أحاديث الرسول عن الزواج

أحاديث الرسول عن الزواج لا يجب على العبد المسلم التغافل عنها، حيث كانت اشتملت عليها السنة النبوية التي تُعد المصدر الثاني للتشريع، فنُقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كافة أقواله وأفعاله ليقتدي به أبناء الأمة ويقترفون ما أمر به ارتضاءً للمولى عز وجل، لذا يأتي موقع الملك بما جاء في السنة عن الزواج.

أحاديث الرسول عن الزواج

إن الإسلام هو دين الوسطية واليسر وليس العسر، فشرع الله الدين الإسلامي ليكون خاتم الأديان ويكون هو الدين عند الله إلى آخر الدُنيا، وشرع فيه ما يجعل الإنسان مُنعم مُكرم فائز بآخرته تقيّ في دُنياه.

فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكد على ما أنزله الله في القرآن الكريم، وفسره وبينه، وشمل ذلك أحاديث الرسول عن الزواج، تُعبر عن كينونته.

  • قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنّه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج) صحيح البخاري.
  • وقال النبي عليه الصلاة والسلام: (من أحبّ فطرتي فليستنَّ بسنتي، ومن سنتي التزويج).
  • وورد في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (جاء ثلاثة رجال إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي اليل أبدًا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء، فلا أتزوج أبدًا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال: أنتم قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني).
  • أيضًا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض).
  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي)، قال الشيخ الغزالي في إحياء علوم الدين تفسيرًا لهذا الحديث إن المفسد لدين المسلم هو فرجه وبطنه والزواج كفيل بإحداهما لذلك أطلق على الزواج إنه نصف الدين.
  • فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا عن المتحابين (لم يُرَ لِلْمُتَحابَّيْنِ مثلُ النكاحِ) والمقصود بالنكاح هنا هو الزواج للمتحابين.
  • (تزوجوا فإِنَّي مُكاثِرٌ بكم الأُمَمَ، ولَا تكونوا كرهبانِيَّةِ النصارى) وقد منعنا الرسول عليه السلام من الامتناع عن الزواج كالمسيحين، فهي ليست من صفات المسلمين ولا فاعلها أحب إلى الله بل هو مذموم ومكروه ويسأل على فعله.

اقرأ أيضًا: أحاديث عن حقوق الزوجة على زوجها

آيات قرآنية عن الزواج

إن دين الإسلام هو دين ترغيب في الزواج والتشجيع عليه حيث فالله يريد بالأمة الخير ويريد لها التعفف، فالزواج أمر فطري قد خلقه الله في الإنسان وهو الفطرة السليمة التي لا يجب على المرء المسلم الانحراف عنها ومن آيات الله عز وجل عن الزواج:

  • قال الله تعالى في سورة {الروم الآية 21}: (وَمِنْ آيَاتِهِ أنْ خَلَقَ لَكُم مِنْ أنفُسِكُمْ أزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إنَّ فِي ذلِكَ لأَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
  • قال تعالى {النور الآية 32}: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
  • إن الزواج هوسن من سنن الرسل حيث قال الله تعالي {الرعد 38}: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً).
  • قد ذكر الله في كتابه الكريم معايير النكاح والزواج وهي: (وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) حيث يبين الله لنا في تلك الآية أنه لا يجوز الزواج من مشرك وإن المسلم الموحد بالله خير منه.
  • قال الله تعالي في {سورة النساء الآية 1}: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًاويبين الله تعالى أن المرأة والرجل يكملان بعضهما البعض إثر رباط مقدس وآية من آيات الخلق وهو الزواج جعل الزواج هو الأمان والسكينة لكل من الزوجين.

اقرأ أيضًا: آيات وأحاديث عن التسامح

الامتناع عن الزواج

إن الزواج هو فطرة الإنسان التي خلقنا الله عليها وحثنا عليها وأمرنا بها في العديد من آيات كتابه الكريم، وهي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يجب علينا الأخذ بها.. حيث أوصانا صلى الله عليه وسلم بالزواج إرضاءً للمولى عز وجل وذلك ما جاء في أحاديث الرسول عن الزواج، لذا لا يُفضل الامتناع عن الزواج.

فالامتناع عن الزواج بلا عذر مذموم ومكروه عند الله ورسوله فالمؤمن الصحيح لا يجعل هناك مدخل للشيطان، تأخير الزواج دون سبب هو ليس رهبانية في الإسلام كما يظن البعض بل هو مكروه.

اقرأ أيضًا: أحاديث عن معاشرة الزوجة

معايير اختيار الزوج في الإسلام

يجب على من يختار شريكه أن يكون على قدر كبير من الوعي لاختيار الشريك المناسب بدينه وخلقه، وأيضًا يكون مُربي صالح لأبنائه ونسله المُمتد.. لذلك حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحسن اختيار من نتزوجه وأن يكون على خلق ودين، فهو أهم معيار سواء للمرأة أو الرجل.

فورد عن النبي عليه الصلاة والسلام (تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها ودينها؛ فعليك بذات الدين تربت يداك)، فالدين هو المعيار الأساسي والأهم الذي يُختار من خلاله الرجل زوجته وشريكته وفي هذا الحديث يأمر الرسول الشباب المسلمين باختيار الزوجة بطريقة صحيحة وأن أفضل ما يأخذ بها المرأة هي من كانت على دين وخلق.

كما رويّ عن الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).. لذا يُعد الدين المعيار الذي يعتمد عليه العباد في اختيار شركائهم.

الزواج هو الفطرة التي يُلبيها الإنسان ويؤجر عليها، لذا عليها بمراعاة ما حثه عليه دينه أثناء الزواج ليُكلل بالرضا من المولى تعالى.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا