سبب كره الناس لك بدون سبب
ما سبب كره الناس لك بدون سبب؟ ولماذا أشعر أني غير مرغوب فيه؟ من الأسئلة الشائعة التي يسألها شباب اليوم بكثرة، حيث يصنف الجيل الحالي من المراهقين واحدًا من أتعس الأجيال وأكثرها شعورًا بالوحدة، وهو الأمر الذي يدفعنا إلى التفكير في أسباب هذا الشعور وكيفية علاقته، وهذا ما نجيب لكم عنه في موقع الملك.
سبب كره الناس لك بدون سبب
لا يوجد سبب واضح لأن يكون الشخص الطبيعي مكروهًا بلا داعي، وإنما هناك الكثير من الأسباب التي تولد عن المرء شعورًا بالدونية والاعتقاد بأنه مكروه، أو مكروه لذاته.
أولًا: العامل الشخصي الداخلي
وضع المواقف والأحداث اليومية التي تتعرض لها في صورة شخصية تجاهك والمداومة على شخصنة المواقف السيئة هي أحد أشكال المغالطات الشهيرة التي يقع فيها الناس، العامل الداخلي يساهم في نصف فهمك للموضوع أو الموقف الذي تقع فيه، كما أن فكرتك المسبقة عن الناس بأنهم يكرهونك هي التي تخلق هذا العجز العام في مواجهة مشكلات الحياة.
الطريقة المجربة في هذا الصدد هي إجبار نفسك على فهم الأمور بطريقة إيجابية وإيجاد التبريرات للآخرين، هذا التمرين يجعل تقف في نقطة محايدة وتفسح لك مجال رؤية أوسع.
ثانيًا: أنت شخص حساس
الأشخاص الذي يتسمون بالحساسية المفرطة، يميلون إلى الوقوع تحت الضغوط والإحساس الدائم بالقلق لأهون الأسباب، يمكن للشخص الحساس أن يمر بموقف يؤثر عليه بشكل كبير ولعدة أيام في حين لم يكن أكثر من متفرج أو مشاهد غير مشارك.
لا يوجد مفر من كونك شخصية حساسية، المهم أن تحاول فرض الرؤى العقلانية على حياتك بشكل مستمر حتى تصل إلى فهم أعمق لما تراه ويمر أمامك.
ثالثًا: امتلاك مشكلات في الصحة النفسية
القلق والاكتئاب والرهاب الاجتماعي، بوصفهم أمراضًا نفسية معترف بها، يؤدي بك إلى الوقوع في الأفكار السلبية في كل ما يخص الحياة الاجتماعية وعلاقاتك مع الأشخاص القريبين والبعيدين، التفكير السلبي يدفعك إلى الوقوع في أخطاء التفكير، مثل ان تحمل نفسك ذنبًا لم تقترفه، أو أن تحلل المواقف والأحداث بصورة تجعل منك شخصًا شريرًا أو بلا قيمة.
تكمن هذه الأفكار في مخيلتك فقط، حيث أن المشكلات النفسية التي تمر بها تنعكس في صورة سوء التقدير والفهم للعلاقات.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع العلاقات السامة
رابعًا: المقارنات على مواقع التواصل الاجتماعي
مراقبة الناس يوقعك في القلاقل، حيث أنهم يسعون إلى إظهار المحتوى والجانب الجيد من حياتهم، والتي تصطدم مع نمط حياتك الرتيب بصورة تجعلك تعتقد أنهم يعيشون حياة رفاهية وسعادة، وهذا بالطبع غير واقعي وليس دقيقًا بأي شكل، ورغم أنك قد تكون على دراية بذلك إلا أن الحالة النفسية التي تقع بها بإزاء هذا النوع من المحتوى يجعلك تشعر بالأحاسيس السلبية.
إذا كنت لا تحظى بالتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي فعليك بمشاركة أصدقاء المزيد من المنشورات والمقاطع التي تعبر عنك، وإذا كنت تشعر بأنك مكروه أو غير مرغوب فيه أو غير قادر على مجاراة أقرانك فعليك بعزل نفسك عن هذا المجتمع الذي ليس من ورائه طائل.
خامسًا: الشعور بالوحدة
الوحدة هي أحد الأشكال خسارة الاتصال مع المجتمع المحيط، حيث يشعر الشخص الوحيد بأنه لا يحوز الاهتمام الكافي من المقربين له، أو أنه لا يجد أشخاصًا يتواصل معهم بشكل عميق، يمكن أن يكون سبب الوحدة هي الشخصية الانطوائية أو ندرة الاهتمامات التي تعجب الشخص فلا يجد له من يؤنسه.
في يومنا هذا تلعب التكنولوجيا دورًا مهمًا في اتصال أصحاب الاهتمامات المتشابهة ببعضهم، حيث يسهل على الشخص الوحيد إيجاد الأشخاص القريبين منه في الميول والاهتمامات ببساطة ويسر عبر الإنترنت.
سادسًا: عدم تقدير الذات
يرجع سبب الشعور بالكره من الآخرين إلى امتلاك تقدير منخفض للذات والشعور بالدونية الذي يصحبه إحساس عام بالذنب، هذه الأحاسيس الداخلية تولد أفكارًا سلبي عن النفس وتجعلك تميل إلى تصديق السرديات والرؤى السلبية عنك، ومنها أن الناس يكرهونك وأنك غير مرغوب.
سابعًا: الشعور بعدم الأمان
ينبع الشعور بعدم الأمان من الخوف، على سبيل المثال الخوف من الرفض، الشعور العارم بعدم الأمان يدفعك إلى افتراض كره الآخرين المسبق لك، يمكنك شحذ ذاكرتك للتوصل على الأسباب الرئيسي التي أدت إلى شعورك العام بعدم الأمان، والتي يرجع تاريخها عادةً إلى الماضي.
ثامنًا: الاستقطاب في تقييم الأمور
الاستقطاب هو تحيز يجعلك إما أن ترى كل شيء جيد أو أن تراه كل الأمور بصورة سلبية تمامًا، ويلجأ الواقعون في التفكير الاستقطابي إلى التصديق أن العالم مكان سيء مع التعرض لأول موقف محرج.
لا تقبل الشخصية الاستقطابية بالحلول الوسط أو الرؤى المحافظة، عوضًا عن ذلك يميلون إلى أخذ المواقف العنيفة وردود الفعل الغاصبة، وقد يؤدي تعرض الشخص صاحب التفكير الاستقطابي للخلافات العائلية إلى إضراره بباقي علاقته مع أصدقاءه أو في العمل.
من أشكال الاستقطاب البارزة هي الميل لتصديق أن الناس جميعًا يكرهونني بدلًا من امتلاك الأفكار الإيجابية عن الآخرين.
تاسعًا: السعي إلى الكمال
التفكير المثالي أو السعي إلى الكمال في العلاقات الاجتماعية هو أحد أشكال الفكر الاستقطابي، يسعى أصحاب الفكر المثالي إلى تخيل أصدقائهم أو شركائهم على نحو مثالي خالي من العيوب.
تلك الافتراضات تمنع الشخص من إدراك وقوعه الشريك في الأخطاء أو تصرف الصديق على نحو غير صائب، بالتالي مع أول الزلات تتهدم الأفكار الصلبة المثالية وينقلب الشخص إلى الرؤية المضادة تمامًا وهي أن جميع البشر أشرار ويسعون للنيل منه.
عاشرًا: الإحساس بالاغتراب
يؤدي وجودك في بيئة غريبة عليك سواء في العمل أو في اجتماع عائلي إلى شعورك بأنك منبوذ من هذا العالم الجديد، تتكون فكرة فورية عن الشخص الذي يشعره أنه عالق بأنه منعدم القيمة والتأثير، مما قد يضعه في تجربة سلبية واسعة التأثير.
يجب على من يشعر بالاغتراب أن يبادر إلى بذل المجهود للتعرف على بيئته الجديد والاعتياد عليها بدلًا من أن يخلق لنفسه التبريرات، وإذا لم يستطع فيجب عليه الخروج منها في أسرع وقت حتى لا تسيطر عليه الأفكار السلبية.
اقرأ أيضًا: كيف تتعامل مع شخص حظرك
كيف تتعامل مع كره الناس لك بدون سبب
أولًا: التدرب على قراءة الموقف
يؤدي التمرين على قراءة الغرفة إلى علاج التشوهات المعرفية عن الآخرين، أبدأ بملاحظة تفاعلات الأشخاص مع بعضهم، وحاول التفكير فيما وراء سلوكياتهم الظاهرة، يفيد هذا التمرين في تبديل المعايير التي عندك بأخرى أكثر عمقًا.
ثانيًا: معرفة الحقيقي عنك
الشخصنة أحد أشكال التشوه المعرفي الشائعة التي تعكس أفكارك الداخلية عن نفسك، على سبيل المثال أنت تعتقد أن زملائك في الجامعة يضحكون عليك بسبب ملابسك المختلفة والتي قد تعد غريبة بالنسبة لهم، هذا التفكير الهدام يمكن معالجته بالتركيز على معرفة آراء الأشخاص الحقيقة عنك بدل من مجرد التكهن.
ثالثَا: كتابة اليوميات
من الممكن أن تكون عملية الكتابة مفيدة في صنع السرديات عن نفسك وعن العالم، لا تجعل الكتابة في صورة تسلسل سردي للأحداث ولا تهتم بالبناء الفني، فقط ركز على أخذ الملاحظات وتدوينها في صيغة صحيحة، حيث يتعارض الإبداع في التدوين مع الموضوعية ويشجع على الرؤية الأحادية للموقف.
عند الكتابة ركز على ما حدث وكيف كان شعورك حينها، وحاول مراعاة الترتيب الزمني لأفكارك وما هي الأدلة والافتراضات التي اعتمدت عليها، هذا التدريب لا يساعدك في تنظيم معرفتك بالماضي فحسب، وإنما في تحسين منظورك في المواقف المستقبلية.
رابعًا: الدعم الاجتماعي
قد تؤدي البيئة التي لا تقدمًا دعمًا للشخص إلى شعوره بالعزلة، ويجب بالتالي أن يراجع المرء بيئته ومجتمعه الصغير من حين لآخر، بناء العلاقات والروابط الاجتماعية وبذل المجهود في تبديل دوائرك الاجتماعية من الممكن أن يأتي عليك بالكثير من النفع، كذلك الحفاظ على الدوائر التي تقدم لك الدعم المستمر والدعم غير المشروط مثل الأسرة والشريك والصديق المقرب.
خامسًا: الصحة الجسدية
شكلك الجسماني وإدراك له تأثير مباشر على صحتك النفسية، على النقيض يؤدي بك الشكل السيء أو المظهر الفاتر إلى الوقوع في الأفكار السيئة عن الذات.
الحصول على الراحة والنوم المنتظم أيضًا له تأثير إيجابي، حيث أن هناك علاقة لا يمكن إنكارها بين أنماط النوم والصحة النفسية والبدنية، لذا من الواجب أن تخلق روتينًا للنوم يحميك من الإرهاق والتعب طوال اليوم، إذا كنت تعاني من اضطراب في النوم فيمكنك الرجوع إلى الطبيب واستشارته في المهدئات المتاحة لحالتك وعمرك.
سادسًا: الاهتمام بالبيئة الاجتماعية
البيئة المحيطة يمكن أن يكون لها أثر سلبي، خاصةً إذا كنت تقضي أوقاتًا في بيئة تشعر فيها بعدم الانتماء ولا تتلقى فيها الدعم الكافي، الشعور بالاغتراب يولد احساسًا ضمنيًا بالتهميش.
اقرأ أيضًا: كيف اتخلص من الخوف من شخص معين
سابعًا: أولوية القيم والأهداف
إذا وجدت أنك في بيئة عمل تجبرك على فعل أمور مخالفة لقيمك ومبادئك الشخصية أو تدفعك لا تقدر خصوصيات فإن هذا يولد لديك شعورًا عامًا بالاغتراب، كما أن عدم نيل التقدير على العمل يخلق لديك حالة من التأثير السلبي، إذا كنت تشعر أن مجهودك لا يقابل بالتقدير اللازم يمكنك مناقشة هذا مع مدرئك والطلب بالترقية أو بتحسين ظروف العمل.
يشعر الكثير من شباب هذا الجيل بأنهم معدومي القيمة ويشعرون بالوحدة والعزلة، وهذا ما يجعل الإنسان المعاصر يسأل نفسه: كيف يشعر هؤلاء الشباب بالوحدة رغم كل ما يملكونه من وسائل تواصل لم يشهدها الناس من قبل؟