الزوجة التي تستحق الطلاق
من هي الزوجة التي تستحق الطلاق؟ وما الدلائل على مشروعية الطلاق؟ لا شك أن الطلاق واحدًا من أسوأ الأشياء التي يُمكن أن تطرأ على الحياة الزوجية وتُنهيها، ولكن في أحيان كثيرة قد تستحق المرأة الطلاق وفقًا إلى أسباب شرعية، ولكن ما هي؟ هذا ما يُجيب عنه تفصيليًا موقع الملك.
الزوجة التي تستحق الطلاق
تنقسم نساء المجتمع إلى شِقان مختلفان، فنجد أن هناك نساء كثيرات يُحاربنّ من أجل استمرار حياتهنّ الزوجية، ويرغبنّ في إكمالها مهما كانت المساوئ، وزوجات أخريات على الجانب الآخر هناك نساء أخريات يتفنن في إفساد حياتهنّ الزوجية ويُقمنّ بافتعال المشاكل دون أي داعي.
1- الزوجة الزانية
من المعروف أن مجتمعاتنا الشرقية لا تقبل زنا المرأة مهما كانت دوافعها، وبالتالي فإن قتل الزوج لزوجته الزانية مع توافر كافة شروط الواقعة أمرٌ لا يُحاسبه القانون عليه، وبعض الأزواج يرون أن الانفصال عنها شيء أساسيًا.
من الجدير بالذكر أن المرأة التي تُفرط في شرف زوجها وتستحلي خيانته لا يُمكن مُسامحتها، وإن فعل الرجل غير ذلك فهو يُعد بمثابة زاني أيضًا، وذلك تصديقًا لِما ورد في القرآن الكريم، قال تعالى: “ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ” (سورة النور، الآية: 3).
الرجل الذي يقبل على زوجته أن تزني وهو لا يأخذ أي رد فعل تجاهها، فإن ذلك الأمر لا يجعله يدخل الجنة وفقًا إلى ما ورد في السنة النبوية، كما أن من صفات المسلم الحق أن يغار على أهل بيته، وفقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ يَغَارُ، وإنَّ المُؤْمِنَ يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللهِ أَنْ يَأْتِيَ المُؤْمِنُ ما حَرَّمَ عليه).
اقرأ أيضًا: كيف أعرف أن الطلاق خير لي
2- الزوجة التي تهجر زوجها في الفراش
لا شك أنه من المعروف أن هجر الزوج لزوجته لمُدة مُحددة يُتيح لها طلب الطلاق، ولكن إن قامت الزوجة هي بفعل هذا الأمر فإنها تأثم إثمٍ عظيم؛ الأمر الذي قد يدفع الزوج نحو تطليقها في أي وقت.
كما أن الملائكة تلعن الزوجة التي تهجر فراش زوجها طوال الليل إلى النهار، وهو ما أكد عليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (إذا باتَتِ المرأةُ هاجرةً فِراشَ زَوجِها؛ لَعَنتْها الملائكةُ حتَّى تُصبحَ).
3- الزوجة التي تسلك سلوكيات خاطئة
على المرأة أن تُنفذ ما يقوله زوجها، وألا تتصرف معه بشكل سيء، فله عليها حق القوامة، ويُمكن الاستدلال على صحة ذلك مما ورد في القرآن الكريم، قال الله تعالى: “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ” (النساء: 34).
أما من تنحرف عن هذا الطريق فلن تجد سوى الانفصال ينتظرها، لذا فإن السلوكيات الخاطئة والأفعال المُشينة من أكثر الأشياء التي تدفع الرجال نحو الزوجة.
لكن يجب قبل اتخاذ هذا القرار التأكد من دوافع المرأة من فعل ذلك الأمر ومحاولة تقويم سلوكها قدر الإمكان، فإن لم يُجدي هذا الأمر نفعًا فلن يكون هناك أي حل مُجديًا سوى الانفصال.
السلوكيات الخاطئة التي تفعلها المرأة لا تؤثر عليها فقط، بل تؤثر أيضًا على زوجها والأسرة بشكل عام، لذا لا بُد أن يُعجل الزوج باتخاذ هذا القرار قبل أن ينتابه السوء من أفعال زوجته.
اقرأ أيضًا: الفرق بين الطلاق الرجعي والبائن
4- الزوجة التي ألحدت
لا يجوز للرجل المسلم أن يُنكح الزوجة المُلحدة، ومعاشرتها تعتبر زنا، وهي من أكثر الفواحش التي يُعاقب عليها الشخص يوم القيامة، فضلًا عن أن النكاح من أهم شروطه هو امرأة تحرص على دينها وفقًا إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في سُنته المطهرة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ).
لذا علينا أن نقتدي بنبينا الكريم فعلًا وقولًا، فهو الذي ترك لنا سُنة أن نسير عليها؛ حتى ننل شفاعته يوم القيامة.
5- الزوجة التي تُصر على الطلاق
لا يُمكن لأي امرأة أن تعيش مع زوجها دون رغبتها، وبالتالي فإن الزوجة التي تُصر على طلب الطلاق لا بُد أن يقوم الرجل بالابتعاد عنها على الفور؛ حتى لا يؤدي ذلك إلى خيانتها له، أو ابتعادها عنه.
من الجدير بالذكر أنه في أحيان كثيرة قد تُصر المرأة على الانفصال وهي لا تريد هذا حقًا، ولكن كل ما تريده هو أن تستمع إلى بعض الكلمات اللطيفة أو أن ترى مدى تمسُك زوجها بها.
لكن إن فعل كل ذلك وما زالت مُصرة على الانفصال فلا بُد من تطليقها على الفور، وذلك لقول الله تعالى:
“الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُون” (سورة البقرة: 229).
لكن يجب الوضع في الاعتبار أن النبي الكريم أكد على أن المرأة التي تطلب من زوجها الطلاق دون أي داعي لن تشم رائحة الجنة، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (أيُّما امرأةٍ سألَتْ زوجَها طلاقَها في غيرِ ما بَأْسٍ؛ فحرامٌ عليها رائِحَةُ الجنةِ).
اقرأ أيضًا: علامات رغبة الزوجة بالطلاق
دلائل على مشروعية الطلاق في الإسلام
الطلاق واحدًا من الأمور المُباحة شرعًا في الدين الإسلامي برغم أنها من أبغض الأشياء على الله عز وجل، وهناك العديد من الدلائل التي تؤكد على هذا الأمر، وأهمها:
- قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ” (سورة الطلاق: 1).
- قال الله تعالى: “الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ” (سورة البقرة: 229).
- قال الله تعالى: “لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً” (البقرة: 236).
- قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا” (الأحزاب: 49).
لا يقتصر الأمر على القرآن الكريم فقط، بل إن هناك العديد من الدلائل على مشروعية الطلاق من السُنة النبوية المُطهرة.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مُرْهُ فليُراجعها، ثم ليمسكها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد، وإن شاء طلَّق قبل أن يمس، فتلك العِدَّة التي أمر الله أن تُطلَّق لها النساء).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثٌ جِدُّهنَّ جدٌّ وَهَزلُهُنَّ جِدٌّ: النِّكاحُ والطَّلاقُ والرَّجعةُ).
هناك العديد من السلوكيات الخاطئة التي تدفع الرجل في النهاية نحو اتخاذ قرار الانفصال عن الزوجة، وبرغم أن هذا القرار قد يكون صعبًا جدًا على الزوج إلا أنه يكون يسيرًا إن كانت دوافعه أكبر من حبه لها.