متى يتخذ الرجل قرار الطلاق

متى يتخذ الرجل قرار الطلاق؟ وما الأسباب التي تدفعه إلى الطلاق؟ من أصعب القرارات في حياة الإنسان، فيشبه قطع جزء من جسدك وأنت حي وخاصة إن كان هناك أطفال، فلا يتخذه العاقل إلا وعنده الأسباب القوية التي دفعته إليه، أما المعتوه أو الأهوج فلم يكن له أن يتزوج بداية، لأنه لم يكن يقدر الزواج قدره وبالتالي فلن يقدر الطلاق قدره، ونتابع بالمزيد على موقع الملك.

متى يتخذ الرجل قرار الطلاق

قبل الطلاق تثار المئات من الأسئلة من كلا الطرفين، هل الطلاق قرار صائب؟ وهل إذا تم يكون هذا وقته الصحيح؟ هل لا يوجد علاج لتلك المشكلات إلا بالطلاق؟ وما هي الخطوة القادمة لكل منهما؟

في هذه اللحظة لا يفكر الطرفان سويًا فيها كما كانا يفكران في الماضي، وهل هما نفس الشخصين الذي جمع بينهما بيت واحد وطعام واحدة وعيشة واحدة؟ أم اختلفا؟

أسئلة كثيرة يجب عليهم سؤالها لأنفسهم، لكن لسوء الحظ قد لا يكونان في هذه الفترة في بيت واحد، فكثير من قرارات الطلاق تتم في فترة تباعد بين الزوجين، فيكون التباعد تبعًا للمشكلات القائمة، فلا يمكن أن تلتئم الجروح ولا أن تخف المشكلات بل يتدخل فيها القريب والبعيد وتزيد النار إذكاء.. ولا يوجد صوت عاقل يعيدهم إلى الصواب.

لكن هناك توقيتًا يجب فهمه ورصده وتعرف منه متى يتخذ الرجل قرار الطلاق.. وما هي الظروف التي تجعله يفكر به كحل وحيد للمشاكل التي يعيشها.

يلاحظ أن قرار الرجل بالطلاق لا يشترط التوقيت، فربما يفكر في الطلاق ولكن لا يتكلم به، وربما يتخذ القرار داخل نفسه فقط ولا يعلم أحدًا به.

ربما يظل يتحامل على نفسه ويحمل المزيد من المشكلات والآلام حتى تضيق به نفسه، ويشعر بأن كل الطرق التي حاول فيها موصدة أمامه.. حينها لن يكون له خيار إلا الطلاق.

رغم سهولة دفع الرجل واستخراج لفظ الطلاق منه بإهانته أو تحقيره أو الاعتداء عليه بأي شكل سواء من الزوجة أو من أي أحد من طرفها أو أي فعل يشبه هذا القبيل.. إلا أنه بالفعل يمسك الكثيرون ألسنتهم عنه فترات طويلة.

لكن إذا قرر أحدهم وأنهى المراجعة مع نفسه سيفعلها، ولن يشعر بعدها بتأنيب الضمير.. إن تفاقمت الأمور في ناظريه وكانت الحياة الزوجية مستحيلة الاستمرار يتخذ الرجل قرار الطلاق.

اقرأ أيضًا: هل الشقة من حق الزوجة بعد الطلاق

أسباب تدفع الرجل إلى الطلاق

نستعرض الأسباب التي تبين لنا بوضوح متى يتخذ الرجل قرار الطلاق لنفهم منها الأسس التي يبني عليها الرجل قرار البقاء أو الإنهاء لحياته الزوجية.

لندرك مدى حكمة الله في وضع قرار الطلاق في يد الزوج وحده.. فهو الحريص على بقائه ولا يعمل على هدمه بسهولة، ومن الأسباب ما يلي:

أولًا: الزوجة الآمرة المتسلطة

عندما تكون الزوجة متسلطة تحب أن تفرض رأيها أو رأي من تقتنع به من أهلها أو من صديقاتها، ويناقشها الزوج فيرى أنها لا تمتلك آذانًا معه، فيكلمها وهي لا تسمع ولا تنتبه وكل ما تقوله أنها تريد منه التنفيذ الآني بدقة ودون اعتراض أو تأخير.

فربما يتحملها الزوج على أمل تغيير شخصيتها، وربما يعترض اعتراضات خفيفة على زوجته في أول الأمر، ولكنه يجد أن اعتراضاته لم تقدم ولم تؤخر سوى في سرعة تنفيذه فقط، وسيقوم بعدها بتنفيذ الأوامر حتمًا ولابد، وأنه لا فائدة من التأخير.

تستمر الحياة بينهما على نفس الوتيرة إلا أن تحمله قد يقل مع الوقت وخاصة إن كررت تحكماتها أمام أهلها أو أهله والأصعب أمام الأبناء.. إذ يشعرون أن أباهم فاقد لكل مقومات الرجل أمامهم ولا يمكنه ” تكسير” للزوجة كلمة.

فتحدث اللحظة التي تفيق فيها الزوجة على كلمة الطلاق تنزل على رأسها في لحظة واحدة.. لم يكن قبلها إلا حادث قد مر مثله مئات المرات.

اقرأ أيضًا: الزوجة تريد الطلاق والزوج لا يريد

ثانيًا: الزوجة التي تهجر الفراش

ربما لا تفهم بعض النساء هذا وربما لا تريد أن تفهم أن نظرة الرجل للعلاقة الجنسية تختلف عن نظرتها، فهي تريده أن يفهم شيئًا لا يوجد في قواميسه، وبالتالي هي تقيس بمقياس خاطئ تمامًا.

فالعلاقة الجنسية للرجل في أغلب وقتها لا تعبر عن رغبة في الوصال ولا عن حب للمرأة أو شيء يفعل من أجل “المزاج والانبساط” فحسب، بل الجنس في حياة الرجل حاجة فسيولوجية له ومهمة وضرورية أيضًا، بل قد يتعرض للمتاعب الصحية إذا لم يفعل.

من هنا تنكيد المرأة على زوجها ورفضها العلاقة الزوجية بدوافع متعددة تصل به إلى قناعة أنها هجرت فراشه، وأنه لابد له أن يبحث عن مكان بديل يلبي حاجته ويسمح له بإزالة ما تراكم عليه، ويظنها بعض الناس شهوانية أو لذة جنسية عابرة.

من هنا نفهم متى يتخذ الرجل قرار الطلاق لنقول إن أحد أهم أسبابه الفتور الجنسي ورفض المعاشرة الجنسية، ولا يمكن للرجل أن يعتبر وجود أبنائه عائقًا ولا يقبله أن وضع كعقبة فهو يفعل ما أحله الله.. فيجب ابتكار الطرق والأساليب والأوقات والظروف الذي يتم فيها ذلك لأهميته.

ثالثًا: الزوجة التي يفقد الأمان معها لكذبها المتعمد

يفقد الزوج مع زوجته الأمان وخاصة إذا كانت كاذبة معتادة التلفيق والكذب في كل الأوقات.. فلا يستطيع أن يثق في كلمة قالتها ولا في فعل فعلته أنها بالفعل فعلته ولا في شيء نهاها عنه فالتزمت به، فيشعر بعدم الأمان الذي يقضي على حياته الزوجية.

الأمر لا يكون سببًا في الطلاق إذا كانت الزوجة كذبت مرة أو مرات قليلة فالكثير من النساء لا يفرقن بين الكذب وبين المبالغة والانبهار بالشيء والتفاخر به.

فقد يكذبن لأكثر من سبب ولكن حديثي عن الكذب الذي يعتبر دافعًا للقلق وللخوف على الحياة الزوجية.. هو أن يتحول الكذب إلى أن يكون هو الأصل الأخلاقي للزوجة.

فعندما يكون الكذب هو الأصل وعندما تكون كل كلمة تخرج من الزوجة فيها قدر من الكذب، وحينما لا يستطيع أن يفرق بين الصدق والكذب في حياتها، فلابد حينئذ أن يقلق وينام يتقلب على جانبيه من قلقه منها.

حينما تتأخر خارج منزله يكون في منتهى القلق منها لا عليها وأيضًا وهي داخل بيته يكون قلقًا منها من علاقاتها على وسائل التواصل فيكون في قلق لا ينتهي.

بالتالي لا يكون أمامه إلا التخلص من هذا العبء كله، وربما لو كان عنده أطفال منها يفكر في أن يأخذهم ويربيهم هو، كي لا تورثهم هذه الخصلة السيئة التي لا تشعره بالأمان من أولاده أيضًا لو ورثوه منها.

رابعًا: الزوجة المعتدية

سمعنا مؤخرًا عن زوجات يقمن بالاعتداء على أزواجهن.. حيث تحتل مصر وبحسب جريدة الدستور المرتبة الأولى عالميا في ضرب الأزواج  بنسبة مئوية مقدارها  28%، وتليها الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 23%، ويليها بريطانيا بنسبة 17% ثم الهند بنسبة 11%.

الزوجة المعتدية لا يمكن للزوج القبول بها كزوجة، فقد يكون في قبوله الاستمرار تكرار تعرضه للضرب مرات عديدة، ويكون عرضة للتنمر والاستهزاء بسبب هذا الموقف مرات عديدة، فكثير من الأزواج يأخذون قرار الطلاق فجأة في مثل هذه المواقف.

اقرأ أيضًا: حقوق الزوجة الناشز بعد الطلاق في القانون المصري

خامسًا: الزوجة الخائنة

هذا هو أصعب المواقف على الزوج، والذي لا يستطيع أن يمرر هذا الموقف هو بالطبع على حق، فالزوجة الخائنة وخاصة التي اعتادت هذا الفعل لا يمكن أن يسامحها الرجل.. وحينها يتخذ الرجل قرار الطلاق.

فلو كانت الخيانة مرة واحدة قد يجد معه العذر لها.. ولكن أن تكون خيانة مرتبة ومعتادة فلا يعتقد أن الرجل تقبل ذلك.

إن أسباب الرجل للطلاق قوية، ولا يمكنك إذا شرح لك موقفه إلا أن تعذره، فالرجل العاقل الحريص على بيته ويبذل كل جهده للإبقاء عليه.. عندما يتخذ قرارًا بالطلاق سوف تدرك أن معه أسبابه المنطقية.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا