الفرق بين النظام الرأسمالي والاشتراكي

الفرق بين النظام الرأسمالي والاشتراكي كبير، لا سيما وأن النظام الاقتصادي الرأسمالي والنظام الاقتصادي الاشتراكي نظامين سياسيين واجتماعيين تعمل العديد من الدول على مزجهم للحصول على فوائد كلًا من النظامين، ولعل دولة السويد هي أفضل مثال على النظام الاشتراكي في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية مثال حي على تطبيق النظام الرأسمالي وهو ما يتضح من خلال موقع الملك.

الفرق بين النظام الرأسمالي والاشتراكي

على الرغم من الفرق بين النظام الرأسمالي والاشتراكي إلا أن دولة السويد لا تعد دولة اشتراكية بحتة ولا الولايات دولة رأسمالية أساسية، حيث إن أغلب الدول تمزج بين أنواع الاقتصاد المختلفة وذلك من خلال تواجد العناصر الرئيسية من النظام الرأسمالي والاشتراكي.

  • قبل البدء في سرد الفارق بين النظاميين الاقتصاديين وجب توضيح أن النظام الاقتصادي هو القائم على توزيع الموارد والسلع والخدمات في الدولة، وذلك بغرض تحقيق حالة من التوازن فيما يخص الصادر والوارد، وذلك بغرض حل المشاكل الاقتصادية.
  • يتمثل الفارق بين النظام الرأسمالي والاشتراكي في أن النظام الاشتراكي يجمع بين النظام السياسي والاقتصادي، إلا أنه يوجد العديد من الفوارق الأخرى.

اقرأ أيضًا: بحث عن الرأسمالية مع المراجع

مبدأ النظام الرأسمالي

  • كانت بداية الرأسمالية حينما سقط النظام الإقطاعي، خصوصًا وأن العوامل التي ساهمت في سقوط النظام الإقطاعي هي العامل أيضا في تغيير النظم الاجتماعية القائمة على تأسيس النظام الرأسمالي، فهو واحد من أقدم الأنظمة الاقتصادية.
  • تقوم الرأسمالية على مبدأ حق الأفراد في التملك لوسائل الإنتاج، وذلك بغرض تحقيقهم للعوائد المادية والثروات، وذلك من في إطار عدم التدخل في القوانين الطبيعية الحاكمة سواء كانت للأفراد أو الدول أثناء التعاملات.

نشأة النظام الرأسمالي

1- تراكم رؤوس الأموال

  • في وقت تأسيس النظام الرأسمالي كانت التجارة في حالة من الازدهار أدت إلى زيادة الثروات والعائدات على العاملين في المجال التجاري، لا سيما وأنه تواجد العديد من عمليات الغش والمضاربة والربا والتي أدت لتكوين رأس المال.
  • أدت هذه العوامل إلى زيادة رؤوس الأموال وبالتالي زيادة الاستثمارات الكبيرة، مما آلت إلى توسع السوق المحلي ونتيجة لذلك تم خلق العديد من تخصصات العمل، مما أدي إلى زيادة حجم وتوسيع التجارة العالمية.
  • أدي ظهور الرأسمالية حل مشاكل قلة الإنتاج التي كانت مترسخة وقتها، وتحول الوضع إلى كثرة في الاستهلاك وذلك بسبب كثرة الإنتاج ووفرته.

2- التحرر السياسي

  • انتشر الفكر الرأسمالي بشكل سريع نتيجة للأفكار الأوروبية الحديثة التي ظهرت إلى النور عقب انقضاء حقبة الظلام الأوروبية، حيث نادى الجميع بالحرية وضرورة التحرر في كافة المجالات، مما أدى لظهور الطبقة المنظمة للقيم، والتي انتشرت في كافة المجتمعات.
  • كانت الطبقة المنظمة للقيم هي المسؤولة عن حث المستهلكين على شراء المنتجات الجديدة، وذلك بغرض تحقيق الأرباح والأموال، مما ساهم في انتشار الرأسمالية.
  • نظرًا للأفكار الحديثة المنتشرة في أوروبا في ذلك الوقت، فقد تم توزيع الثروات مرة أخرى، والذي ظهر كأنه تطبيق للعدالة في توزيع الملكية، إلا أنه قد ساهم في استغلال أصحاب النفوذ لاستغلال الأراضي.

3- انتشار الفكر الحديث

  • ساهم العديد من العلماء في ترجمة الفكر الأوروبي الحديث وذلك مثل نيوتن وجاليليو في القرن السابع والثامن عشر، وتطبيقهم لهذه الأفكار على أرض الواقع بشكل يفيد البشرية.
  • أدت الثورة الصناعية إلى إحداث تغيير كبير لا سيما بعد استخدام الآلات والمعدات الحديثة بدلًا من الحيوانات أو البشر في الأعمال اليدوية، مما أدى إلى تغيير عملية الإنتاج الرَتب، والعمل على توسيع السوق.
  • تواجدت صلة شديدة القرابة بين النظام الرأسمالي والمشروع الصناعي، حيث إن الاعتماد على الآلات الحديثة وتوسيع سوق العمل وزيادة الإنتاج أدى إلى زيادة تحقيق الثروات والأموال.
  • تم افتراض الربا حينها على أنها أحد أنواع المشاركة في مقابل الفوائد، والجدير بالذكر أن هذا قد يكون هو ما فرش الطريق أمام عملية التسليف فيما بعد، حيث إنه يعد أحد العوامل الرئيسية لإدارة عجلة النمو الاقتصادي، مما أدى إلى زيادة نسب الفائدة بشكل كبير.

4- الزيادة السكانية

  • أدى النمو السكاني إلى القضاء على نظام الإقطاع حيث إن الزيادة السكانية تجنبها زيادة في الطلب والاستهلاك، مما أدى إلى حدوث التضخم، حيث إن المسألة تحولت من الاكتفاء الذاتي الزراعة على سبيل المثال إلى الزراعة الرأسمالية بغرض التجارة وحصد المال.
  • على الرغم من ذلك فقد زاد التبادل التجاري وسار أيسر، حيث أن الاعتماد على النقود المعدنية قد أدى تسهيل عملية التبادل التجاري بدلًا من التبادل السلعي قاضيًا على نظام المقايضة.

خصائص النظام الرأسمالي

تعد خصائص النظام الرأسمالي أحد أهم العوامل التي كانت سببًا في الفرق الكبير بينه وبين النظام الاشتراكي، وذلك بسبب تميز كل نظام عن الأخر بالعديد من الخصائص.

1- الملكية الفردية

  • يختص النظام الرأسمالي بالملكية الفردية واحتفاظهم بثرواتهم وامتلاكهم كامل الحرية في التصرف فيها، ولهذا فإن الفكر الرأسماليقائم على الفردية وتوفير كافة الإمكانيات التي من شأنها حماية الحقوق الفردية.
  • أتاح النظام الرأسماليالحرية المطلقة في الملكيات ومزاولة الأنشطة الاقتصادية دون أي قيود أو تدخلات خارجية أو حتى تدخلات من الدولة ذاتها، حيث إن دور الدولة كان يتلخص في إصدار التشريعات وجمع الضرائب وعمل بعض المشاريع فقط، مع فرض منع الاحتكار.
  • يكمن السبب الأساسي لضرر الرأسمالية هو أنه لا يجوز فرض الحرية الفردية إلى هذا الحد، حيث إنه ثمة بعض الأمور التي لا يجب أن تكون ملكية لأحد بعينه وإنما هي ملكية عامة، فالحرية الشخصية يجب أن تتوقف عن حدود الأخرين.

2- الربح في الرأسمالية

  • يعد هو الحافز وراء زيادة الإنتاج، وذلك بغرض تحقيق المصلحة الشخصية، حيث إنه الفارق بين الإيرادات والتكاليف النهائية، مما يعد مخاطرة.
  • يحاول الرأسماليون تعظيم هذا الفارق وتكبيره من خلال اختيار النشاط الاقتصادي المناسب، مما يؤول إلى الحصول على أكبر دخل ممكن، وذلك من خلال الاستغلال الصحيح لكافة الموارد الاقتصادية، ونتيجة لذلك تزداد مكاسب الفرد بسبب الزيادة المجتمعية.

3- المنافسة في الرأسمالية

  • تتمثل المنافسة في الحصول على أفضل شروط للسلع، حيث إن كل تاجر يحاول فرض سيطرته على السوق من خلال تحقيق الشروط التنافسية الكاملة، والمستفيد الوحيد في هذا الوضع هو المستهلك، حيث إن أبرز الشروط يتمثل في تواجد عدد كبير من المستهلكين والبائعين.
  • أي أن الفرق بين النظام الرأسمالي والاشتراكي يتمثل في تدخل الدولة في حالة السوق وحالة الأفراد والملاك.
  • الجدير بالتوضيح هو أن الأسعار لم تكن للدولة أي دخل في تحديدها، فكان الأمر متوقفًا على عدد البائعين والمستهلكين والقدرة على الموازنة بين الموارد الاقتصادية المتوفرة، فنستنتج بأن الأسعار تعد هي حلقة الوصل بين البائع والمستهلك وحتى المنتج، مما يحقق التوازن بين قوى العرض والطلب.

الانتقادات الموجهة للرأسمالية

اعتمدت الرأسمالية على مبدأ اليد الخفية، والذي كان يعتزم بأن سعى المرء لتحقيق مصلحته الفردية يؤول لتحقيق الصالح العام، إلا أن عيوب الرأسمالية كانت خطيرة مما أدى إلى استبعاد نظامها من أنظمة الدولة، مما يمثل الفرق بين النظام الرأسمالي والاشتراكي.

1- حرية المجتمع الوهمية

  • أسس الرأسماليون حرية مقيدة وليست مطلقة كما كان يبدو من مبادئهم، وذلك بسبب احتكار بعض الفئات لهذه الحرية على حساب الفئات الأخرى، وهم من يمثلوا أسس الإنتاج، حيث إن من يتمتع بالحرية هنا هو صاحب العمل وحده وليس العامل.
  • توضح الإحصائيات بأنه يوجد أكثر من 10 مليون عامل عاطل في الولايات المتحدة الأمريكية في حين أنهم من المفترض أنهم يملكون حرية العمل.
  • إن حرية الاستهلاك لدى الأفراد مربوطة بحجم الدخل الحاصل عليه، فكلما كان الدخل منخفض بسبب انخفاض الأجور، فقد حرموا من رفاهية الاستهلاك نظرًا لغياب إمكانية توفير سُبل العيش الرئيسية، وذلك مقارنة بطبقة الملاك الذين يملكون كافة الرفاهيات الاستهلاكية.
  • نجد بأن حتى كمية الإنتاج مربوطة برغبات الرأسماليين، وذلك بسبب الاعتماد الكلي على توفير للسلع والكماليات غالية الثمن، حيث إنهم يحاولون الحصول على أعلى الأرباح، على النقيض التام من حيث السلع التي يحتاج إليها أصحاب الدخل المنخفض.

2- سوء توزيع الثروات

تقوم الرأسمالية على الملكية الخاصة والحد من عناصر الإنتاج مقارنة بعدد السكان، حيث إن سوء توزيع الثروات أدى إلى امتلاك أصحاب الإنتاج لدخلهم نتيجة لعوامل الإنتاج فقط.

بينما ملاك رأس المال فهو يحصلون على الفوائد، وذلك من خلال العمال حيث إنهم يفتقرون لعوامل الإنتاج وبالتالي يكون دخلهم نتيجة لجهدهم المبذول.

يؤدي ذلك إلى زيادة ثروات أصحاب الأعمال في حين أن أجور العمال تنخفض، فعمليات الاستثمار المستمرة لهم تؤدي إلى امتلاكهم لعوامل الإنتاج وهم في الأساس قلة قليلة، مما يؤول إلى تواجد سوء في التوزيع.

3- التقلبات الاقتصادية والبطالة

لم يتمكن النظام الرأسمالي من تحقيق التوازن بين عملية الاستهلاك والإنتاج، وذلك بسبب الاعتماد على توقعات الرأسماليين فقط، مما أدى إلى زيادة الطلب على سلعة معينة في مقابل اختفاء سلعة أخرى.

مما يؤدي إلى انتشار حالة من الكساد الاقتصادي، وذلك مثل ما عانته القارة الأوروبية في الحقبة الأخيرة.

4- احتكار الموارد وسوء استخدامها

كانت السيطرة الكاملة على السوق موجودة في يد الرأسماليين، فهم المنفردون بتحديد أسعار السلع وعمل المشاريع، مما لا يتيح أي فرصة لتواجد أي منافسة.

مما كان يؤول إلى لجوء البعض للعديد من الطرق الرخيصة والغير مشروعة من أجلال تخلص من المنافسين، وبالتالي يعود الضرر على المستهلك وحده.

اقرأ أيضًا: تعريف غسيل الأموال لغة واصطلاحا

النظام الاشتراكي

نتيجة لمساوئ النظام الرأسمالي والانتقادات الموجهة له، أدى ذلك لتدخل الحكومة في إدارة الأنشطة الاقتصادية، ونتيجة لتغيير النظام الاقتصادي يؤول إلى تغيير الملكية من الخاصة للعامة.

  • الاشتراكية تعني قدرة الدولة على التدخل في تحديد النشاط الاقتصادي وإدارته، والتي تعد بشكل صريح متناقضة مع الحريات الاقتصادية، خصوصًا وأن هذا التدخل يصب في مصلحة الطبقة العاملة التي عانت من ظلم النظام الرأسمالي.
  • النظام الاشتراكي بشكل علمي يعني بأن تنتقل الملكية من الفرد للجماعة، ومن المصلحة الخاصة للعامة، وذلك من حيث العوامل الإنتاجية والآلات وخلافه.

أسس النظام الاشتراكي

1- الملكية العامة

تمثل الفرق بين النظام الرأسمالي والاشتراك في حقوق الملكية، حيث أن النظام الاشتراكي قد قام على الملكية العامة.

إلا أنه قد قام على ضرورة تواجد بعض الحريات الخاصة والتي ليس من شأنها أن تجور على حقوق الغير، وذلك مثل الحرية في المسكن أو الاستهلاك، في حين أن وسائل الإنتاج يملكها كافة الأفراد وليس فرد أو جماعة بعينها.

2- مشاركة الحكومة في النشاط الاقتصادي

اعتمد النظام الاشتراكي على تدخل الدولة في وضع خططها المحلية التي من شأن القطاع الاقتصادي السير عليها فيما يخص النشاط الاقتصادي.

يحتاج النظام الاشتراكي إلى موازنة الموارد الاقتصادية وفقًا لاحتياجات أفراد المجتمع، ولهذا فقد اتبع النظام الاشتراكي أسلوب التخطيط الاقتصادي على النقيض التام للنظام الرأسمالي.

3- القضاء على الطبقية

اهتم النظام الاشتراكي بضرورة تحسين أوضاع الطبقة العمالية، فالفرق بين النظام الرأسمالي والاشتراكي هو اهتمام الرأسمالية بانقسام المجتمع وتحديده في هيئة طبقات على عكس الاشتراكية الذي عمل على توحيد طبقات المجتمع وإلغاء الحافظ الذي وضعته الرأسمالية.

4- نشر العدالة الاجتماعية

اتضح الفرق بين النظام الرأسمالي والاشتراكي في رفض الرأسمالية للمساواة الاقتصادية، في حين أن الاشتراكية قد جعلت المجتمع كله طبقة واحدة متساوية في كافة الحقوق والواجبات، وكان ذلك نتيجة لإلغاء الطبقية.

اقرأ أيضًا: أمثلة على مشاريع ريادة الأعمال

انتقادات تعرض لها النظام الاشتراكي

  • التعرض لزيادة المصاريف الإنتاجية وذلك نتيجة لوقوع مسؤولية المشاريع الاقتصادية في يد الدولة، ويعود السبب في ذلك إلى العامل البيروقراطي الذي أدى إلى الإهمال في الإجراءات الروتينية.
  • تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي يحول هدفه إلى تحقيق الإنتاج فقط دون الاهتمام بالعائد المادي، حيث إن أهداف النظام الاشتراكي هي أهداف عينية وليست ربحية.
  • لم يتسم النظام التخطيطي للنظام الاشتراكي لمحاولة إدارة الاقتصاد بالكفاءة المطلوبة، حيث إن السلطات المسؤولة عنه قد لا تتسم بالكفاءة أو الخبرة الكافية لإدارته بالشكل المطلوب.
  • لا مكان للمنافسة وقوى العرض والطلب في النظام الاشتراكي.
  • اختلاف الأدوات المستخدمة في العملية الإنتاجية يؤثر بالسلب على جودة الإنتاج، مما يؤول إلى جعل جودة الإنتاج في دول النظام الاشتراكي أقل من جودة الدول ذات الصناعة الرأسمالية، وهذا هو الفرق بين النظام الرأسمالي والاشتراكي.

يتمثل الفرق بين النظام الرأسمالي والاشتراكي بشكل أساسي في الحرية المطلقة للفرد وامتلاك فئة معينة لكل شيء دون تدخل الدولة في ممتلكاتها، في حين عدم امتلاك باقي المجتمع لحق العيش والرفاهية.

قد يعجبك أيضًا
شاركنا بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.