انا أصيب الناس بالعين ماذا أفعل

انا أٌصيب الناس بالعين ماذا أفعل؟ وكيف يمكن علاج الحسد؟ إن الشريعة الإسلامية أمرت بحب الغير، والتخلي عن الكره والبغض وغيرها من أمراض القلوب، ذلك أن الحسد هو أول الذنوب التي وقعت في الأرض، فتسببت في قتل الأخوين، وشقاء اليهود، كما أنه من إساءة الأدب مع الله عز وجل، لذا ينبغي على العبد المسلم أن ينأى ويترفع عن مثل تلك الأمور، وعبر موقع الملك نوافيكم ببيان ذلك.

انا أصيب الناس بالعين ماذا أفعل؟

حرض النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم الأمة كل ما ينفعها، فرغب في حب الخير، ونهى عن إيذاءه.

من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ.”

الراوي: أنس بن مالك | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 13 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

كما أخبرنا الشارع بالعديد من الضوابط التي لا بد أن يُراعيها من أجل ألا يصيب غيره بالعين، ولو بغير دراية منه، هي:

1- فعل التبريك

بمعنى أن الإنسان كلما رأى أمرًا يعجبه يقول: الله بارك، أو ما شاء الله لا قوة إلا بالله، وذلك أنه بقوله هذا يدفع عن الغير شر عينه.

ذلك للحديث الوارد عن البني صلى الله عليه وسلم: ” مرَّ عامرُ بنُ ربيعةَ بسَهلِ بنِ حنيفٍ وَهوَ يغتسلُ فقالَ لم أرَ كاليومِ ولا جِلدَ مُخبَّأةٍ فما لبثَ أن لُبِطَ بِهِ فأتيَ بِهِ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقيلَ لَهُ أدرِك سَهلًا صريعًا قالَ من تتَّهمونَ بِهِ قالوا عامرَ بنَ ربيعةَ قالَ علامَ يقتلُ أحدُكم أخاهُ إذا رأى أحدُكم من أخيهِ ما يعجبُهُ فليدعُ لَهُ بالبرَكةِ.”

 الراوي: أبو أمامة بن سهل بن حنيف | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح ابن ماجه – الصفحة أو الرقم: 2844 | خلاصة حكم المحدث: صحيح.

اقرأ أيضًا: كيف تخرج العين والحسد من الجسد

2- طرد الخواطر الآثمة

فإذا انتاب المرء أية وساوس فإنه يتجنبها، فلا يحاورها أو يتجاوب معها، وذلك بأن يستعذ بالله عز وجل من الشيطان الرجيم.

وكذا الإكثار من قول: ” ما شاء الله تبارك الله” وغيرها من الألفاظ التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يتلفظ بها.

كما ينبغي للمرء الالتزام بقول الاذكار، والاستعاذة بالله عز وجل من الشيطان، علاوة على كون الأذكار تجعل المسلم في حرز ومأمن من الشيطان.

4- لا تظن أنك سبب في كل أمر

فإذا قمت بكافة الأمور السابقة، فتبركت وتعوذت بالله، وذكرت صاحبك بالبركة والخير، ثم حدث له ما يضره، فلا تظن أن الأمر بسببك، بل إنه قدر الله عز وجل.

في ذلك تحدث كثير من السلف الصالح، فقال بعضهم: ” من أعجبه شيء من ماله أو ولده فليقل ما شاء الله لا قوة إلا بالله. قد يحصل نوع توافق بين ما يتفوه به الإنسان وما يقدره الله تعالى فيظن الشخص أنه هو من أصاب ذلك الشخص وليس كذلك.”

5- كثرة الصلاة على النبي

ذلك أن الصلاة على النبي لها ثمار طيبة على العبد المسلم، منها تفريج الهم والكرب، ويستدل على ذلك بالحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم:

قلتُ يا رسولَ اللهِ! إني أُكثِرُ الصلاةَ عليك، فكم أجعلُ لك من صلاتي؟ فقال: ما شئتَ، قلت: الربعَ؟ قال: ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلتُ: النصفَ؟ قال: ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلت: فالثُّلُثَيْنِ؟ قال: ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلتُ: أجعلُ لك صلاتي كلَّها؟ قال: إذًا تُكْفَى همَّك، ويُكَفَّرُ لك ذنبَك.”

الراوي: أبي بن كعب | المحدث: الألباني | المصدر: هداية الرواة – الصفحة أو الرقم: 889 | خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن.

4- الإكثار من الطاعات

فيجب على من يصيب غيره بالعين أن يكثر من العبادات، ويحافظ على الصلوات الخمس، وأذكار الصباح والمساء، وغيرها من الأمور الطيبة، والتي تغير حياة العبد للأفضل، وتمنحه السكينة.

قال الله عز وجل: ” مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” ( سورة النحل: 97)

اقرأ أيضًا: العين القوية تتسبب في تعطيل كل شيء

أنواع العين وعلاجها

العين التي تصيب الإنسان لا تخلو من واحدة من 3 أنواع، هي:

1- العين الحاسدة

هي التي تعجب بالشيء، وتتمنى زوال أي نعمة من نعم الله عز وجل من الشخص المحسود، فيخرج الحسد عن نفس حاسدة خبيثة، من ثم تؤثر على المحسود.

علاجها: بأن يكثر الحاسد كمن ذكر الله عز وجل، لأجل أن يذهب ما في نفسه مما يسبب الحسد للغير، أما المحسود فيكثر من قول الأذكار، ويحصن نفسه من خلالها، وكذا قراءة المعوذتين.

ذلك أنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعوذ الحسن والحسين فيقول: أعيذُكُما بِكلماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كلِّ شيطانٍ وَهامَّةٍ ومن كلِّ عينٍ لامَّةٍ.”

الراوي: عبد الله بن عباس | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم: 2060 | خلاصة حكم المحدث: صحيح.

2- العين المُعجبة

هي أن تعجب العين بالشيء وتتأثر به، إلا أن الأمر لا يتجاوز هذا الإعجاب، فتسبب في إفساده بأمر الله عز وجل.

علاجها: أن يقول الشخص عند رؤيته ما يعجبه قول: ما شاء الله تبارك الله” من ثم لا يضره شيء، وذلك للحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا رأى أحدُكم ما يُعجبُهُ في نَفسِهِ، أو مالِهِ فليبرِّكْ علَيهِ فإنَّ العَينَ حقٌّ.”

الراوي: سهل بن حنيف | المحدث: الألباني | المصدر: الكلم الطيب | الصفحة أو الرقم: 244 | خلاصة حكم المحدث: صحيح.

3- العين القاتلة

هي التي تخرج من الشخص بغرض الضرر، وهي أشد وأخطر العيون تأثيرًا على النفوس، يشتد ضررها على الشخص المحسود إلى الحد الذي يجعلها تقتل، لأجل لذلك لا بد على المرء الإسراع في علاجها، وهي تعالج بأكثر من طريقة، هي:

الرقية الشرعية: فكان جبريل عليه السلام يرقي النبي صلى الله عليه وسلك فيقول: ” باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شَيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ، باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ.”

الراوي: أبو سعيد الخدري | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2186 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ” لا رُقيةَ إلَّا من عينٍ، أو حُمةٍ.”

الراوي: عمران بن الحصين | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح أبي داود – الصفحة أو الرقم: 3884 | خلاصة حكم المحدث: صحيح.

عبر الاستغسال: وهي أن يأخذ المرء من ماء وضوءه ويغسل به الشخص المصاب بالعين، فإنه يبرأ بإذن الله.

يستدل على ذلك بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حادثة سهل:

علامَ يقتلُ أحدُكم أخاهُ إذا رأى أحدُكم من أخيهِ ما يعجبُهُ فليدعُ لَهُ بالبرَكةِ ثمَّ دعا بماءٍ فأمرَ عامرًا أن يتوضَّأَ فيغسلَ وجْهَهُ ويديْهِ إلى المرفقينِ ورُكبتيْهِ وداخلةَ إزارِهِ وأمرَهُ أن يصبَّ عليْهِ.”

الراوي: أبو أمامة بن سهل بن حنيف | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح ابن ماجه – الصفحة أو الرقم: 2844 | خلاصة حكم المحدث: صحيح.

لذا على المرء أن يتثبت سبب ما يحدث منه نحو الغير، هل هو عجب، أم حسد أم عين قاتلة، حتى يتمكن من علاجها كما تبين.

اقرأ أيضًا: علاج الحسد والعين القديمة

كيفية علاج الحسد

إن الحسد من أمراض القلوب، لا بد أن يمنع الإنسان نفسه من تمكن هذا المرض منه، لذا يكون علاج الحسد بـ:

  • النظر إلى من هم دون المرء: فيحمد الله عز وجل على ما أنعم به عليه، وكفاه به، لاسيما في المال والولد، وغيرها، وهذا ما حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: انظروا إلى من هو أسفلَ منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقَكم، فإنه أجدَرُ أن لا تزدَروا نعمةَ اللهِ عليكم.”
  • تهذيب النفس: بأن يُروضها المرء ويمنعها من النظر إلى ما عند الغير، ويتذكر قول الله عز وجل: وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ” (سورة طه: 131)
  • أن يتوجه العبد إلى الله عز وجل بالدعاء بأن يطهر قلبه من الأمراض، ويتعوّذ به من شرور النفس.
  • أن يعلم المرء حقيقة فناء النعم، وكونها من الأمور الزائلة، فلا يبقى للعبد إلا عمله الصالح.
  • استحضار الحساب، والعقاب، وأن الله عز وجل يسأله عن كل نعمة، وذلك لقول الله عز وجل: “ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ” (التكاثر: 8)
  • أن يعلم العبد نعم الله عز وجل التي تغمره، فإن العلم بها يعينه على شكرها، والرضا بما عنده، قال الله عز وجل: “وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ…” (سورة النحل:71)
  • تحقير الدنيا، والعلم بكونها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، فيكون همه الآخرة، ويعمل لأجلها.
  • الإيمان بالقضاء والقدر، والرضا بقضاء الله عز وجل، وبأنه لا يحدث أمرًا إلا بإرادة الله عز وجل.
  • أن يعلم الشخص مدى أضرار الحسن من حيث الدين والصحة، وكونه يجلب الهموم والغموم.
  • أن يجتهد الشخص في طرد كافة الخواطر السيئة التي تراوده، ويستعين عليها بالله عز وجل.
  • التأمل وتدبر آيات القرآن الكريم، لاسيما التي تتحدث عن الحسد وعاقبته.
  • قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، والتحلي بأخلاق، وكذا سير الصحابة رضوان الله عنهم.

يتجه الناس اتجاهات عدة حول موضوع العين، فالبعض ينكر وجودها أصلًا، والبعض يغالي في وجودها فيظن أن كافة الأمور السيئة بسبب العين، وكلاهما خطأ، والبعض يعلم كونها حق ولها علامات، وهو الوسط والصواب.

قد يعجبك أيضًا
شاركنا بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.