الحكمة من مشروعية التيمم

الحكمة من مشروعية التيمم لا بُد من العلم لها، لمعرفة حدود الله والحرص على عدم تخطيها، بالرغم أن المياه الآن أصبحت تصل إلى كل مكان، وذلك عكس ما كان يمر الناس في السابق، لذلك سنتطرق إلى توضيح الحكمة من التيمم في موقع الملك.

الحكمة من مشروعية التيمم

1- تعود النفس على الطاعة

حيث دائمًا ما تنساق النفس البشرية إلى الكسل وعدم أداء الفرائض لأبسط الأسباب وذلك بسبب الوساوس الشيطانية التي يلقيها الشيطان في ذهن العبد في ذلك الوقت.

قد فرض الله سبحانه وتعالى التيمم حتى يتمكن العبد من أداء كل فرائضه التي تحتاج إلى أن يكون العبد فيها طاهر حتى تقبل منه، وذلك حتى لا يأخذ العبد عدم توافر الماء حجة لعدم أداء فريضة مثل الصلاة.

اقرأ أيضًا: هل تجوز الصلاة بعد الاحتلام بدون اغتسال

2- أخذ العبرة

الحكمة من مشروعية التيمم تكمن في أخذ العبرة حيث أن الإنسان مخلوق من التراب في البداية وأنه سوف يعود إليه في النهاية وذلك أراد الله أن يذكر العبد دائمًا بنهاية العبد وأصله.

يعتبر التيمم من الأمور التي قد تجعل الإنسان يتذكر دائمًا الآخرة وأنه يعمل لآخرته خير من أن يعمل لدنياه، حتى يمتثل إلى الله سبحانه وتعالى بكل خضوع وتسليم إلى أوامره.

3- تفضيل المسلمين

الله سبحانه وتعالى خص المسلمين وهم أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – بالتيمم فقط دون غيرهم من الأمم السابقة، فلم يشرع ذلك إلى أمة سيدنا عيسى ولا إلى أمة سيدنا موسى.

حيث تعتبر ذلك بمثابة تشريف وتفضيل من الله عز وجل لأمة سيدنا محمد وذلك بأن خصهم بهذه الميزة دونًا عن غيرهم، حيث يتمكنوا من التطهر وأداء الفرائض في كل الأوقات والأماكن.

4- توافر التراب بكثرة

عندما شرع الله سبحانه وتعالى التيمم فقد حصرة على التراب فقط وذلك بسبب توافره بكثرة وفي كل الأماكن وذلك لحكمة جليلة من الله عز وجل فلم يشرع شيء دون وجود حكمة من ورائها تفيد المسلمين والبشر عمومًا.

حيث تعتبر الحكمة هنا هو إمكانية تطهر الأنسان بكل سهولة ويسر وأداء الفرائض في وقتها وذلك حتى لا يمنعه عدم الطهارة من ذلك.

شروط التيمم

استكمالًا لمعرفة الحكمة من مشروعية التيمم فلا بُد من توافر بعض الشروط حتى يصح التيمم ألا وهي:

1- انعقاد النية

حيث يعتبر الأصل في أي عمل غرضة التقرب إلى الله عز وجل هو وجود نية على فعلة وإخلاص النية إلى الله عز وجل، فمحل النية يكون القلب لذلك يجب على العبد الحضور بقلبة وإخلاص النية إلى الله قبل التوجه إلى أداء أي فريضة أو عبادة لوجه الكريم.

استدل العلماء على النية بقوله تعالى ” وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء “.

2- الإسلام والتكليف

يعتبر الإسلام هو من الشروط الأساسية في أداء الفرائض حيث لا يقبل التيمم من كافر فيشترط إسلامه أولًا حتى يتم قبول عملة في هذه الحالة وإلا فلا.

حيث يعتبر التكليف هنا هو بلوغ الإنسان سن الرشد وسلامة العقل من الجنون بسبب زوال عقلة وعدم إدراكه لما يفعله، أما في حالة كونه صبي مميز عاقل فيصح التيمم له مثله مثل الرشيد.

3- السلامة من الحيض أو النفاس

حيث قد اتفق العلماء على أن من شروط صحة التيمم هو انقطاع فترة الحيض أو النفاس لدى المرأة وغيرة من شروط أو من موجبات الغسل.

يسند العلماء في هذه الحالة أنه في حالة وجود حدث أكبر لا بد من أن انقطاعه أو قضائه والتخلص منه حتى يتم استكمال الشروط والتطهر.

اقرأ أيضًا: فضل قراءة سورة يس 7 مرات

4- عدم وجود حائل

حيث قد أشرط العلماء على عدم وجود حائل على الأعضاء التي يحصل بها التيمم حتى يثبت صحة التيمم في هذه الحالة.

الحائل هي مثل هذه الحالات أشياء الدهن أو الشمع أو أي شيء قد يمنع وصول التيمم أو التراب إلى هذه الأعضاء لذلك يشترط نزع هذا الحائل أولًا حتى يصح التيمم.

5- فقدان الماء

لا بُد من فقدان العامل الأساسي في الطهارة وهو فقدان الماء حتى يتمكن الإنسان من اللجوء في هذه الحالة إلى التيمم كونه عوض عن الماء، فلا يمكن التطهر بالتراب أو التيمم في العموم في ظل وجود طاهر محقق لشروط الطهارة.

حيث قد أد عليها الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى ” فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدًا طيبًا “.

6- العجز عن استعمال الماء

حيث قد يعجز الأنسان في بعض الأحيان عن استعمال الماء وذلك للعديد من الأسباب المختلفة مثل الخوف أو المرض أو نتيجة للبرد أو ما شابه ذلك.

قد اتفق الأئمة الأربعة على هذا الأمر وذلك تبعًا لقوله تعالى ” وما جعل عليكم في الدين من حرج “.

7- دخول وقت الصلاة

يعتبر دخول وقت الصلاة ولم يجد المصلي الماء الطاهر للتطهر به كان ذلك أدعى أن يتمم في هذه الحالة حتى يتمكن من أداء الفريضة في وقتها دون تأخير وذلك أحب إلى الله عز وجل.

لكن قد اختلف الأئمة الأربعة على هذا الأمر، فقد أتفق الإمام مالك والشافعي وحنبل على أن دخول وقت الصلاة شرط أساسي التيمم استنادًا إلى قوله تعالى ” يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فلم تجدوا ماءً فتيمموا “.

أما عن الحنفيّة فلم يجعلوا من دخول وقت الصلاة شرط أساس بل أجازوا التيمم في العموم استنادًا إلى قوله تعالى “فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيدًا طيبًا ”

8- طهارة ما تيمم به

حيث يعتبر العامل الأساسي في صحة التيمم أن يكون التراب المتيمم به طاهرًا في الأصل وذلك حتى تحصل الطهارة ويتمكن الإنسان من أداء الفريضة وذلك استنادًا إلى قوله تعالى ” فتيمموا صعيدًا طيبًا “.

يعتبر الأصل في التيمم أو الوضوء في العموم هو الطهارة، فإن لم يصل العبد أو المصلي إلى هذا المقصد سواء عن طريق نجاسة التراب أو الماء فلن تحصل الطهارة بأحد هذه الوسائل سواء الماء أو التراب.

اقرأ أيضًا: طريقة الاغتسال من الجنابة

الأعضاء الخاصة بالتيمم

حيث قد حصر الله سبحانه وتعالى التيمم على الوجه والكفين فقط في هذه الحالة وذلك عكس الوضوء الذي يشمل أعضاء كثيرة بالجسم.

تعتبر الحكمة من غسل الوجه بالتراب في التيمم بسبب أن العرب في العداة كانوا يضعون التراب على رؤوسهم في حالات الحزن والأسى وذلك حتى يظهروا مقدار ما يشعرون به من حزن، فقد جاء ذلك مخالفًا لهم حتى يكون بمثابة عملية تطهير للجسم.

لم يجعل الله سبحانه وتعالى التيمم يصل إلى الرجلين في هذه الحالة عكس الوضوء التي يختم بغسل القدمين، حيث ترجع الحكمة من ذلك هو أن الرجلين هم محل للتراب في العموم فلا يوجد الحاجة إلى وصول التراب لها مثل الوضوء.

يعتبر التيمم من الأمور التي قد شرعها الله لنا حتى يتمكن العبد أن يكون مع الله في كل وقت وحين، وبذلك قد خص الله سبحانه وتعالى هذه العبادة على المسلمين فقط، حيث عدد لنا رسول الله المزايا والحكمة من ورائها.

قد يعجبك أيضًا
شاركنا بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.