلى تقنيات مختلفة للزراعة والحصول على الماء والأكسجين والرطوبة بكميات معينة.
اقرأ أيضًا: طرق زراعة الخضروات في المنزل
الأنواع المختلفة للزراعة المائية
هناك الكثير من أنواع الزراعة المائية الحديثة في الوقت الحالي وكل مناسب يتناسب مع أنواع معينة من النباتات لإنباتها بصحة والتأكد من أن هذه الطرق لا تساعد على عفوتنها، وتوفر هذه الطرق المياه بنسبة تفوق 95% ولا تحتاج على التربة أو الأرض الزراعية للحصول على النباتات.
1- نظام الغشاء المغذّي “ Nutrient Film Technique“
من الطرق التي تساعد على إنتاج كميات كبيرة من المحصول بالطق المائية، ويعمل بشكل أساسي على إحاطة النباتات بغطاء رقيق من العناصر الغذائية لإنباتها بشكل صحي.
يتم زراعة هذه النباتات في قناة صغيرة يتم إمدادها بالعناصر المغذية على مدار 24 ساعة.
تحصل النباتات على حاجتها من الغذاء من خزان كبير يُمد الأنبوب بمحاليل الغذاء، والزائد منه يرجع إلى الخزان مرة أخرى، لذلك تعتبر هذه الطرق من الطرق الموفرة للماء، وضمان حصول النباتات على أقصى استفادة من العناصر الغذائية.
تصميم النظام بسيط وسهل والمدهش أنه يمكن القيام به في المنزل وإنتاج كميات كبيرة من المحاصيل على حسب الحاجة.
2- الزراعة الهوائية “ Aeroponic Technique“
تحرص هذه الطريق على عدم غمر النباتات في الماء حتى لا تحدث لها العفونة، بالإضافة إلى ترشيد كميات كبيرة من الماء ووجود نسب قليلة من رطوبة النباتات لتساعدها على النمو بشكل صحي.
تُستخدم رشاشات الضغط العالي في هذه الأنظمة لوصول الحاجة الكافية من الماء للنباتات من أسفل إلى أعلى عكس الجاذبية، وتقسيم الغذاء إلى جزيئات متناهية الصغر لسهولة وصول المغذيات إلى النباتات عند رشها بالماء.
بسبب الدوران المستمر للماء، تقوم النباتات بالحفاظ بالكميات المتناسبة من الأوكسجين الذي يساعدها في الحصول على عمليات أيض كاملة ومنتظمة.
الإنتاج في هذا النظام عالي وسريع ويسمح بزراعة أكثر من برج في نفس المكان أو في المساحات الصغيرة.
3- نظام الغمر والتصفية “ Ebb & Flow Technique“
من أنواع الزراعة المائية التي تعتمد في طريقة النظام الخاص بها في التشابه مع المد والجذر الذي يحدث في البحر.
تعتمد هذه الطريقة على ضخ الماء من مضخة مغمورة في الماء ومتصلة بماسورة كبيرة تصل إلى تربة النباتات تعمل على الوصول المباشر للأغذية في تربة النبات.
الماء الزائد أو كميات المحلول الفائضة يتم تصفيتها وإنزالها إلى المياه مرة أخرى ووصول المضخة إلى تربة النبات وهكذا دواليك.
المياه أو المحلول المستخدم للمحلول يتم تجديده بشكل مستمر، ويتم تغذية جميع النباتات وليس كل نبته على حدا، ويتم تحديد الكمية التي تناسب حاجة النبات الغذائية عن طريق عدة عوامل أهمها: حجم النبتة، نوع النبتة، نسبة الرطوبة التي تحتاجها النبتة، نسبة الرطوبة الموجودة في النبتة، مكان زراعة النبتة، درجات الحرارة.
4- نظام المياه العميقة “ deep water culture“
من أسهل أنظمة الزراعة المائية، بالإضافة إلى أنه نظام يسهل صيانته بسبب عدم وجود الكثير من التقنيات والأنظمة داخل النظام، حيث تغمر المياه خزان الماء بالكامل، وتغطي جذور النباتات فقط وتكون الأجزاء العلوية من النباتات خارج الحوض مثبتة بالأوعية الشبكية.
تأخذ الجذور الاملاح والعناصر الأخرى المغذية داخل الماء أو المحلول المغذي بشكل مستمر، ويتم ضخ الهواء بمضخة أكسجين لإمداد النباتات بحاجتها من الأكسجين، وتهوية الجذور حتى لا يحدث تعفن للجذور.
على الرغم من أنه من أسهل الأنظمة إلا أنه يتعرض للكثير من الأزمات ويواجه العديد من السلبيات مثل نمو الطحالب والفطريات في قاع الأحواض سبب المياه الراكدة.
مضخة الهواء تقوم بإمداد كميات الأكسجين المناسبة ولكن بتوزيع سيئ، فتكون الأجزاء القريبة من المضخة تحصل على حاجتها الكافية من الأكسجين، بينما الجذور البعيدة تتعرض للتعفن بسبب عدم وصول الكمية المتوافرة من الأكسجين إليها.
5- نظام الفتيل “ Wick Technique“
من الأنظمة السهلة في التعامل، ويمكن اعتبارها أبسط الأنظمة حيث تخلو من التعقيدات والتركيبات الكبيرة داخل النظام، فلا يحتاج إلى مضخات هواء أو العمل في وجود كهرباء.
يتم وضع النباتات في مادة من البرليت أو الفيرميكوليت والتي تعمل بشكل مباشر على الامتصاص، ووصول الأغذية إلى النباتات.
يتم لف فتائل من النايلون ونزولها إلى المحلول المغذي للحصول على العناصر والمغذيات المختلفة والتي تقوم المواد بامتصاصها عن طريق مواد البرليت أو الفيرميكوليت.
يتم ترشيد المحاليل في هذا النظام وفقًا للاحتياجات التي تحتاجها النباتات، وتوفر التهوية المثالية التي تحتاجها الجذور وحفظها من التعفن.
يعتبر النظام مناسب للعديد من الأنواع النباتات التي لا تحتاج إلى المغذيات بصورة كبيرة والتي تنمو في الحدائق الصغيرة.
يمتلك النظام العديد من العيوب مثل أن الامتصاص للنباتات غير متساوي، فيمكن أن تحصل النباتات على حاجتها من الغذاء، والنباتات الأخرى لا تحصل على كل الكمية التي تحتاج إليها.
يمكن أن تتراكم الأملاح المعدنية والمغذيات السامة والتي تؤدي في النهاية إلى إصابة الجذور بالفطريات والتعفن.
اقرأ أيضًا: دراسة جدوى زراعة المورينجا بالتفصيل
6- نظام التنقيط “ Drip Technique“
من أكثر الأنواع المستخدمة في الوقت الحالي، وتوفر هذه الطريقة الكثير من العناصر والتهوية التي تحتاجه النباتات، وتكون النباتات مغمورة بشكل جزئي وغير كلي، مما يسمح بتهوية الجذور وحمايتها من التعفن، مع الحرص على أن تظل الجذور رطبة وغير جافة.
المضخة تتصل بالعديد من الأنابيب التي تتفرع لتغذي النباتات الموجودة، ويتم تنقيط المحلول أسفل قاعدة كل نبات.
يمكن التحكم في كميات المحلول التي يحصل عليها النبات ويقوم المحلول بالتدفق إلى جذور النباتات، وذلك يحافظ على كمية المحلول لكل نبات، والتأكد من أن كل نبات يحصل على حاجته وكفايته من العناصر المغذية.
يجب المحافظة على الأس الهيدروجيني، والذي بدوره يزيد من الإنتاجية للنباتات، وكل ذلك يتم عن طريق الكثير من الأجهزة التي تحافظ على ثبات النسب المختلفة لإظهار النتائج الخاصة بالنسب الموجودة في الماء.
يتم استخدام كميات المحلول والمغذيات المختلفة على العديد من العوامل مثل: نوع النبات، كميته، نمط النمو الخاص به، الاحتياج المائي، درجات الحموضة المختلفة.
هناك الكثير من الطرق التي تم استخدامها في الزراعة قديمًا، وكان الهدف منها الحصول على كميات المياه المناسبة لري المحصول، ولكن اختلفت طرق الزراعة القديمة والحديثة في الأهداف وفي النتيجة.