كيف اتعامل مع الناس الخبثاء
كيف اتعامل مع الناس الخبثاء؟ وكيف أعرف أنهم خبثاء بالفعل؟ وكيف أتجنب إساءاتهم؟ فلا شك أن الإنسان يلتقي بهم دون أن يعرف حقيقتهم وما تطويه أنفسهم من خبث، فهم جيدون في إخفاء حقائق أنفسهم، فكيف يكتشفهم وكيف يخلص منهم؟ هذا ما سنكتشفه سويًا على موقعكم الملك.
كيف اتعامل مع الناس الخبثاء
الخبثاء من الناس هم من يظهرون بصورة مغايرة تمامًا لحقيقة أنفسهم، فهم يكدرون لنا كل صافي في الحياة، بل يؤذوننا كثيرًا بسوء نواياهم وخبث طباعهم، ويمكنهم تحويل حياتنا إلى جحيم حقيقي وهم يحاولون إظهار أنفسهم بأنهم حمائم السلام وملائكة الرحمة.. في حين أن ما في داخلهم ينبئ بأنهم يحملون العذاب بكل ألوانه!
يمكن أن تكون العلاقة قائمة على الزمالة سواء في دراسة أو عمل أو علاقة جوار فيمكنك الابتعاد والتخلص منه، ولكن أسوأهم من تجمعك بهم علاقة لا يمكنك قطعها ولا التخلص منها كعلاقات ذوي الرحم مثل: الأهل والأقارب أو حتى الزوج أو الزوجة فتصير الحياة جحيما لا يطاق معه.
خبث النفوس مرض قلبي داخلي لا يعلم به إلا المطلع على القلوب سبحانه الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فصاحب النفس الخبيثة هو الذي عبر عنه الله بأن نفسه أمارة بالسوء وهي أسوأ النفوس، فقال الله تعالى “وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53)” فنفوسهم مليئة بالشر والأذى وإن كانوا يتظاهرون بالطهر والبراءة.
هم يعلمون يقينًا أن فيهم هذه الصفة الذميمة فهم متعايشون مع أنفسهم ويبررون لها أفعالها، ولكنهم يحاولون دومًا إظهار أنفسهم بمظهر الإنسان الطيب الحريص على المصلحة الذي يحاول النصح، وهو يدس السم في العسل في كل شيء.
هناك عدد من الخطوات العملية لأفضل طريقة للتعامل مع الناس الخبثاء لكي تنجو منهم ولا تقع في براثن المشاكل التي يفتعلونها.
1- كن ملتزمًا
في كل تصرف مع هذا الشخص الخبيث كن ملتزما جدًا، فإن كانت علاقة زمالة فكن ملزمًا بالصواب الواجب على الزميل تجاه زميله.
إن كانت علاقة جوار فالتزم بأنك تؤدي حقوق الجار كلها ولا تقصر فيها، وإن كان زوجًا أو زوجة فالتزم بالواجبات التي عليك حتى لا تترك له مدخلًا يدخل منه.
قديما قيل في المثل الشعبي الصحيح المعنى “امشي عدل يحتار عدوك فيك” فهو عدو كامل العداوة، وإن كان يظهر بثياب الصديق المحب فلا تترك له فرصة يظل يرددها، فهو لا يمل من تكرار ونشر أي خطأ يراه.
2- انظر إلى حل المشاكل لا إيجادها
يسعى الخبيث إلى تسميم الأجواء وتعكيرها بإضفاء جو سلبي خانق، فكل تصرف لك يستطيع تحويله ليصبح عليك، فبالتالي قم بحل المشكلات بسرعة ولا تدعها تكبر، فإنه لن يتركها تمر مرور الكرام.
فهو يبحث عنها باستمرار وبالتالي قد تحدث مشاكل بالرغم من محاولاتك تجنبها، فحاول أن توجد حلًا سريعًا لها.
3- لا تتوتر أبدًا
عندما يكون حولك شخص خبيث حاول ألا تتوتر في التصرفات وامسك أعصابك كثيرًا، فهو يريدك أن تتوتر فتزيد الأخطاء ويفقدك صوابك.
فإنك إن حافظت على هدوئك واستطعت أن تلغي التوتر من حياتك سوف تتمكن من مقاومة سمومه التي يبثها باستمرار.
4- لا تجعله مؤثرًا في يومك
إحدى الطرق الرائعة في التعامل مع الخبثاء من الناس أن تعمل كثيرًا على تجاهل وجودهم لأنها طريقة فعالة في مقاومتهم، فأشد ما يؤلم الخبيث أن يعتبره الناس غير موجود أو غير مؤثر.
فهذه الطريقة يمكن أن تحول الموقف لصالحك، فينقلب هو إلى التوتر والانفعال وأنت للهدوء والثبات فيلغى تأثيره تمامًا.
5- لا فائدة من المواجهة
الخبيث يعرف نفسه ويجادل كثيرًا ولا يقتنع إلا بما في داخل رأسه فقط، فأنت حين توجهه لن تصل إلى تغيير قناعات بل على العكس تمامًا ستتحول العلاقة بينكما إلى مواجهة وحرب وستكون خاسرًا فيها.
فبالتالي لا تستفيد أنت من المواجهة بل ستظهرك أنت في موقف المعتدى، ولكن إذا اضطررت إليها احتفظ بالبيانات والمعلومات كاملة، فالخبيث يعتمد على خلط الأوراق وتضخيم مشكلاتك، في حين يتجاوز عن أخطائه ويتناساها ويشعرك دائمًا بأنه لا يخطئ.. فاحتفظ بالبيانات لكي تسردها في ثقة وثبات يوقفه عند حده.
6- لا تكن لطيفًا أكثر من اللازم
التعامل مع الناس الخبثاء بلطف دائمًا يفقدك شخصيتك ويجعل أخطاءهم شيئًا عاديًا في حين يضخمون أخطاءك، فتعامل مع الناس على أساس وجود حقوق وواجبات على كل شخص.
فلا يوجد شخص له حقوق دائمًا في مقابل آخر عليه الواجبات دائمًا، ومن هنا عليك أن تكن متوازنًا في الحقوق والواجبات واحرص على حقك فيها.
اقرأ أيضًا: هل أفكار الوسواس القهري حقيقية
كيف تقهر الخبيث؟
إن كيف تقهر الخبثاء أشبه في التعبير بكيف اتعامل مع الناس الخبثاء لأن قهرهم الأكيد هو نجاتك من بين أيديهم والتخلص من شرورهم.
فيعتبرون تخلصك منهم قهرًا لهم فنجاتك من بين مكائهم بدون وقوع أذى عليك هو قمة قهرهم وحزنهم، فهم لا يتمنون لك الخير مطلقًا ويعملون على تكديرك على الدوام.
أول الطريق للتعامل معهم هو اكتشاف حقيقتهم والابتعاد عنهم قدر الإمكان مع مواجهتهم بنفس أسلوبهم بالابتعاد الهادئ.. وبالتالي يكون ابتعادك عنهم بدون مشكلة مع ابتسامة وتعامل بذوق هو ما يغيظه جدًا.
أيضًا لابد من عدم الانسياق وراء استفزازاته المتكررة بالسيطرة على نفسك في مواجهته، وحاول تغيير الموضوعات وتقليل الكلام في المناقشات وعدم الدخول مطلقًا في مجادلات معه.
مع احتفاظك برباطة جأشك معه وعدم إعطائه أكبر من حجمه، فبهذا تأمن شره ولا يجد له عليك سبيلًا، مع التزامك الكامل في عملك بكل دقة.
صفات الناس الخبثاء
يمكنك معرفة الخبيث من الناس إذا فكرت ودققت وحللت التصرفات التي يقوم بها، ستدرك يقينًا بقليل من الفطنة ذلك الشخص من خلال أقواله وأفعاله.. كما قال الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم عن المنافقين وهم أخبث الناس قلوبًا “وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30) سورة محمد.
فالله سبحانه يسترهم ولو أراد لفضحهم، لكنه ترك منهم علامة يعرفون بها وهي لحن القول الذي يعني، كما قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره أنه فيما يبدو للناس الدال على مقاصدهم من فلتات الألسنة وصفحات الوجوه.
لذلك قال سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه: “ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه، وفلتات لسانه“.. والإنسان الخبيث له عدة صفات، منها:
- شخص حريص دائمًا على أن يظهر البسمة في الوجه في كل المواقف.
- يحاول دائمًا أن يتصف بالذوق في كل معاملاته، وتشعر أن ابتسامته خداع ومكر وابتسامة ماكرة رغم مظهرها البريء.
- لا يستفز بسرعة فتجده دائمًا ثابت في رد الفعل؛ لأنه هو صاحب الفعل، وبالتالي يكون مستعدًا له بنفس الهدوء والثبات الانفعالي، فلا يمكن أن تفاجئه بأي عمل هو غير مستعد له.
- صفة أساسية في الإنسان الخبيث هو أنك تجده دائمًا حسودًا يحسد غيره على أي خير يأتيه.
- يمكنك معرفته بعد عدة تجارب قليلة، فلا يسره أبدًا أن يراك في خير أو يرى خيرًا يصل إليك فيظهر الفرح وتظهر الكآبة على محياه وفي ثنايا كلامه.
- دائم العمل بالحيلة فلا يمكنه المواجهة والدخول إليك بالطريقة المباشرة، بل دومًا ما يتخذ طريق الحيلة، فيسألك أسئلة يسوغها في شكل بسيط وهو يقصد توريطك في مشاكل حتى يستريح إذا كنت أنت في مشكلة.
- الصفة البارزة في الإنسان الخبيث أنه إنسان استغلالي لكل فرصة.
- يحاول دائمًا أن يبدو كضحية وأن يستغل تعاطف الناس معه أو إشفاقهم عليه أو نيتهم الطيبة.
- يحاول حصد المكاسب من ورائها ويحاول الإيقاع بالناس في مشكلات ليحل محلهم في أعمالهم، فيكون هو فقط الرابح والكل خاسرًا.
- دائمًا ما تجد الإنسان الخبيث قاسي القلب جامد المشاعر حتى وإن تظاهر بعكس ذلك.
- يسعد بأذى الناس لا يتألم لآلامهم بل هو من يصنع آلامهم، فكيف يتفاعل قلبه معها وهو صانعها.
لن تجد مكانًا ولا أسرة إلا وفيهم الخبثاء، فخبث النفوس موجود يجب أن تتعامل معه جيدًا، وإلا لا تلومن إلا نفسك، فلك أن تتعلم كيف تتعامل مع الناس الخبثاء.