الأقارب من الدرجة الثالثة

الأقارب من الدرجة الثالثة يجب معرفتهم في حالات معينة بصدد الأوضاع القانونية مثل المواريث والولاية وغيرها من الأحوال الشخصية، فمن هم وما هي الرابطة التي تربط بينهم وبين الشخص وكيف تعرفهم، يُمكنك المتابعة على موقع الملك.

الأقارب من الدرجة الثالثة

القرابة عنصر مهم من العلاقات بين الناس وعليها تتحدد كثير من الأمور، فالقرابة بالنسبة للإنسان هم العصبة الأهم في علاقات مثل الزواج والمصاهرة وهم أيضًا المعنيون بكل ما يهم الإنسان في حياته فهم أولى الناس به في أفراحه وأحزانه، وهم كذلك هم المعنيون بالحديث عنه في الأحكام والحقوق بعد وفاته.

يحتل جدول القرابة موقعه المتميز في تحديد الوسيلة التي يمكن معرفة مدى قرب الأشخاص من بعضهم، لتتحدد بعدها الحقوق والواجبات على كل منهم بناء على هذا التحديد، فللقرابة حقوق في الحياة وحقوق وواجبات عند الموت وبعد الموت.

الأقارب من الدرجة الثالثة هم القرابة التي تحتاج للانتقال إليها ثلاث درجات صعودًا أو هبوطًا، وسأضرب لها مثالًا:

أولًا: علاقة الرجل بابن أخيه

يحتاج الرجل للوصول لأخيه حيث لم تكن العلاقة بينهما علاقة ولادة أحدهما من الآخر، فيحتاج ليصعد درجة إلى أبيه، والدرجة الثانية ينزل من أبيه إلى أخيه فبينهما علاقة توالد، ويحتاج إلى النزول من أخيه إلى ابن أخيه فبينهما علاقة توالد.. فيصبح المجموع ثلاث درجات فتكون هذه العلاقة من الدرجة الثالثة.

ثانيًا: قرابة الرجل من عمه

يحتاج لكي يصل إليه للصعود أولًا إلى أبيه فتعتبر درجة، وبعدها يحتاج للصعود من أبيه إلى جده بدرجة ثانية، ثم ينزل درجة من جده إلى عمه، فيكون المجموع ثلاث درجات ويكون درجة القرابة من الأقارب من الدرجة الثالثة.

ثالثًا: علاقة الرجل بأخت زوجته

كذلك في المصاهرة مثلها مثل النسب تمامًا، فنطبق عليها نفس المعيار، فنجد درجة بين الرجل وزوجته، ثم نأتي للعلاقة مع أخت زوجته لنجد من الضروري أن نصل في الخطوة الثانية إلى أمهما أو أبيهما لنصعد درجة ثانية.. ومنها ننزل إلى الأخت درجة ثالثة فتصبح أخت الزوجة قريبة من الأقارب من الدرجة الثالثة.

هكذا فإن الأقارب من الدرجة الثالثة تشمل كلا من الأعمام، العمات، الأخوال، الخالات، أبناء الأخ، أبناء الأخت، إخوة وأخوات الزوجة.

هناك درجة رابعة وهي التي تفصل بينهم وبين الشخص المراد معرفة قرابته له أربع محطات.. يجب أن يخطوها لكي يصل لهم مثل: العلاقة مع أبناء العم.

يحتاج الإنسان لقياس درجة القرابة مع ابن عمه الى الصعود درجة إلى أبيه والثانية صعودًا أيضًا إلى جده والثالثة نزولًا إلى عمه والرابعة نزولًا أيضًا إلى ابن عمه فتكون درجة القرابة من الدرجة الرابعة.

كذا كل أبناء العم وأبناء العمة وأبناء الأخوال وأبناء الخالات وأبناء إخوة وأخوات الزوجة وهكذا.

كيفية معرفة درجة القرابة

قد يواجه بعض الناس مشكلة في تحديد درجة القرابات، ولكننا نستطيع وضع فكرة أساسية عن كيفية تحديد هذه الدرجة في القرابة بكل سهولة باتباع ما يلي:

  1. نعرف الدرجة بأنها الواسطة بين الأشخاص سواء بالصعود أو بالهبوط، ففي الصعود يسمى بالأصل أي كل من شارك في إيجاد الأصل الوجودي له سواء من أب أو أم ومن علا، ويسمى في الهبوط بفرع الإنسان هو ما نتج عنه من ابن وحفيد ومن نزل.
  2. ننظر إلى سلم الصعود أو الهبوط في الولادات بين الشخصين وكل انتقال سواء بالصعود أو بالهبوط يعبر عن درجة من الدرجات.
  3. إذا كانت العلاقة بلا واسطة تسمى قرابة من الدرجة الأولى فالشخص العادي ليس بينه وبين ولده واسطة فتسمى القرابة حينئذ قرابة من الدرجة الأولى، وكذلك بينه وبين أبيه أيضًا قرابة من الدرجة الأولى، وكذلك علاقته الزوجية فالقرابة بينهما بلا واسطة فتعتبر قرابة من الدرجة الأولى.
  4. إذا كانت بينهما واسطة فتكون العلاقة ثنائية أي بين الأخ وأخيه، فيحتاج أحدهما للوصول للآخر أن يصعد الأخ إلى أبيه درجة ثم ينزل إلى أخيه درجة أخرى.. فتسمى العلاقة حينئذ بالعلاقة من الدرجة الثانية.

كذلك علاقة الإنسان بجده يحتاج درجة لكي يصعد إلى أبيه، ويحتاج درجة أخرى لكي يصعد من أبيه إلى جده فتكون العلاقة من الدرجة الثانية ومثلها الوضع المعكوس، فعلاقة الجد بحفيده علاقة من الدرجة الثانية.

علاقة الرجل بابنة زوجته من زوج آخر تقاس بهذه الكيفية، يسأل نفسه كيف أصل بالقرابة إليها؟ فيجد أن الواسطة بينهما هي زوجته، فالانتقال إلى الزوجة يعتبر درجة، والانتقال الى البنت بعلاقة الامومة بينها وبين البنت درجة أخرى، فبالتالي هي علاقة من الدرجة الثانية.

 أنواع القرابة

في إطار ذكر الأقارب من الدرجة الثالثة نذكر أنّ هناك نوعان لا ثالث لهما من أنواع القرابة وهما:

1- قرابة الدم أو قرابة النسب

أي من نسبته إلى عائلته التي ولد منها وهي القرابة التي نشأت عن طريق الميلاد، ولا علاقة لها بكلمة النسب المستخدمة حاليًا بمعنى المصاهرة، وتشمل الأصول والفروع، والأصول مثل الأب والأم وما علا والفروع مثل الابن والابنة وإن نزل ويلحق بها كل من تولد عنها.

مع العلم أنّ العم والخال من قرابة النسب لأن العم متولد عن الجد وهو أصل والخال متولد عن الجد لأم وهو أصل أيضًا، ويلحق بقرابة النسب قرابة الرضاعة التي تأخذ نفس أحكامه لو ثبتت بأحكامها.

ليس لأي قرابة تنشأ عن علاقة غير شرعية أي حقوق ولا يعتبرها الإسلام قرابة من أي درجة، فلو زنى رجل بامرأة لا يمكن اعتبار المزني بها قرابة من الدرجة الأولى كالزوجة ولا يمكن اعتبار أبنائه منها من الدرجة الأولى كقرابة، لأنهم ولدوا من علاقة باطلة ما بني على باطل فهو باطل.

هناك قرابة أخرى باطلة أيضًا حرمها الإسلام ولا تنشأ بسببها أي حقوق وهي قرابة التبني التي حرمها الإسلام على المسلمين.

2- قرابة المصاهرة

هي القرابة المترتبة عن الزواج فالزوجة قريبة من الدرجة الأولى وأسرتها جميعًا تتوزع درجة قرابتهم من الإنسان بحسب القرب والبعد عن الزوجة، فقربهم من زوجتك قرب منك وبعدهم أيضًا.

الأثر الشرعي والقانوني لتقسيم درجات القرابة

بعد الحديث المستفيض عن الأقارب من الدرجة الثالثة نشير إلى أنه لتحديد درجة القرابة آثار شرعية وقانونية كثيرة، ومن أهمها:

أولًا: آثار من جهة الزواج

  • تكون القرابة من الدرجة الثانية مانعًا ثابتًا من موانع الزواج، فنساء هذه الدرجة محرمات تحريمًا أبديًا على الرجل، كالأم والبنت.. أما الزوجة فقرابة من الدرجة الأولى ونشأت بداية من الزواج.
  • القرابة من الدرجة الثانية تمنع من الزواج كالجدات والحفيدات وأم الزوجة وبنتها بالنسبة للزوجة التي دخل بها الشخص، فإن لم يدخل بها وتم التفريق بعد العقد فيجوز.. لقول الله سبحانه وتعالى: (وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ) [النساء: 23].
  • هناك حالات أخرى تمنع الزواج إما تحريمًا أبديًا أو تحريمًا مؤقتًا.. كأخت الزوجة فهي محرمة تحريمًا مؤقتًا ببقاء العلاقة الزوجية مع الأخت أو بقائها على ظهر هذه الحياة.

ثانيًا: آثار من جهة الميراث

تحديد القرابة شرط مهم من شروط الميراث الشرعي القانوني، فالأب ميراثه والابن والأخ والزوجة كل واحد له قسمه المحدد تمامًا في حالاته وهكذا، فقد قال الله تعالى في سورة النساء:

  • “يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11)“.
  • “وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۚ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم ۚ مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ ۚ فَإِن كَانُوا أَكْثَرَ مِن ذَٰلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَىٰ بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ ۚ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12)“.
  • “يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ ۚ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ ۚ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ ۚ وَإِن كَانُوا إِخْوَةً رِّجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۗ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176)“.

ثالثًا: آثار من جهة الشهادة

هناك آثار في القضايا، فلا تقبل شهادة الشهود إذا كانت بينهما درجة قرابة، فلا تقبل شهادة فرع لأصل ولا أصل لفرع ولا شهادة بين زوجين ولو بعد انقطاع الحياة الزوجية.

رابعًا: آثار من جهة النفقة

يترتب على تحديد درجة القرابة آثار على وجوب النفقة.

  • ذهب المالكية إلى أن النفقة الواجبة للأبوين والأبناء فقط.
  • ذهب الشافعية إلى أن النفقة للأصول والفروع.

للأقارب من الدرجة الثالثة حقوق لابد من تحققها وعليهم واجبات لابد من الإتيان بها، فالقرابة بدرجاتها تعبر عن علاقة الإنسان مع أقرب الناس إليه، وكلما كان القرب أكثر كانت الحقوق والواجبات أكثر بينهم.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا