تعريف غسيل الأموال لغة واصطلاحا

تعريف غسيل الأموال لغة واصطلاحا هام للمعنيين بالاقتصاد والأسواق المالية، هناك بعض الأنشطة التي يتم منعها داخل الدول، التي يمكن أن تسبب العديد من المشاكل الاقتصادية، البعض لا يعرف كيف يتجنب في استثماره جريمة غسيل الأموال حتى لا يقع تحت طائلة القانون، ولذلك هناك بعض الأمور يمكن التعرف عليها من خلال موقع الملك.

تعريف غسيل الأموال لغة واصطلاحا

يعد غسيل الأموال هو أحد الطرق الإجرامية المستخدمة لإخفاء مصادر الأموال غير المشروعة، وتمكن هذه العملية المجرم من التمتع بالعائد المادي دون أن يعرض مصدرها إلى أي خطر.

يساعد مكتب الأمم المتحدة المتكفل بمواجهة الجريمة والمخدرات الدول على تطوير سياسة مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال، وتحليل ومراقبة المشاكل، وزيادة الوعي، وزيادة الوعي العام، والعمل كمنسق للمبادرات التي تنفذها المنظمات الدولية والأمم المتحدة، ولهذا يعد غسيل الأموال لغة واصطلاحا.

حسب ما جاء في اتفاقية “فيينا” لعام 1988 فتم تعريف غسيل الأموال على النحو التالي:

(تحويل الأموال أو نقلها مع العلم بأنها مستمَّدة من أيَّة جريمة او جرائم، بهدف إخفاء أو تمويه المصدر غير المشروع للأموال أو قصد مساعدة أيَّ شخص متورَّط في ارتكاب مثل هذه الجريمة أو الجرائم على الإفلات من العواقب القانونية لأفعاله).

اقرأ أيضًا: كيفية جمع المال بطريقة سهلة

كيف يتم غسيل الأموال؟

يتم غسيل الأموال من خلال ثلاثة طرق يتم اتباعها عن طريق الأفراد الذين يقومون بذلك.. وجاءت هذه المراحل على النحو التالي:

1- المرحلة الأولى: الإيداع

يطلق عليها مرحلة الإحلال أو التوظيف، وتتم عن طريق التخلص من كميات ضخمة من الأموال غير الشرعية، أي الأموال التي حصل عليها الفرد بعدة طرق.

منها: الاحتفاظ بالأموال في أحد البنوك، أو المؤسسات المالية، أو عن طريق تحويل هذه الأموال إلى عملة أجنبية أو أكثر، أو عن طريق شراء بعض العقارات أو السيارات أو اليخوت حتى يتم بيعها في المستقبل.

2- المرحلة الثانية: التمويه

تسمى أيضًا بمرحلة “التجميع أو التعتيم”، وتبدأ هذه المرحلة عند دخول الأموال في قنوات النظام البنكي القانوني، فيقوم الفرد الذي يرغب في غسيل الأموال بفضل النقود المراد استخدامها في مصادر غير شرعية.

3- المرحلة الثالثة: الإدماج

تعد هذه المرحلة هي الأخيرة في غسيل الأموال، وتحدث من خلال إعطاء هذه الأموال طابع قانوني، ولهذا تعرف باسم “مرحلة الجفاف”.

تدمج الأموال المستخدمة “المغسولة” في النظام البنكي مع الدورة الاقتصادية، فتظهر كأنها أرباح طبيعية لبعض الصفقات التجارية، مثل: الشركات الوهمية أو فواتير وهمية، أو قروض مصطنعة وهكذا.

الآثار المترتبة على غسيل الأموال

وفقًا لتعريف غسيل الأموال يتبين أنه من أهم الجرائم الاقتصادية التي تضر اقتصاد الدولة، فهذا يعتبر تعدي صريح على النظام المالي والاقتصادي التي تقوم عليه الدولة، وهناك بعض الآثار المترتبة على غسيل الأموال.

اقرأ أيضًا: كيف تزيد دخلك بدون رأس مال

أولًا: الآثار الاقتصادية

هناك بعض الآثار السلبية التي يمكن أن تنتج في عملية غسيل الأموال وتسبب بعض الأضرار الجسيمة على الدولة.

1- ارتفاع التضخم

من الأمور التي يترتب عليها غسيل الأموال، ارتفاع السيولة المحلية بصورة غير مناسبة مع ارتفاع عملية الخدمات وإنتاج السلع، وينتج عن هذا تضخم كبير في الاقتصاد التي تقوم عليه الدولة بسبب سقوط القوة الشرائية للأموال.

بالتالي يحدث تضخم نقدي في الاستهلاك، وهذا يساعد في التوسع الحكومي في الدولة النامية في عملية الإنفاق العام، مما يسبب عجز اقتصادي داخل الدولة ينتج عنه عدم سداد النفقات العامة.

هذا الأمر يرغم الدولة إلى فرض الكثير من الضرائب على المواطنين، ويؤدي إلى زيادة الأسعار في السلع الإنتاجية والاستهلاكية التي يحتاج إليها المواطن.

 

2- انخفاض معدل الاستثمار والادخار

تعد عملية غسيل الأموال أحد الجرائم المكتملة التي تساهم في إسقاط اقتصاد الدولة، نظرًا لكونها أحد أنواع الفساد الاقتصادي والمالي، وهذا ما يسبب انخفاض ملحوظ في عملية الادخار.

مع هذا الانخفاض بالدخل القومي، فإن معدل الاستهلاك يتزايد، وهذا ما يجعل الاستثمار في حالة انخفاض مستمر.

من المعروف أن خروج رأس مال الدولة إلى الخارج يمثل تهديدًا كبير في الاستثمار.. سواء كان هذا المال بالعملة المحلية أو الأجنبية.

3- انخفاض معدل الدخل القومي

يمثل معدل الدخل القومي مجموع الأرباح التي ينالها أفراد العنصر الإنتاجي من مواطني الدولة، وذلك في مقابل أن تستخدم هذه العناصر في الخدمات وإنتاج السلع سواء داخل أو خارج الدولة.

على أن يحدث خلال فترة ما، فهذا يؤدي إلى تهريب الأموال خارج الدولة إلى بعض البنوك حول العالم للقيام بعملية غسيل الأموال.

هذا الأمر يكون إسقاط للدخل القومي للدولة، فيشكل ضررًا كبير لاقتصاد الدولة، حيث يتم على حساب الأفراد الذين لديهم دخل مشروع داخل هذه الدولة، مما يساعد في ارتفاع معدلات الاستهلاك، الذي لا يتناسب مع الدخل القومي.

5- تدهور قيمة العملة المحلية

هناك ارتباط قوي بين عملية غسيل الأموال وارتفاع نسبة الطلب على العملة الأجنبية التي يتم تهريبها إلى الخارج بهدف الاستثمار أو الإيداع في البنوك الخارجية، مما ينتج عنه انخفاض تام في العملة المحلية، وهذا يسبب آثار سلبية تشكل خطر كبير على اقتصاد الدولة.

6- عجز الميزانية

بعض الأمور التي يترتب عليها غسيل الأموال هو عجز الميزانية التي تتمثل في المعاملات الرأسمالية والتجارية والاحتياطي النقدي الأجنبي.

بالإضافة إلى زيادة ديون الدولة، بسبب الطلب على العملات الأجنبية، وهذا ينتج عنه أزمة في سيولة الاحتياط الأجنبي، مما يسبب نقص في العملات الأجنبية داخل الدول لدى البنك المركزي.

ثانيًا: آثار اجتماعية

وفق تعريف غسيل الأموال فيمكن لعملياته أن تؤدي إلى بقاء الثروة في أيدي أفراد هذه الجريمة التي تزيد الفجوة بين الفقراء والأغنياء، وهذا ينتج عنه تفكيك المجتمع.

كما يؤدي إلى التعدي على القيم المجتمعية، مثل قيم الإنتاج، وقيم الانتماء للوطن، وقيم العمل، وإلى حدوث رغبات تضر بالإصلاح الاقتصادي للدولة.

يلجأ الأفراد الذين يقومون بعمليات غسيل الأموال إلى تأسيس أو شراء بعض مؤسسات المجال الاقتصادي، ثم يغيرون الأهداف التي قامت عليها، ويقوم مؤسسو هذه المؤسسات بالأعمال الشنيعة التي تناسب الأنشطة الإجرامية التي تتحكم في هذه المؤسسات.

ثالثًا: آثار قانونية

الأفراد القائمين على عمليات غسيل الأموال يخططون دائمًا الابتعاد عن العقوبات القانونية، فيبدؤوا في اختراق مؤسسات الدولة وبالأخص في المؤسسات التي تفرض القانون، لأنها تحتوي على مركز القوى المتحكم في محاربة الجريمة، ولذلك بهدف السيطرة على هذه المؤسسات، حتى تضعف أمام فسادهم.

هذا الأمر يضعف من قدرتها في مواجهة الفساد، وبالتحديد عمليات غسيل الأموال، وبسبب ضخ أموال مرتكبي جريمة غسيل الأموال في هذه المؤسسات، فهم بذلك سوف يفلتون من جرمتهم دون عقاب، وبهذا يستطيعون متابعة أعمالهم الفاسدة.

رابعًا: آثار سياسية

وفقُا لتعريف غسيل الأموال فهناك آثار يمكن أن يترتب عليها استخدم الأموال المهربة خارج الدولة في دعم وتمويل الجماعات والأنشطة الإرهابية.. التي تحارب النظام الحاكم في بعض الدول، والتي تهدف إلى تغيير نظام الحكم بالقوة، وهذا يسبب أضرار بالغة على الدولة.

اقرأ أيضًا: أمثلة على مشاريع ريادة الأعمال

مكافحة غسيل الأموال

من خلال تعريف غسيل الأموال وجدنا أن هناك بعض الطرق التي يمكن أن يتم العمل بها حتى تتم مكافحة غسيل الأموال.. فهناك بعض المهام والمسؤوليات التي من شأنها تكافحه.

  • تطوير وصياغة المعايير والسياسات التي تتعلق بالتزام الدولة (العشرة مبادئ التي صدرت عن لجنة بازل).
  • تعاون الدولة مع الجهات التي تختص بهذا الأمر، من خلال المناقشات المحلية التي تتعلق بسياسات الدول في الالتزام بمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
  • تعزيز وتقييم التزام القطاعات المالية بالتعليمات والنظام الذي يتعلق بمكافحة الأموال وتمويل الإرهاب.
  • دراسة ومتابعة المعايير والممارسات التنظيمية والدولية التي تتعلق بالتزامات الدولة في مكافحة جريمة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
  • الزيارات المفاجئة للتفتيش على المؤسسات والقطاعات المالية.
  • العمل على تحليل مؤشرات المخاطر التي يمكن حدوثها.
  • متابعة الأمور التي تحتاج إلى تعاون مشترك بين جميع المنظمات والجهات بما فيها المتعلقة بمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
  • متابعة التقييم بشكل مستمر الذي يكافح غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
  • يستخدم نموذج التقييم من خلال المخاطر التي يمكن أن تحدث، مؤشرات المخاطر التي تتعلق بمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.

تعد عمليات غسيل الأموال هي أحد الجرائم التي ينتج عنها انهيار العديد من الدول، فبخلاف أنها تسبب انهيار اقتصادي، ولكن ينتج عنها تمويل الجماعات الإرهابية التي تنشر الجرائم في العالم.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا