أنواع الحب في علم النفس

أنواع الحب في علم النفس متعددة.. يتخذ الحب أكثر من شكل ويتم وضعه داخل أكثر من إطار، فمنذ خلق الله -سبحانه وتعالى- للإنسان وهو يُميز الحب، وقد أثر الحب في البشر ونشاطهم، وسنتعرف معًا على الحب وأنواعه وفقًا لعلماء النفس من خلال موقع الملك.

أنواع الحب في علم النفس

قد شعر رجل الكهف في قديم الزمان بالحالة المسماة بحالة الفراشات، وقد تطور الجهاز العصبي للإنسان على مدار السنوات.. مما أدى إلى تصور الأفعال الجسدية، التي يقوم بها الجسد تجاه الشعور بالحب؛ ليكون للحب أنواع شتى وفقًا لما يشعر به المرء.

أولًا: حب العائلة

هو الحب المتمثل في حب المرأة لأطفالها وأبنائها، وهو الرجل لأبنائه، فهو ليست علاقة تكافؤية لأن الحب من الممكن أن يكون من طرف واحد عند إعطائه لأطفال تحت سن التمييز.

كما أن عاطفته من ناحية الوالدين تقوى أكثر من تلك الجهة التي يكون فيها الأبناء، في شتى مراحل حياتهم، وهو حب غير قائم على فكرة الجاذبية الجنسية أو فكرة الجاذبية الجسدية.

اقرأ أيضًا: هل يثار الرجل عند رؤية حبيبته

ثانيًا: حب الكون

هو نوع من أنواع الحب في علم النفس النادر غير المشروط الذي لا يصل إليه أغلب الناس، حيث يرتبط بمعتقداتهم الدينية، وكذا بأفكارهم وببيئتهم.

هو الحب الذي يكون فيه محبوب هو الكون والطبيعة والآلهة، وحب الغرباء في البدايات، وهو دليل على الفطرة السليمة السوية في داخلنا كما أنه دليل على التسامح، ويُسمى الحب الروحي.

ثالثًا: حب الذات

تم تصنيفه من قبل الإغريق، ويقول عنه الناس الآن بأنه (نرجسية)، ولكن للإغريق مفهوم آخر لذلك المصطلح.. فقد كانوا يعنون أن الشخص يحب نفسه جبًا ليس مرضيًا، بل رفعة من تقديره لذاته.

حتى يستطيع منح واستقبال الحب من وإلى الآخرين، فمثلما تعطى الحب والاهتمام للآخرين يجب أن تمنحه لنفسك أولًا، وكيف ستحب الآخرين وتعطيهم الحب وأنت لا تملكهُ.

رابعًا: الحب الجنسي

نوع من أنواع الحب في علم النفس الذي يكون مبنيًا على مشاعر الانجذاب الجنسي، وعاطفة الجسد، كما أنه قد يولد شعورًا أعمق، وهو الشعور بالحب الرومانسي، حيث يرتبط الناس جسديًا وعاطفيًا ببعض، مما يتولد عنه قوة الرابطة الناشئة بينهم.

خامسًا: حب الأصدقاء

يعتقد الكثير من الفلاسفة أن هذا الحب أفضل من الحب المبني على الجنس، حيث إن حب الأصدقاء لا يتولد بناء على مصالح، كما أنه يعتمد في تكوينه على النوايا الحسنة لدى الأطراف.

هو من أفضل أنواع الحب في علم النفس على الاطلاق، فنحب الشخص لسبب من ثلاثة أسباب:

  • أنه شخص جيد نود التقرب إليه ومعرفتهِ.
  • أو أنه شخص مفيد.
  • أو أنه شخص لطيف وعقلاني.

سادسًا: الحب العملي

يعتمد هذا النوع من أنواع الحب في علم النفس على إعمال العقل والتفكير المنطقي ويُبنى على المصالح المشترك، وكان هذا النوع من الحب دارج في التقاليد القديمة، إلى الساعة.. بالرغم من الأصوات التي تُنادى بالزواج عن حب عاطفي، حتى تمتلئ حياة الزوجان بالرخاء والسعادة.

اقرأ أيضًا: هل الكلام الجنسي دليل على الحب

نظرية المثلثية في الحب

ارتباطًا بأنواع الحب في علم النفس وُجد أنّ الحب هو مركب قابل للتجدد والتطور، فهو ليس إعجابًا يمتد من الغريزة وينتهي بمجرد الوصول إلى الغاية منه، وليس شعورًا ضعيفًا يتلاشى في هموم الحياة.

فقد وضع عالم النفس الأمريكي (روبرت ستيرنبرغ) نظرية مثلث الحب، تلك النظرية التي شكلت التصور العلمي عن الحب، وهي التي تتكون من ثلاثة أضلاع.

أولًا: حالة العشق

العشق يبدأ من البداية بحالة الافتنان الأولى بالشريك، فيحدث الجذب بين الطرفين، وهذا يكون نتيجة مشاعرهم القوية، فالعاشق يكون في حالة كبيرة من الهيام بالمعشوق.. كما يكون أيضًا قد وصل إلى درجة عالية من الجنون والنشوة بالشريك.

فالعشق هو في الأساس عبارة عن انجذاب طبيعي للشريك، ويكون هذا الانجذاب انجذابًا (جنسيًا) على وجه الخصوص، وكما أن العشق يتضمن عنصرًا هامًا مكونًا له وهو الإثارة الفسيولوجية التي تطرأ على العاشق، والمُتجه صوب معشوقه.

بالرغم من الإثارة التي تحوم حول مرحلة العشق من الحب إلا أن علم النفس يُؤكد على أن العشق هو أول مكونات الحب التي تزول سريعًا وتتلاشى، فبمقدار سرعة تطور هذه المرحلة، يكون مقدار زوال هذا الشعور.

من الممكن أن يكون العشق قصير الأمد وقد يمتد مفعوله طويلًا، ولكنه عادةً ما يتطلب العديد من الطاقة الحماس للعاشق.

ثانيًا: الألفة بين الطرفين

الألفة هي الصداقة أو التفهم وهي كذلك الانتماء لبعضنا البعض، كما أنها الدفء والتلازم.. وتُعتبر الألفة من أكثر أجزاء الحب حميمية، فهو الشعور بالتقارب والاستقرار في العلاقة دون صورة العلاقة النارية أو العنيفة.

في ذلك الجزء نقوم بالكشف عن أنفسنا بشكل مُوسع وأفضل من ذي قبل، فهي خليط من الألحان التي تُحلى الحياة والأيام من حولنا، فنقوم بالكشف عن الأشياء التي نحبها ونبغضها لبعضنا البعض.

كما تُمكننا هذه المرحلة من التقارب بشكل أفضل، وتتعمق الألفة بيننا وتتوطد العلاقات، كما نتمتع بالعديد من أوجه التشابه، ويُثار لدينا الكثير من مشاعر التفاعل نتيجة لأوجه الاختلاف، والآراء المتناقضة، مما يُضفي على العلاقة اللمسة الجمالية التي تتضمن التنافس المُحبب لعرض الآراء.

الألفة لا تكتمل إلا باكتمال عناصرها والتي منها الصدق في المشاعر والحديث، ووضع الثقة في الشريك، وأيضًا التعاطف مع آلام ومشكلات الطرف الآخر، الإخلاص للشريك.

ثالثًا: الارتباط والالتزام العاطفي

الالتزام هو المحافظة على العلاقة وتقويتها من قبل الطرفين، حتى تُصبح كشخص اعتباري له قيمته وعمره، ويخشان من فقدانه أو إلحاق الأذى به، ويقوم من خلاله الشريكان بتكريس طاقاتهما للقيام بالعديد من الأشياء التي من شأنها أن تقوي رابطة الحب بينهما.

فهو قرار الشريكان بأنهما مناسبان جدًا لبعضهما البعض، وكما أنها اتفاق ضمني بالمحافظة على ما بينهما من علاقة، وأن تأخذ العلاقة الإطار الشرعي لها، عن طريق تكليلها بالزواج.

فإن الالتزام والارتباط هما وجهان لعملةٍ واحدةٍ، تتحدث في نهايتها عن الزواج الشرعي، والذي ما دام فيه التزام الطرفان بالبقاء على الود والحفاظ على الحب.

سوف يعيش الحب معهم إلى أبد الآبدين، وإن أهملاه فإنه سوف يتلاشى ذلك الحب تدريجيًا.. والذي من المؤكد أنه سوف يصل بهما إلى التعاسة الزوجية، ومن ثم قد يّؤدي إلى الانفصال.

اقرأ أيضًا: علامات حب الزوج لزوجته بجنون

مواصفات الحب الحقيقي

الغاية الأصيلة من الحب هي التكليل بالزواج في النهاية، ولكن للحب الحقيقي الكثير من الخصائص والمواصفات التي يُمكن من خلالها التعرف عما إذا كان هذا الحب حقيقيًا أم حبًا عابرًا، لكي يصل بك إلى بر الأمان.. ألا وهو الزواج.

1- عدم شعورك بالخوف

قد يكون حدث لك في علاقات ماضية، أن ينتابك سؤال هل أنت كافٍ لتلك العلاقة، وقد تكون شعرت قبل ذلك بالضيق، وعدم أخذك لراحتك في العلاقة المتمثل في عدم الظهور بشخصيتك الحقيقية.

كما أنك تخشى من كشف إحدى أسرارك، فإن كنت تشعر بمثل هذه العواطف والمشاعر، فإنك للأسف تعيش حبًا غير حقيقيًا.

2- المصادقة والصراحة

يتمحور مضمونها حول مصارحة الشريك بالأحداث الهامة والتي يجب عليها معرفتها، بمنتهى الصراحة والوضوح.

3- مشاركة الاهتمامات

من الأمور التي دائمًا ما تُثبت لك أن هذا الحب حقيقيًا في أنواع الحب في علم النفس.. أن الطرف الآخر يُشاركك اهتماماته، ويُشارك معك أدق تفاصيل يومه، سواء في العمل أوخروجاتهِ مع أصدقائه.

4- منح الإشباع للآخر

هو ما يحدث داخل العلاقات الحقيقية فقط، فالشريك المخلص الحقيقي يُبدى اهتمامات شريكه على اهتماماتهِ، بل وقد يلغي بعض الارتباطات غير الهامة لقضاء بعض الأوقات مع شريكه العاطفي.

5- الرغبة الحقيقية في العطاء

يجب أن تكون الرغبة على العطاء موجودة وبقوة عند الأطراف ليكون ذلك الحب حبً حقيقيًا ولا يتوقف العطاء عند المشاعر الجيدة فقط، بل يمتد العطاء ليصل إلى إعطاء الأمان، والدعم المدى، والدعم المعنوي.

6- وجود انجذاب عاطفي وجسدي

هو فيما معناه أن يكون هناك انجذاب عاطفي وجسدي بالرغم من مرور المشكلات في حياتهما إلا أنهما لا يعطونها أكثر من حجمها، فليست الحياة ورديةً دائمةً كما أنها ليست سوداويةً دائمةً.

7- مساعدة الآخر على قبول الذات

من أكثر الثمار التي يُنتجها الحب الحقيقي هو مساعدة الأطراف لبعضها على قبول نفسها ودعم شخصياتهما إلى الأفضل، والنجاح في الحياة وكذا تغيير الصفات المذمومة التي يمتلكونها.

8- الاستماع بإنصات

من الصفات التي إن وجدت في المحب فهي دلالة على تعلقه بك،هو الاستماع بحب لكل رواياتك، وسؤاله لك عن باقي الأحداث بشغف، وعدم الملل أو التأفف من ذلك.

9- الحب الحقيقي لا يعني التسلط

المتسلط هو مُحب لامتلاك الأشخاص حتى يُصبحوا من ممتلكاته، أما المحب فهو يحب ذلك الشيء الحر الطليق الذي أعجب بشخصيتهِ، كم أعجب بروحه، وطلاقته.

حتى بعد الزواج، فإنه لا يزال يرغب برؤية كل تلك الأشياء على الشريك، لا بتقييده وقمع حريتهُ.

على أنّ المُحب يعتذر دائمًا عندما يُخطئ، كما أنه يقوم بتعويض الطرف الآخر عن سوء معاملتهُ إذا كان الأمر يستدعي ذلك.

الحب من أسمى وأعظم الأحاسيس التي يشعر بها الإنسان في حياته، فهو يزيل عن كاهله جهد الأيام والمشاغل والمصاعب الموجود في حياتك، فاحرص على اختيار الشريك المناسب.

قد يعجبك أيضًا
شاركنا بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.